نصائح للحامل لتجنب الإجهاض في الشهر الأول من الحمل

الشهر الأول من الحمل هو مرحلة دقيقة ومليئة بالمشاعر المتباينة، بين الفرح العارم والخوف من المجهول، وفي هذه الفترة الحساسة، يتشكّل أساس الحمل، ويكون الجنين في طور التكوّن الأول، مما يجعل العناية بصحتكِ أمرًا بالغ الأهمية. لذلك، فإن اتخاذ بعض الخطوات البسيطة منذ اللحظات الأولى يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حماية حملكِ وتثبيته بشكل طبيعي، وفي هذا الدليل، سنأخذكِ في رحلة قصيرة ومركّزة لأبرز النصائح الطبية والسلوكية التي تساعدكِ على تقليل خطر الإجهاض وتعزيز فرص حمل سليم وآمن.، كل خطوة هنا مستندة إلى توصيات الأطباء والخبراء لضمان بداية قوية وآمنة لمشوار الأمومة.
- كيف تتجنب الحامل في الإجهاض في الشهر الأول
- نصائح للحامل لتجنب الإجهاض في الشهر الأول
- كيف يحدث الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل؟
- علامات وأعراض الإجهاض في الشهر الأول من الحمل
- ماذا يحدث بعد الإجهاض؟
- أسباب الإجهاض في الشهر الأول من الحمل
- عوامل تزيد من خطر حدوث الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل
- ضعف عنق الرحم والإجهاض
- كيفية التعامل مع الإجهاض في الشهر الأول من الحمل
- المصادر و المراجع
الشهر الأول للحامل أكثر مراحل الحمل حساسية، من جهة قد يمر الشهر الأول كاملاً دون أن تعرف الحامل بوجود الحمل لتتخذ احتياطاتها، ومن جهة أخرى يكون الحمل ضعيفاً في الشهور الأولى خصوصاً مع وجود تاريخ من الإجهاض المبكر، ولذلك يوصى باتباع النصائح بشكل مبكّر عند الشك بوجود الحمل حتى قبل التأكد.
أهم النصائح التي يجب أن تلتزم بها الحامل في الشهر الأول لتجنب الإجهاض: زيارة الطبيب فورًا لبدء المتابعة الصحية، تناول حمض الفوليك يوميًا لتقليل خطر التشوهات، اتباع نظام غذائي متوازن يدعم نمو الجنين، وتجنّب الكحول والتدخين والكافيين الزائد.
كما يُنصح بالراحة وتجنّب المجهود البدني الزائد، مع الحرص على النظافة لتفادي العدوى، والانتباه لأي أعراض غير طبيعية، كما أنَّ الحفاظ على الراحة النفسية والهدوء خلال هذه الفترة يعزز من استقرار الحمل ويقلل من مخاطر الإجهاض المبكر، وسنقدّم لكِ شرحاً شاملاً لهذه النصائح.

- أخذ الاحتياطات المبكرة قبل التأكد من الحمل: قد لا تظهر علامات الحمل المبكرة حتى الأسبوع الثالث أو حتى الرابع، ما يعني أن الشهر الأول من الحمل أو معظمه لا تعرف خلاله الأم أنها حامل، ولذلك ننصح بأخذ الاحتياطات اللازمة بمجرد الشك باحتمال حدوث الحمل وممارسة العلاقة الزوجية في أوقات الإباضة، مثل تجنب الأدوية والتوقف عن التدخين وتقليل المشروبات أو الأطعمة المضرة بالأجنة.
- زيارة الطبيب فور تأكيد الحمل: المتابعة الطبية المبكرة ضرورية لتقييم صحة الحامل والجنين منذ البداية وتجنب الإجهاض المبكّر في الشهور الأولى خصوصاً إذا كانت الأم قد عانت من حالت إجهاض مبكر سابقة، حيث يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من استقرار الحمل، كما يصف المكملات الأساسية مثل حمض الفوليك، ويقدّم التوجيهات الخاصة بالنظام الغذائي ونمط الحياة.
