كيفية التخلص من التشاؤم وعلاج الشعور بالنحس

كثيرًا ما نشعر بأن الحياة تعاندنا، وأن الحظ لا يقف في صفنا مهما حاولنا، تتكرر الصعوبات وتتراكم المشاعر السلبية حتى نبدأ بتسمية ما نمر به بالنحس أو "سوء الطالع". لكن، هل هذه المشاعر ناتجة عن واقع حقيقي، أم أنها انعكاس لحالة داخلية يمكننا التحكم بها؟ في هذه الفقرة، نستعرض أسباب هذا الشعور وطرق التغلب عليه نفسيًا وروحيًا، لنبدأ رحلة التغيير نحو نظرة أكثر تفاؤلًا وإيجابية للحياة.
لماذا أنا منحوس ومتشائم دائماً! في الحقيقة يرتبط شعور التشاؤم أو الشعور المستمر بالنحس وأن الأمور ستسير بطريقة سيئة بمجموعة من العوامل التربوية والنفسية وحتى الوراثية، وغالباً ما يكتسب الإنسان نظرته للأمور من خلال الطريقة التي يتعامل بها أهله ومحيطه القريب معه ومع الحياة.
يرتبط سبب التشاؤم والشعور بالنحس أيضاً بالتجارب الحياتية التي نخوضها وخاصّةً في المراحل المبكرة من الحياة في الطفولة والمراهقة وبداية الشباب، كما أن اليأس والنظرة السلبية للأمور من أعراض الاكتئاب وعلامات بعض الاضطرابات النفسية والمزاجية.

- راقب أفكارك وغيّر طريقة تفكيرك: ابدأ بملاحظة الأفكار السلبية التي تسيطر على ذهنك، ولاحظ كيف تؤثر على مشاعرك وسلوكك، استبدل كل فكرة تشاؤمية بأخرى واقعية وإيجابية.
- توقف عن استخدام كلمات سلبية: الكلمات لها طاقة! تجنّب تكرار عبارات مثل "أنا منحوس" أو "ما عندي حظ"؛ فمع الوقت، هذه الكلمات تبرمج عقلك الباطن وتؤثر في واقعك.
- ابتعد عن الأشخاص السلبيين: المحيط يلعب دورًا كبيرًا، تجنّب من يشتكون دائمًا وينشرون طاقة سلبية واقترب من الإيجابيين الذين يدفعونك نحو الأفضل ويساعدونك على التخلص من الشعور المستمر بالنحس.
- نظّم حياتك وابدأ بعادات صحية: الفوضى في الحياة اليومية قد تزيد الإحساس بالتشاؤم. ضع جدولًا واضحًا، نم جيدًا، ومارس الرياضة، النشاط البدني وحده قادر على تحسين مزاجك.
- استخدم الامتنان كعادة يومية: كل ليلة، اكتب 3 أشياء أنت ممتن لها، مهما كانت بسيطة، فالامتنان يغيّر طريقة رؤيتك للعالم ويجذب المزيد من الخير، ويعتبر من أهم الطرق الفعّالة لعلاج الشعور بالنحس والتشاؤم.
- استعن بالدعاء والذكر: التقرب إلى الله يمنح القلب راحة ويزيل القلق، داوم على أذكار الصباح والمساء، وخاصة الأذكار التي تطرد الحسد والشر.
- مارس التأمل أو الاسترخاء الذهني: خصص 10 دقائق يوميًا للهدوء والتنفس العميق أو التأمل، يساعد ذلك على تهدئة العقل وتصفية الذهن من الأفكار السلبية والابتعاد عن التشاؤم.
- تخلّص من المعتقدات الخرافية: الاعتقاد بأن هناك "نحس" دائم يجلب الحظ السيء يزرع فيك الضعف، النحس ليس إلا نتيجة لطريقة تفكيرك وتعاطيك مع الأمور، أنت من يقوم بربط الأحداث ببعضها لتبدو كارثية بالتركيز على السلبيات وإهمال النِعم والإيجابيات.
