تنمية الوظائف الإدراكية عند الأطفال وأهم أنواعها

ما هي الوظائف الإدراكية عند الطفل! تعرفي إلى أنواع الوظائف الإدراكية عند الأطفال وكيفية تنمية إدراك الطفل
تنمية الوظائف الإدراكية عند الأطفال وأهم أنواعها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تطور قدرات الطفل المعرفية ومهاراته الإدراكية أو وظائف الإدراك لديه هو غاية أساسية لدى جميع المربين أو الآباء، لما لهذه الوظائف من أهمية في تطور الطفل وتعليمه ونجاحه في الحياة، وهذا يتطلب فهم عملية الإدراك عند الطفل ومراحلها وكيف تتم، في هذا المقال نتعرف على مفهوم الوظائف الإدراكية وأهم المهارات المعرفية التي يجب أن يكتسبها وكيف يمكن مساعدة الطفل في ذلك.

الوظائف الإدراكية عند الأطفال هي مجموعة المهارات المرتبطة بعملية الإدراك والتي يقوم الطفل بتطويرها بالتدريج مع تطوّر الترابط بين حواسه ومهاراته الذهنية، حيث تعتمد الوظائف الإدراكية على معالجة المعلومات الحسية بالدرجة الأولى، ثم دمجها بالوظائف المعرفية.

رغم تعريف الإدراك أنه معالجة حسيّة للمعلومات التي تستقبلها الحواس، لكن الوظائف الإدراكية تتعدى مجرد استقبال المعلومة الحسية إلى معالجتها ذهنياً، ولذلك يصنّف الانتباه والذاكرة وتفسير المعلومات ضمن الوظائف الإدراكية للطفل، التي تجمع بين الإدراك والمعرفة.