- تناول حمض الفوليك يوميًا: حمض الفوليك عنصر أساسي في الأشهر الأولى من الحمل، حيث يساهم في الوقاية من العيوب الخلقية في الجهاز العصبي للجنين ويساعد على تثبيت الحمل، وتعد الجرعة الموصى بها يوميًا هي 400 إلى 800 ميكروغرام، ويُفضل البدء بتناوله حتى قبل حدوث الحمل إذا أمكن.
- الالتزام بغذاء صحي ومتوازن: التغذية الجيدة أساس الحمل السليم، فيجب أن تحتوي الوجبات اليومية على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات، ومنتجات الألبان، كما يُفضل تجنّب الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا مثل اللحوم غير الناضجة أو البيض النيء، لأنها قد تحتوي على بكتيريا تؤثر على الحمل.
- تجنّب الكحول والتدخين والكافيين الزائد: التدخين وشرب الكحول من أكثر العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإجهاض وتشوهات الجنين، كما أن الإفراط في تناول الكافيين (أكثر من كوبين من القهوة يوميًا) قد يؤثر على استقرار الحمل، لذا يُنصح بالاعتدال.
- تجنّب الإجهاد والمجهود البدني الزائد: الراحة الجسدية في الأشهر الأولى من الحمل مهمة جدًا، خاصة إذا كانت هناك أعراض مثل التقلصات أو الإرهاق الشديد، بحيث يُفضل تقليل ساعات العمل، والامتناع عن رفع الأوزان أو الوقوف الطويل، مع أخذ فترات راحة كافية خلال اليوم.
- الحذر من العدوى والأمراض المعدية: على الحامل في الشهر الأول أن تتجنّب مخالطة الأشخاص المصابين بالعدوى، وأن تحرص على النظافة الشخصية، خاصة غسل اليدين باستمرار، فبعض أنواع العدوى مثل التوكسوبلازما أو الليستيريا قد تؤثر على الجنين وتزيد من خطر الإجهاض.
- مراقبة الأعراض غير الطبيعية: من الضروري أن تنتبه الحامل في الشهور الأولى لأي أعراض غير معتادة مثل النزيف، التقلصات الشديدة، الدوار، أو ألم حاد في البطن أو الظهر، فهذه العلامات قد تشير إلى مشكلات صحية تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، وتجاهلها قد يعرض الحمل للخطر.
- الحفاظ على الاستقرار النفسي: تلعب الصحة النفسية دورًا كبيرًا في سلامة الحمل، كما أن القلق والتوتر المفرط قد يؤثران على التوازن الهرموني في الجسم، لذا يُنصح بممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق أو المشي الهادئ، مع الحصول على الدعم النفسي من الزوج أو الأسرة.
ما سبب الإجهاض في الشهر الأول؟ يحدث الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل عندما تكون هناك مشكلة في صحة الجنين أو الأم تؤثر على استقرار الحمل وتسبب موت الجنين أو الطرد التلقائي خارج الرحم "الإجهاض العفوي" خلال قبل الأسبوع 20 من الحمل، والأكثر شيوعاً حدوث الإجهاض المبكر خلال الأسابيع الـ 12 الأولى، كما تختلف أسبابه من حالة إلى أخرى، وقد يحدث الإجهاض دون أن تعرف الأم السبب المباشر.
كيف يحدث الإجهاض فعليًا في الشهر الأول؟
في كثير من الحالات يحدث الإجهاض المبكر في الشهر الأول أو الشهور الأولى نتيجة خلل في الكروموسومات (المادة الوراثية) الخاصة بالجنين، مما يمنع تطوره بشكل طبيعي، فيتوقف نبض القلب وتبدأ الأعراض بالظهور بعد أيام أو أسابيع من توقف النمو، وعندها يبدأ الجسم بطرد الأنسجة الجنينية من الرحم بشكل تلقائي، وقد يصاحب ذلك نزيف مهبلي وألم في أسفل البطن أو الظهر.
كما أنّ هناك أسباب أخرى للإجهاض في الشهر الأول من الحمل مثل التعرض لمواد شديدة السمية أو تناول أدوية معينة تسبب موت الجنين والإجهاض أو التعرض لإصابات أو بذل مجهود قاسي، وغالباً ما ترتبط حالات الإجهاض في الشهر الأول لهذه الأسباب بعدم معرفة الأم بوجود الحمل.
