علاج القطعية بين الأخوة وأسباب الخصام بينهم

كيف أعالج الخصام والقطيعة مع أخوتي! اكتشف أسباب الخصام والقطيعة بين الأخوة وتأثيرها على العلاقة بينهم وطرق علاجها
علاج القطعية بين الأخوة وأسباب الخصام بينهم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تحدث الكثير من الأشياء التي تؤدي لتضخم حجم الخلافات والمشاكل بين الأخوة الكبار وقد تؤدي لقطعية تامة لفترات طويلة أو حتى طول الحياة، ولكن هذا الأمر قد يكون له الكثير من التبعات السلبية الاجتماعية والعاطفية والعائلية، لذا لا بد من التعرف على أكثر أسباب القطيعة بين الأخوة شيوعاً وكيف تؤثر وكيف يجب علاجها.

  • الخلافات على الميراث: من أبرز الأسباب وأكثرها شيوعاً والتي كثيراً ما تؤدي لحالة القطعية بين الأخوة هي الخلافات المادية، فإذا شعر أحد الإخوة بالظلم أو التهميش في تقسيم التركة، قد يؤدي ذلك إلى خصام طويل وربما قطيعة دائمة.
  • الغيرة والمقارنة داخل العائلة: عندما يشعر أحد الإخوة بأن الآخر كان المُفضّل لدى الوالدين، أو حصل على فرص أكثر (تعليم، مال، مكانة)، تتراكم مشاعر الغيرة وتتحوّل إلى نزاعات دفينة، وقد تتطور هذه النزاعات وتصل لحدود الخصام والقطعية.
  • تدخل الزوج أو الزوجة: بعض الشركاء يحرّضون على القطيعة، إما بدافع الغيرة أو الرغبة في العزل، ويؤدي ذلك إلى ابتعاد الأخ عن عائلته وانقطاع التواصل، وخاصة إذا كان الأخوة لديهم شركاء أيضاً يحرضون على الخلافات.
  • الإهانات الشخصية أو التجاوز في الخلافات: أحياناً الخلاف يتطوّر إلى تبادل ألفاظ جارحة أو مواقف لا تُنسى (إفشاء أسرار، تقليل من الاحترام، أو حتى حالات عنف أو إيذاء)، ما يؤدي إلى كسر الثقة وانقطاع العلاقة بين الأخوة.
  • التحزّب والانحياز لطرف دون آخر: خاصة في وجود مشاكل عائلية كبرى، إذا انقسم الإخوة إلى فرق، يصبح من الصعب ترميم العلاقة، لأن كل طرف يرى الآخر كخصم وليس أخ يوجد معه خلاف.
  • تراكم مشاعر قديمة دون مصارحة: قد تبدأ القطيعة بأشياء صغيرة، لكن لأن المشاعر لا تُناقش ولا يتم البحث عن حلول لهذه المشاكل، فإنها سوف تتراكم لسنوات، إلى أن تصل نقطة الانفجار وتؤدي لحالة القطيعة.
  • توزيع الأدوار والمسؤوليات بشكل غير عادل: عدم العدل من قبل الأسرة في التعامل بين الأخوة قد يؤدي لمشاكل قد تصل لحد القطيعة لاحقاً مثلاً أخ واحد يتحمّل عبء رعاية الوالدين أو إدارة شؤون العائلة، بينما الآخرون ينسحبون، ما يولّد شعوراً بالحمل الزائد والخذلان، ثم يتحوّل إلى خصومة.
  • الاختلاف الكبير في نمط الحياة أو القيم: الاختلاف بشكل كبير بين الأخوة في نمط الحياة وطريقة التفكير والقناعات يمكن أن يؤسس لصعوبة تفاهم أو مشكلات تؤدي لقطيعة، مثلاً يكون أحد الأخوة متدين والآخر مهمل لشؤون دينه، فهذا التباعد القيمي قد يخلق فجوة في التفاهم، ويتحوّل إلى نفور دائم.
  • انقطاع الحوار وعدم وجود وسيط عاقل: في كثير من الحالات، تكون المشكلة كانت قابلة للحل، لكن غياب شخص حكيم أو مبادرة حقيقية للحوار يجعل القطيعة تستمر بدون مبرّر حقيقي.
animate
  • الشعور المستمر بالفراغ أو الفقد: رابطة الأخوّة مهمة للفرد في حياته وليس من السهل خسارتها، وقطيعة هذه الرابطة تُشبه فقدان شخص حي، وتولّد شعوراً داخلياً بالخسارة العاطفية يصعب تعويضه.
  • القلق الاجتماعي وضعف العلاقات: القطيعة قد تجعل كل طرف يتفادى لقاءات العائلة أو المناسبات الاجتماعية، ما يؤدي إلى عزلة تدريجية وتقلّص شبكة الدعم الاجتماعي.