animate
  • الانتباه (Attention): هي قدرة الطفل على تركيز ذهنه على مثير أو مهمة معينة دون التشتت وله أنواع مختلفة تشمل، الانتباه المستمر وهو القدرة على التركيز لفترة طويلة، الانتباه الانتقائي يعني التركيز على شيء معين رغم وجود مشتتات، الانتباه المقسَّم وهو القدرة على تنفيذ أكثر من مهمة في آن واحد.
  • الذاكرة (Memory): تمكّن الذاكرة الطفل من تخزين المعلومات واسترجاعها عند الحاجة، وتشمل الذاكرة قصيرة المدى لتذكر المعلومات المؤقتة (مثل رقم أو جملة قصيرة)، والذاكرة العاملة (Working Memory) لحفظ ومعالجة المعلومات في نفس الوقت، والذاكرة طويلة المدى للاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة (مثل الأسماء، المهارات، المفاهيم).
  • اللغة والفهم اللغوي (Language): تشمل اللغة كأحد وظائف أو مهارات الإدراك قدرة الطفل على فهم اللغة المحكية أو المكتوبة، والتعبير عن نفسه بشكل واضح، واستخدام المفردات المناسبة، وبناء جمل صحيحة، وتفسير المعاني وربط الكلمات بالأفكار.
  • الوظائف التنفيذية (Executive Functions): وهي مجموعة من القدرات الذهنية العليا التي تساعد الطفل على التخطيط والتنظيم والتحكم في السلوك والانفعالات، بالإضافة لإدارة الوقت، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات المعقدة.
  • التفكير المنطقي وحل المشكلات: مهارة التفكير المنطقي وحل المشكلات هي القدرة على تحليل المواقف، واستنتاج العلاقات، والتوصل إلى حلول منطقية، سواء من خلال التجربة أو الاستنتاج.
  • المعالجة البصرية المكانية (Visual-Spatial Processing): هي القدرة على فهم وتفسير المعلومات المرئية، مثل إدراك الاتجاهات، وتمييز الأشكال والمسافات، وتركيب القطع أو فهم الخرائط.
  • ​​​​​​​تمرين الانتباه والتركيز: يمكن تنمية وظيفة الانتباه الإدراكية من خلال تخصيص وقت للقيام بنشاط بسيط (مثل التلوين أو تركيب المكعبات) دون انقطاع، مع زيادة المدة تدريجياً باستخدام مؤقت زمني، وممارسة ألعاب تطلب من الطفل التركيز على تفاصيل صغيرة.
  • تقوية الذاكرة: يتم تقوية الذاكرة عند الطفل باستخدام ألعاب تتضمن تذكر أماكن الأشياء، مثل قراءة القصص القصيرة ثم طرح أسئلة بسيطة على الطفل حول القصة لتقوية الذاكرة السمعية.
  • تقوية الإدراك البصري: لتطوير الإدراك البصري عند الطفل يمكن استخدام ألعاب اكتشاف الفروق بين الصور وتشجيع الطفل على تركيب البازل، أو حل المتاهات البصرية التي تتطلب تتبع المسارات.
  • تعزيز الإدراك السمعي: الاستماع إلى أصوات مختلفة (أصوات حيوانات أو أدوات) ومحاولة التعرف عليها، تشغيل قصص صوتية وسؤال الطفل بعدها عن تسلسل الأحداث أو ما قاله أحد الشخصيات.
  • تطوير التفكير المنطقي: يتم ذلك من خلال تصنيف العناصر وفق خصائص مشتركة مثل الشكل أو اللون أو الحجم، وطرح أسئلة تحليلية من نوع "لماذا؟" لتحفيز التفكير، مثل: "لماذا يذوب الثلج عندما نخرجه من الفريزر؟"
  • دعم اللغة والتعبير: إجراء محادثات يومية مع الطفل وسؤاله عن تفاصيل يومه، ويمكن استخدام بطاقات صور وطلب من الطفل تأليف قصة مبنية على تلك الصور.
  • دعم التخيل والإبداع: تشجيع الطفل على رسم شخصيات خيالية أو أماكن غير واقعية، وتنفيذ تمثيليات بسيطة بأدوار مختلفة لتحفيز الإبداع اللفظي والحركي.
  • التدريب على حل المشكلات: طريقة تنمية المهارة تكون بتقديم مواقف تتطلب إيجاد حلول، مثل "كيف نفتح هذه العلبة بدون استخدام المقص؟" بالإضافة إلى ألعاب تركيب وبناء (مثل المكعبات) التي تتطلب التخطيط والتجريب لحل التحديات.
  • ​​​​​​​تعزيز القدرة على التعلم والتحصيل الأكاديمي: تسهم الوظائف الإدراكية، مثل الانتباه، والذاكرة، والمعالجة البصرية، في تحسين أداء الطفل في البيئة التعليمية، فالطفل الذي يمتلك مهارات إدراكية قوية يكون أكثر قدرة على التركيز داخل الصف، واستيعاب المفاهيم الجديدة، وتنفيذ التعليمات بدقة، والاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها.
  • تطوير المهارات اللغوية والتواصل الفعّال: تعد المهارات الإدراكية عاملاً مهماً في تطور اللغة عند الطفل، فهي تساعده على فهم الكلمات، واستيعاب المعاني، وبناء الجمل، ما يُمكنه من التعبير عن أفكاره ومشاعره والتفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية.