- نزيف مهبلي خفيف أو غزير، وقد يكون مصحوبًا بتجلطات وتكتلات دموية.
- تقلصات أو ألم شديد في أسفل البطن "مغص".
- الشعور بألم في منطقة الحوض.
- خروج أنسجة أو إفرازات غير معتادة من المهبل.
- اختفاء مفاجئ لأعراض الحمل مثل الغثيان أو ألم الثدي.
- قد تشعر الأم بعدم انتظام ضربات القلب والإرهاق وانخفاض ضغط الدم.
- بعض حالات الإجهاض العفوي في الشهر الأول قد ينتج عنها نزيف غزير يسبب فقدان الأم كمية كبيرة من الدم.
بعد الإجهاض يبدأ الجسم في التعافي تدريجيًا، ويمكن أن تستمر بعض الأعراض لبضعة أيام أو أسابيع، إليكِ ما يمكن أن يحدث بعد الإجهاض:
- النزيف والتقلصات: من الطبيعي أن يستمر النزيف لبضعة أيام بعد الإجهاض. في البداية، قد يكون النزيف مشابهًا للدورة الشهرية، لكن قد يصبح أكثر غزارة في بعض الحالات.
- استعادة توازن الهرمونات: بعد الإجهاض، قد يحتاج الجسم إلى بعض الوقت لاستعادة توازنه الهرموني، فقد تشعرين بتقلبات مزاجية أو أعراض مشابهة لما يحدث قبل الدورة الشهرية.
- التعافي الجسدي: يستغرق الجسم وقتًا للتعافي من الإجهاض، فقد تعانين من تعب عام أو آلام في البطن لبضعة أيام، لذا من المهم أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، وتشربي الكثير من الماء، وتتناولي غذاءً صحيًا لمساعدة الجسم على التعافي.
- الحصول على الاستشارة الطبية: يجب أن تراجعي الطبيب بعد الإجهاض لتقييم حالتك الصحية والتأكد من أن الرحم قد تعافى بالكامل وأنه لا توجد أي مشكلات طبية، ففي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالعلاج أو إجراء فحص إضافي إذا كان هناك نزيف مستمر أو أي مشاكل أخرى.
- مشاكل وراثية أو خلقية توقف نمو الجنين (السبب الأكثر شيوعًا).
- الاضطرابات الهرمونية مثل نقص هرمون البروجسترون.
- أمراض مزمنة مثل السكري غير المنضبط أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- الإصابة بعدوى تؤثر على الرحم أو الجسم عمومًا.
- نمط حياة غير صحي مثل التدخين، الكحول، الكافيين الزائد، أو المجهود البدني العنيف.
- عيوب في الرحم مثل الحاجز الرحمي أو ضعف عنق الرحم.
- اضطرابات تخثر الدم (سواء كانت زيادة أو تمييع غير طبيعي) قد تكون سببًا في حدوث الإجهاض، خاصة المتكرر أو في المراحل المبكرة من الحمل.
- وجود تاريخ من الإجهاض المبكر في الشهور الأولى لدى الأم، ما يعني وجود عوامل مزمنة تسبب الإجهاض العفوي المبكر، مثل التهابات الكلى والمسالك البولية المزمنة وتشوهات الرحم واضطرابات الغدد.
إليك العوامل التي قد تزيد من خطر حدوث الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل:
- عمر الأم: تزيد المخاطر في النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 35 عامًا أو أقل من 20 عامًا.
- الحالات الصحية المزمنة: مثل السكري غير المنضبط، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الغدة الدرقية وأمراض القلب.
- الحمل بتوأم أو أكثر: يزيد الحمل المتعدد من احتمالية حدوث الإجهاض مقارنة بحمل الجنين الواحد.
- تاريخ عائلي للإجهاض: إذا كانت هناك حالات إجهاض متكررة في العائلة، قد يكون هناك خطر أعلى للإجهاض.
- مشاكل الرحم أو عنق الرحم: مثل التشوهات الخلقية في الرحم أو ضعف عنق الرحم الذي قد يؤدي إلى الإجهاض المبكر.