  • الشعور بالذنب أو التناقض النفسي: خصوصاً إذا كان هناك علاقة خاصة وجيدة بين الأخوة في السابق، أو ضغط من الأهل، يعيش أحد الأطراف صراعاً داخلياً بين رغبته في المصالحة وتمسكه بالموقف.
  • نقل التوتر للأبناء: الأبناء يشعرون بالتوتر في حال وجود قطيعة بين عمّهم ووالدهم مثلاً، وقد يتبنّون مواقف عدائية أو متأثرة، ما يخلق امتداداً للنزاع عبر الأجيال.
  • انقسام الأسرة: تحدث انقسامات في العائلة بسبب الخلافات بين الأخوة، ما يعقّد طريقة التفاعل بين أفراد الأسرة في المناسبات المختلفة مثل الأعياد، أو حتى الأحاديث اليومية، ويفقد العائلة وحدتها وانسجامها.
  • ألم الوالدين وتأزّم العلاقات: الوالدان يعانيان نفسياً من رؤية أولادهما في قطيعة، ويشعران بالعجز أو الفشل في الحفاظ على ترابط الأسرة.
  • صعوبة جمع العائلة في المناسبات: المناسبات الأسرية (أفراح، جنائز، زيارات) تصبح مشحونة ومحرجة، وقد يتجنبها أحد الأطراف، ويؤدي ذلك إلى تآكل الروابط الاجتماعية العائلية.
  • توارث القطيعة بين الأجيال: إذا لم تُحل الخلافات، فإن الأبناء يتبنّون القطيعة كأمر طبيعي، ما يُسهم في استمرار الانقسام داخل العائلة لسنوات طويلة.
  • ضياع فرص التكافل والتعاون: العائلة السليمة تمثّل شبكة أمان اجتماعية، وبوجود القطيعة، تنكسر هذه الشبكة، وتُفقد فرص المساندة وقت الشدائد، أو حتى في مشروعات الحياة.
  • ​​​​​​​إجراء تقييم ذاتي موضوعي لطبيعة الخلاف: على الطرف المعني بالقطيعة أن يقوم بتحليل موضوعي لسياق الخلاف، وتحديد جذوره وأسبابه الحقيقية، بعيداً عن الانفعالات الشخصية، وذلك بهدف بناء تصور واضح لما يجب التعامل معه.
  • تهيئة الظروف المناسبة للتواصل: ينبغي عدم المبادرة في لحظة غضب أو ضغط، بل اختيار توقيت هادئ ومناسب اجتماعياً (مثل مناسبة عائلية، أو وقت فراغ مشترك) يوفّر بيئة حيادية تسمح بفتح قناة حوار غير تصادمية، وتضمن أن يكون الطرف الآخر بحالة إيجابية تجعله متقبلاً لحل الخلاف.
  • إطلاق مبادرة لتخفيف حدة القطيعة: في البداية ينصح باستخدام وسيلة اتصال غير مباشرة مثل رسالة محايدة، أو إرسال تحية عبر طرف ثالث موثوق وذلك لتخفيف التوتر وكسر الجمود، تمهيداً لحوار مباشر، في حال الحصول على إشارات إيجابية.
  • التركيز على الحوار البناء: عند حدوث اللقاء، يجب أن يُدار الحوار بطريقة محايدة، تركز على الحل وليس على توجيه اللوم، يُفضل استخدام عبارات تعكس الرغبة في إصلاح العلاقة وتفادي الاستفزازات اللفظية أو إظهار الرغبة بالسيطرة أو التسلط من قبل الأخ على الآخر.
  • الاستعانة بوسيط عائلي أو اجتماعي محايد: في حال تعقيد النزاع أو استمرار القطيعة لفترة طويلة، ينصح باللجوء إلى طرف ثالث موثوق يتمتع بالقبول لدى الطرفين (مثل كبير العائلة أو مستشار علاقات أسرية) للمساعدة في ضبط التفاعل وتوجيه الحوار.
  • إعادة بناء الثقة تدريجياً: لا يُفترض أن تعود العلاقة مباشرة إلى وضعها السابق، يجب العمل على إعادة تشكيل العلاقة تدريجياً من خلال التواصل المستمر، التعاون البسيط في الشؤون العائلية، وتجنب استحضار الماضي.
  • تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية داخل الأسرة: ينبغي ترسيخ وعي جماعي بأن العلاقة بين الإخوة ليست علاقة عاطفية فقط، بل مسؤولية اجتماعية وأسرية تؤثر في استقرار العائلة بأكملها، وبالتالي الإصلاح لا يُعد خياراً شخصياً بل التزاماً جماعياً.
  • مراقبة الاستجابة السلوكية وتعديل الاستراتيجية عند الحاجة: بعد تنفيذ الخطوات الأولى، يجب تقييم مدى تجاوب الطرف الآخر، وتعديل أسلوب التواصل أو الوسيط إن لزم الأمر، مع تجنّب التسرع في إصدار الأحكام أو الانسحاب من المحاولة.
animate

