أسباب زيادة عدد أيام الدورة الشهرية عن المعدل الطبيعي
تعد فترة الدورة الشهرية من الأمور الصعبة التي تمر بها الفتيات أو النساء، وتمثل نوعاً من القلق والتوتر للكثيرات منهن خاصة حينما تستمر فترة الدورة الشهرية لأيام تزيد عن الأيام المعتادة، ودائماً ما تتساءل الفتاة هل ما يحدث شيء طبيعي أم أن هناك حالة مرضية؟
ورغم أن الأمر الطبيعي هو تفاوت عدد أيام الدورة الشهرية بين امرأة وأخرى، وفقاً لطبيعة جسمها من ناحية، وحالتها النفسية من ناحية أخرى، إلا أن هناك معدلاً متوسطاً إذا قل أو زاد مع إحداهن فقد ينذر بشيء ما يجب التعامل معه.
تتفاوت أيام فقرة الحيض من سيدة لأخرى، وفقاً لطبيعة جسدها، فتستمر من 3 إلى 5 أيام في الطبيعي، ولكن إذا حدث نوع من الاضطراب لتلك الفترة فتزداد مدتها، وتسمى بغزارة الطمث، وربما تنذر بخطورة لابد أن تنتبه لها المرأة، خاصة وأن الدورة الشهرية تخبر المرأة عن طبيعة حالتها الصحية وذلك من خلال درجات حرارة الجسم التي تزداد قبل حدوث الحيض وغيرها من التغيرات الأخرى، وذلك وفقاً للخبيرة أنا درويت، الباحثة بالعلوم النسائية في مركز كلوي.
وفي بحث قامت به درويت أشارت إلى أن الهرمونات تلعب دوراً كبيراً في تنظيم الدورة الشهرية، إلى جانب تنظيم حركة النوم وكثافة العظام وصحة الجسم والقلب، فيؤثر توازن الهرمونات على طول فترة الدورة الشهرية وأعراضها وكثافتها.
تقول هانا سموذرز، الكاتبة المتخصصة بالشؤون النسائية، إن الدورة الشهرية الطبيعية تأتي بشكل دوري في فترة تتراوح بين 24 و 38 يوماً، كما تختلف وفقاً للحالة النفسية للمرأة، فإذا أصيبت بالتوتر خلال النصف الأول من الدورة، يحدث التبويض بوقت متأخر عن المعتاد لأن هرمون البروجسترون قد يستغرق وقتاً أطول لتحفيز البويضة على النزول، وقد ينتج عن ذلك حدوث التهابات بالثدي.
وهناك أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية مثل اضطرابات النوم والنظام الغذائي إلى جانب التدخين، وكذلك نوبات القلق المستمرة.
وقد يحدث عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة تغيير وسيلة منع الحمل المتبعة مما يسبب حدوث اضطراب بالهرمونات أو حدوث الإجهاض أو التعرض للإجهاد الشديد.
وأوضحت دراسة أجرتها لينا ماريونز، أخصائية أمراض النساء بجامعة كارولينسكا، أن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على كمية دم الحيض والنزيف الناتج عنها، فقد اختبرت 1500 امرأة تتراوح أعمارهن من 40 إلى 45 سنة ويعانين من نزيف شديد خلال أيام الدورة الشهرية.
وخلصت الدراسة إلى أن النساء اللواتي ينزفن كثيراً يمارسن حياة متعبة ومجهدة للغاية، وكان 90% من هؤلاء النساء يعانين النزيف بسبب ضغوط العمل، والتي غالباً ما تستمر من 6 إلى 10 أيام، لذا فإن النساء بحاجة إلى زيادة الوعي لأنهن تتأثرن سلباً بالأمور الاجتماعية التي يمرون بها.
وضعت عيادة كليفلاند الأمريكية العديد من الأسباب وراء زيادة أيام الدورة الشهرية ومنها:
- الإجهاد ونمط الحياة: يعد اكتساب أو فقدان كمية كبيرة من الوزن أو اتباع نظام غذائي قاسٍ، خاصة الحميات الغذائية المتبعة دون إشراف الطبيب، وكذلك زيادة ممارسة التمارين الرياضة أو الروتين اليومي التي تتبعه المرأة في أنشطة حياتها المعتادة من أكثر العوامل المؤثرة في زيادة أيام الدورة الشهرية عن المعتاد.
- حبوب منع الحمل: تحتوي حبوب منع الحمل على هرمون الاستروجين الذي يؤثر على المبايض بشكل كبير، فهي تعمل على إيقاف الحيض أو زيادة عدد أيام الدورة الشهرية نتيجة حدوث اختلال في هرمونات الجسم خاصة عند تناولها لأول مرة.
- اللولب: يعتبر اللولب أيضاً من وسائل منع الحمل التي تعمل على حدوث نزيف وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية خاصة عند وضعه لأول مرة، لأن طبيعة عمله هي عدم استقرار البويضة بمكانها مما يسبب نوعاً من الاحتكاك بجدار الرحم، ويسبب زيادة عدد أيام الدورة الشهرية.
- الأورام الرحمية: تؤثر الأورام بشكل كبير في غزارة دم الطمث، فمنها ما هو حميد وآخر خبيث، وهناك بعض الأورام الليفية التي تعلق بجدار الرحم، وتسبب نزيفاً شديداً وألماً خلال فترة الدورة الشهرية، كما إنها تسبب التهاباً ببطانة الرحم، وقد يحدث نمو غير طبيعي للأورام مما يسبب نزيف غير طبيعي، ويلحق الأذى بالمرأة إذا لم تستعن بالطبيب في حال شعرت بغزارة دم الحيض.
- التهاب الحوض: هي عدوى بكتيرية تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي مما يتسبب في إصابة المهبل عن طريق الاتصال الجنسي، ومن ثم تنتشر إلى الرحم والمسالك التناسلية العلوية مما ينتج عنها رائحة كريهة وإفرازات ثقيلة إلى جانب وجود ألم بمنطقة الحوض وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.
- سرطان الرحم أو عنق الرحم: هناك بعض الادوية يتم تناولها خاصة لبعض حالات مرض السرطان مما تسبب في حدوث خلل واضطراب هرموني لمن يتناول العلاج الكيميائي أو الإشعاعي مما يسبب لهم عدم اكتمال البويضات، وفي أحيان أخرى حدوث الدورة الشهرية أكثر من مرة بالشهر مع زيادة عدد أيامها.