- التعرض للمواد الضارة: مثل المواد الكيميائية أو الإشعاع أو بعض الأدوية التي قد تضر بصحة الحمل.
- التوتر النفسي والضغط العصبي: التوتر المستمر أو القوي قد يؤثر على استقرار الحمل ويساهم في حدوث الإجهاض.
تعتبر هذه العوامل من الأسباب التي قد تزيد من خطر الإجهاض في الأشهر الأولى، لكن من المهم معرفة أن الإجهاض قد يحدث في بعض الأحيان بدون وجود أسباب واضحة.

عنق الرحم غير الكفؤ أو ضعف عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Weakness) هو حالة طبية قد تؤدي إلى الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة، خاصة في الثلث الثاني من الحمل، ويعد عنق الرحم ضعيفًا عندما يكون غير قادر على البقاء مغلقًا بشكل كافٍ لدعم الحمل، مما قد يؤدي إلى فتحه بشكل غير طبيعي أو مبكر.
كيف يحدث الإجهاض بسبب ضعف عنق الرحم؟
- ضعف في الأنسجة: عنق الرحم يتكون من أنسجة ليفية وموسعة، وعندما يكون غير كفء أو ضعيفًا، لا يتمكن من تحمل الضغط الناتج عن نمو الجنين في الرحم، وهذه الحالة قد تحدث بسبب تشوهات خلقية في عنق الرحم أو نتيجة لإصابات سابقة في المنطقة، مثل جراحة أو ولادة سابقة.
- الفتح المبكر للرحم: في حالة ضعف عنق الرحم، يمكن أن يبدأ عنق الرحم في التوسع والانفتاح قبل الأوان تحت تأثير وزن الجنين أو التقلصات الرحمية الطبيعية، وفي كثير من الحالات، لا توجد أعراض تحذيرية (مثل ألم أو نزيف) حتى يبدأ عنق الرحم في الانفتاح بشكل مفاجئ.
- عدم قدرة عنق الرحم على دعم الحمل: بسبب ضعف الأنسجة، قد لا يستطيع عنق الرحم دعم الحمل بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تسرب السائل الأمنيوسي أو انفتاح الرحم، مما يعرض الجنين لخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
الإجهاض هو تجربة عاطفية وجسدية صعبة للمرأة خصوصاً الإجهاض المبكّر أو المتكرر، ومن المهم التعامل مع هذه الحالة بحذر وعناية، فإذا كنتِ قد تعرضتِ للإجهاض أو تريدين تقديم الدعم للتعامل مع من تعرض لهذه التجربة، إليك بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل:
- البحث عن الدعم العاطفي: من المهم التحدث مع الشريك أو الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، لذا لا تترددي في طلب الدعم من مختصين نفسيين أو مستشارين إذا كنت تشعرين بالحاجة لذلك.
- الاستماع إلى جسدك: بعد الإجهاض قد تشعرين بتعب شديد أو آلام جسدية، فمن الطبيعي أن يحتاج الجسم للراحة لكي يستعيد قوته، لذا تأكدي من أن تأخذي فترات من الراحة والاعتناء بصحتك الجسدية.
- طلب الاستشارة الطبية: تأكدي من المتابعة مع الطبيب بعد الإجهاض، قد يقوم الطبيب بتقديم استشارات حول كيفية التعافي بشكل صحي ومتى سيكون الوقت المناسب لبدء الحمل مرة أخرى، إذا كان ذلك من اهتماماتك.
- تجنب اللوم أو الشعور بالذنب: من المهم ألا تلومي نفسك على ما حدث، فالإجهاض يمكن أن يحدث لأسباب متعددة، وأحيانًا تكون خارج سيطرتك، وتذكري أن العديد من النساء يمررن بتجربة مشابهة.
- التفكير في الحمل التالي: إذا كنتِ تفكرين في الحمل مرة أخرى، يمكنك التحدث مع طبيبك حول التوقيت المناسب. في بعض الحالات، ينصح الأطباء بالانتظار لبضعة أشهر قبل المحاولة مرة أخرى للسماح للجسم بالتعافي بشكل كامل.