- واجه مشاكلك ولا تهرب منها: الهروب من المواجهة يزيد من الشعور بالضياع وسوء الحظ، كلما بدأت بالتحرك نحو الحلول، ستشعر بقوة داخلية تعزز ثقتك بنفسك.
- اطلب الدعم عند الحاجة: لا تخجل من التحدث مع مختص نفسي أو مستشار إذا استمر التشاؤم في السيطرة على حياتك، أحيانًا تحتاج فقط إلى من يساعدك على رؤية الأمور من زاوية مختلفة.
- غير روتينك اليومي: كسر الروتين يفتح المجال لتجارب جديدة وطاقة متجددة، حتى التغييرات الصغيرة مثل تغيير طريقك المعتاد أو تجربة هواية جديدة تصنع فرقًا في نفسيتك.
- اهتم بمظهرك ونظافتك الشخصية: الاهتمام بالنفس يعطيك شعورًا بالسيطرة والثقة، ويساعدك على الشعور بالإيجابية والراحة الداخلية.
- قلّل من التذمر والشكوى: كلما زادت الشكوى، زادت نظرتك السلبية للحياة، حاول التركيز على الحلول بدلًا من التركيز على المشكلات.
- أضف عنصر المرح إلى حياتك: الضحك والمرح يطردان الطاقة السلبية، شاهد شيئًا مضحكًا، امضِ وقتًا مع أصدقاء يفرحونك، أو مارس نشاطًا تحبه.
- احمِ نفسك من الحسد والطاقة السلبية: اقرأ الرقية الشرعية بانتظام، وكن دائم الذكر، خاصة "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء".
- لا تربط الفشل بالنحس: الفشل جزء طبيعي من الحياة، وليس علامة على أن الحظ ضدك، تعلم منه واستمر، فكل تجربة تقرّبك من النجاح، ولا تجعل التشاؤم والشعور أنك منحوس يعوق تقدمك.
- حافظ على صدق النية والنية الطيبة: النية تلعب دورًا كبيرًا في نتائج الأفعال، كن صادقًا في نيتك، ووجّهها دائمًا نحو الخير والإصلاح.
- رتّب مكانك وبيئتك: المكان الفوضوي قد يؤثر على نفسيتك، نظّم غرفتك، مكتبك، أو حتى هاتفك المحمول، فالترتيب يعطيك شعورًا بالوضوح والسيطرة ويساعدك على التخلص من الأفكار السلبية والمتشائمة.
- استحضر اللحظات الجميلة: عندما يسيطر عليك الشعور بالنحس، تذكّر مواقف سابقة نجحت فيها أو شعرت فيها بالسعادة، هذا يعيد لك الشعور بالقوة.
- مارس التسامح: الضغائن والأحقاد تثقل القلب وتجذب الطاقات السلبية، سامح الآخرين وحرر قلبك، فالتسامح يفتح باب الطمأنينة.
- تسبب الحزن والقلق، فعندما نفكر بشكل سلبي ومتشائم، نشعر بالتوتر أو الحزن الدائم، وهذه المشاعر تؤثر على حياتنا اليومية وتجعلنا نشعر أننا محاصرون.
- يؤثر التشاؤم المستمر والسلبية على علاقاتنا، فالأفكار السلبية تجعلنا نشعر بالشك أو الغضب تجاه الآخرين، مما قد يؤدي إلى خلافات أو مشاعر سلبية في العلاقات أو حتى توقعات مسبقة تجعلنا أقل اهتمامًا بالدفاع عن علاقاتنا.
- تحد الأفكار المتشائمة من النجاح، فعندما نفكر بشكل سلبي، قد نعتقد أننا لن ننجح أبدًا، مما يثبط عزيمتنا ويمنعنا من المحاولة.
- أيضاً تؤثر الأفكار المتشائمة والسلبية على صحتنا، التفكير السلبي المستمر يمكن أن يزيد من التوتر ويؤثر على جسمنا، مما يجعلنا نشعر بالإرهاق أو حتى يسبب مشاكل صحية مثل الصداع أو الأرق.