  • دعم النمو الاجتماعي والعاطفي: الطفل الذي يتمتع بقدرات إدراكية متقدمة يكون أكثر وعياً بمشاعره ومشاعر الآخرين، ويسهم ذلك في تعزيز التفاعل الاجتماعي وبناء علاقات صحية، كما تساعده هذه المهارات في اتخاذ قرارات سليمة، وضبط الانفعالات، وحل النزاعات بطريقة منطقية.
  • بناء الثقة بالنفس والاستقلالية: عندما يتمكن الطفل من تنفيذ مهامه اليومية بنجاح، وفهم ما يُطلب منه، واتخاذ قرارات بمفرده بسبب مهارات الإدراكية، تزداد ثقته بنفسه وقدرته على الاعتماد على ذاته، وهذا يعزز شعوره بالاستقلال والإنجاز.
  • الوقاية من صعوبات التعلم مستقبلاً: يسهم الاستثمار المبكر في تنمية المهارات الإدراكية في تقليل فرص ظهور صعوبات تعلمية لاحقة مثل اضطراب ضعف الانتباه، وصعوبات القراءة أو الكتابة، ومشكلات في التنظيم وحل المشكلات.
animate
  1. ​​​​​​​​​​​​​​أنشطة لتنمية الانتباه والتركيز:
    • لعبة إيجاد الفروقات بين صورتين
    • البازل (Puzzle) حسب عمر الطفل
    • ​​​​​​​لعبة الأصوات: مثل لعبة سماع الأصوات وتخمينها (صوت قطار، طائر، مطر)
    • ​​​​​​​ألعاب الذاكرة البصرية: مثل كروت الصور المتطابقة (Memory Cards) التي تساعد في تقوية الذاكرة.​​​​​​​
  2. أنشطة لتحفيز الذاكرة:
    • رواية القصص وسؤال الطفل عن تفاصيلها لاحقاً
    • لعبة (ماذا يوجد في الصندوق؟) ضع عدة أشياء، ثم قم بتغطيتها واسأل الطفل عما يتذكره
    • تكرار الأرقام أو الكلمات بصوت عالٍ (يسمى: تكرار لفظي)
  3. أنشطة لتقوية اللغة:
    • القراءة التفاعلية: اسأل الطفل خلال القراءة حول ماذا تتوقع أن يحدث في القصة؟
    • تسجيل صوت الطفل وهو يروي قصة ثم سماعها سوياً
    • ألعاب وصف الصور: دعه يشرح لك ماذا يرى؟ أو يحكي قصة بناءً على صورة
  4. أنشطة لتنمية الوظائف التنفيذية:
    • لعبة (اتبع التعليمات) مثلاً (اقفز مرتين ثم صفق)
    • المهام البسيطة: مثل ترتيب ألعابه التي تفيد في تقوية مهارة التنظيم
    • لعبة ترتيب القصة بالصور: من البداية للنهاية
  5. أنشطة للمعالجة البصرية المكانية:
    • ألعاب الليغو (LEGO) والبناء بالكتل
    • ألعاب المتاهات الورقية أو على الآيباد
    • التركيب والتفكيك: مثل فتح صندوق ألعاب وتجميعه
  6. أنشطة لزيادة سرعة المعالجة:
    • ألعاب التفاعل السريع: مثل لعبة (أذكر اللون وليس الكلمة) كتابة أسماء الألوان بألوان مختلفة عن حقيقتها والطلب من الطفل ذكر اللون.
    • بعض الألعاب الإلكترونية التعليمية السريعة
  • ​​​​​​​البيئة الغنية بالتعلم والتجارب: تلعب البيئة دوراً محورياً في تنمية القدرات الإدراكية لدى الطفل، فكل ما يتعرض له من مثيرات حسية ومعرفية يُسهم في تعزيز نموه العقلي، وتُعد البيئات التي تحتوي على كتب، وألعاب تعليمية، وفرص للاستكشاف والتجربة، محفزة جداً لنمو التفكير والإدراك.
  • نوعية الحياة التي يعيشها الطفل: الاستقرار النفسي، والتوازن في نمط الحياة، وتوفر الحاجات الأساسية من غذاء، ونوم، وأمان، عوامل ضرورية لنمو الدماغ وتطور العمليات الإدراكية، الطفل الذي يعيش في بيئة داعمة وآمنة يكون أكثر استعداداً للتعلّم والاستكشاف.
  • التربية الصحيحة الواعية من قبل الأهل: التربية الواعية التي تعتمد على الفهم، والحوار، والتوجيه الإيجابي، تتيح للطفل فرصة لتطوير مهاراته العقلية، فالأهل الذين يُنصتون، ويشجعون التساؤل، ويوفرون مساحة للتعبير عن الرأي، يسهمون بشكل كبير في تنمية القدرات الفكرية لأبنائهم.
  • التشجيع والتحفيز على التطور: يحتاج الطفل إلى الدعم المستمر ليشعر بالثقة في قدراته، فالتشجيع على المحاولة، والثناء على الإنجاز، وتحفيزه على التعلم والابتكار، كلها ممارسات تزرع في الطفل روح المثابرة وتفتح له آفاق التفكير والاستيعاب.
  • البنية الجسدية السليمة: الصحة الجسدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصحة العقلية، فالتغذية المتوازنة، والنوم الكافي، والنشاط البدني المنتظم، كلها عوامل تعزز من وظائف الدماغ وتدعم التطور الإدراكي والمعرفي لدى الطفل بشكل فعّال.
  • الانفتاح الفكري والمعرفي: تعويد الطفل على تقبّل الأفكار الجديدة، والاطلاع على ثقافات وتجارب متنوعة، يساعده على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، والانفتاح المعرفي يفتح أمامه آفاقاً واسعة لفهم العالم، وتطوير نظرته وتحليله لما حوله.

المراجع