ما يقتل العلاقة بين الإخوة ليس خلافاً عابراً، ولا موقفاً حاداً، بل هو غالباً تراكم الصمت والخذلان دون مصارحة، وتنامي الشعور بالظلم أو الغيرة دون اعتراف، حين يشعر أحد الإخوة بأنه مُهمَّش، أو أن مكانته في قلب أخيه تراجعت لحساب المال أو المصالح أو الأطراف الخارجية، تبدأ العلاقة في التآكل بصمت ولا يُعلن الخصام في البداية، لكنه ينمو في الظلال، عبر التجاهل، والابتعاد، ثم الاتهام، إلى أن يصل إلى قطيعة يصعب ترميمها.

الشيء الذي يقتل الأخوّة هو غياب التفاهم، ورفض الاعتذار، وتعالي الكِبر على العتاب، إنه انكسار الثقة التي نشأت في الطفولة بسبب الشعور بتمييز الأهل، ثم لم تجد ما يحميها في الكِبر، عندها لا يبقى من الأخوّة سوى الذكريات، التي يتم تذكرها أحياناً، بينما القلب ممتلئٌ بمرارة لم تُقال.

كما أن الخصام الكامل بين الأخوة إلى درجة القطيعة قد يحث بسبب موقف يسبب صدمة عاطفية ونفسية كبيرة وخلاف عميق لا يمكن تجاوزه والتغاضي عنه وعلاجه أو المسامحة فيه، مثل حالات الخيانة أو الخداع أو تعمد الأذى والإهانة.

  1. ​​​​​​​تجنّب التكبر، لا تجعل الكبرياء يمنعك من اتخاذ خطوة إصلاح العلاقة.
  2. لا تؤجل المبادرة كلما طال الصمت، زادت المسافة وصعب الرجوع.
  3. اصنع الفرصة ولا تنتظر الظروف المثالية، بادر أنت بإصلاح العلاقة.
  4. ابدأ من جديد وانظر لأخيك بعين جديدة، وتجاوز الأخطاء السابقة.
  5. افصل الشخص عن المشكلة، فالخلاف لا يلغي قيمة الأخ في حياتك.
  6. توقّع التردد ولا تيأس فقد يُقابل صلحك بالبرود أولاً، لكن لا تتراجع.
  7. دوّن مشاعرك، اكتب ما تشعر به، فقد يساعدك ذلك في التهيئة للمصالحة.
  8. تذكّر أن الحياة فانية واسأل نفسك هل سوف تتحمل الندم إن رحل قبل أن تتصالح معه؟
  9. اختر الوسيط بحكمة ولا تُشرك الآخرين إلا عند الضرورة وبحذر.
  10. استرجع ذكريات الطفولة، تذكّر ما يجمعكما قبل أن تفرّقكما الخلافات.

المراجع