- التشاؤم والشعور بالنحس من أهم أسباب قلة السعي والكسل، فالإيمان بالنحس والشعور المستمر أن الحياة بكل ما فيها تسير ضدنا يجعلنا نفقد الشغف ونتوقف عن المحاولة أو نحاول بكسل وبدون حماسة.
- تكلّم مع نفسك بطريقة جيدة ولا تخاطب نفسك في الحديث الداخلي بطريقة سلبية، وتوقف عن التذمر بينك وبين نفسك أو الشكوى المستمرة للآخرين.
- كن واعيًا لأفكارك ولاحظ عندما تفكر بشكل سلبي وكن حريصًا على تغيير الفكرة إلى شيء إيجابي.
- استبدل السلبية بالإيجابية، فإذا كنت تفكر "لن أستطيع فعل ذلك"، حاول استبدالها بـ "سأحاول وسأتعلم من كل تجربة".
- ركز على اللحظة الحالية بدلاً من التفكير في المستقبل أو الماضي، حاول التركيز على ما يحدث الآن مما يساعدك على الشعور بالراحة.
- مارس الامتنان يوميًا، فكر في الأشياء الجيدة التي لديك وكن ممتنًا لها، فهذا سيساعدك على تغيير نظرتك للأمور ويجعلك أكثر إيجابية.

أحيانًا، تتسلل الأفكار السلبية إلى أذهاننا وتؤثر على مزاجنا وحياتنا اليومية؛ لكن يمكننا السيطرة عليها وتحويلها إلى أفكار إيجابية باتباع خطوات بسيطة، وفي الآتي بيان لها:
- لاحظ أفكارك السلبية: الخطوة الأولى هي أن تكون واعيًا بها، عندما تشعر بفكرة سلبية، حددها فورا.
- تحدّ أفكارك السلبية: اسأل نفسك: "هل هذا التفكير منطقي؟ هل هناك شيء إيجابي يمكنني التركيز عليه بدلًا من ذلك؟"
- استبدل السلبية بالإيجابية: إذا كنت تفكر في شيء سلبي مثل "لن أتمكن من النجاح"، استبدلها بفكرة إيجابية مثل "سأبذل جهدي وأتعلم من الأخطاء".
- استخدم التأكيدات الإيجابية: كرر لنفسك عبارات إيجابية مثل "أنا قادر على النجاح"، مما يساعد على تقوية التفكير الإيجابي.
- مارس الامتنان: اجعل الامتنان عادة يومية، فكر في الأشياء الجيدة التي لديك في حياتك وركز عليها بدلًا من التركيز على ما ينقصك.
التفكير الإيجابي لا يقتصر فقط على التفاؤل، بل هو أسلوب حياة يساعدك على التعامل مع التحديات بشكل أفضل، إليك كيف يمكن للتفكير الإيجابي أن يؤثر على حياتك اليومية:
- تحسين المزاج: التفكير الإيجابي يساعد على زيادة مستويات السعادة؛ فعندما تفكر بطريقة إيجابية، يصبح لديك طاقة وحافز أكبر للتعامل مع الحياة.
- تقليل التوتر: إذا كنت دائمًا تتوقع الأسوأ، سيزداد التوتر لديك، لكن عندما تتبنى التفكير الإيجابي، يصبح لديك القدرة على التعامل مع المواقف بشكل هادئ وأكثر توازنًا.
- زيادة الإنتاجية: الأشخاص الذين يظلون إيجابيين عادةً ما يكونون أكثر إنتاجية لأنهم يركزون على الحلول بدلًا من التركيز على المشكلات.
- تحقيق الأهداف: التفكير الإيجابي يعزز من ثقتك بنفسك وقدرتك على النجاح، فعندما تكون لديك نظرة متفائلة تجد طرقًا جديدة لتحقيق أهدافك.
- تحسين العلاقات: التفكير الإيجابي يساعدك على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين؛ فالناس عادةً ما يفضلون التواجد حول الأشخاص الإيجابيين الذين يمنحونهم الطاقة.