الجدل بين الرجل والمرأة!
الجدل بين كوكب المريخ وكوكب الزهرة لا ينتهي! فأكثر التحديات التي تواجهها علاقات الحب لدينا تتمثل في كيفية التعامل مع الاختلافات والخلافات. ففي الغالب حين يختلف الأزواج، تتحول مناقشاتهم إلى مجادلات، ثم دون سابق إنذار إلى معارك! وما نقصده بالمجادلات تلك التي تؤذي الشريك ولا تضفي أي فائدة على العلاقة، سوى بمزيد من المتاعب، وتحول المناقشات المفيدة والممتعة إلى ساحة حرب، تهدم صورة الطرف الآخر، وتفكك روابط العلاقة، وتزلزل كيان الشريك! فتلك المجادلات لا تؤذي فقط شريكنا بل أنفسنا أيضًا.
ما هو الجدل؟ ما هو مفهوم الجدل؟
الجدل بحسب المعجم يعني: طريقة في المناقشة والاستدلال.
ويعني أيضًا: شدة الخصومة بالباطل.
لدى كل الأزواج اختلافات ووجهات نظر، يتميزون بها. ولكن، يبدأ معظم الأزواج الجدال حول أمر واحد ثم بعد خمس دقائق يتجادلون حول الأسلوب الذي يتجادلون به. وبدون علم يبدأ كل منهما في جرح مشاعر الآخر.
"يبدأ معظم الأزواج الجدال حول أمر واحد ثم بعد خمس دقائق، يتجادلون حول الأسلوب الذي يتجادلون به!"
زوج خطير من الأسباب تنشأ منهما المجادلات كقاعدة أساسية:
• يشعر الرجل أن المرأة تستهجن وجهة نظره.
• تستهجن المرأة الطريقة التي يخاطبها بها الرجل.
وإليكم أسباب الجدال من المنظور النفسي كالآتي:
• عندما يصبح الحديث غير ودي، يبدأ بعض الناس فطريًا بتحويل الموقف إلى موقف هجومي وشعارهم هو: "أفضل دفاع هو الهجوم القوي"
• ثم يهاجمون باللوم، وبإصدار حكم سلبي على شريكهم، وانتقاده وجعله وكأنه يبدو على خطأ، ويميلون إلى الصراخ والغضب، وتثار شحنات الكراهية.
تذكر عزيزي القارئ، "الإكراه دائمًا يضعف الثقة في العلاقة!"
• ومن أسباب الجدال، عدم الاستماع إلى مشاعر الشريك، مما يسمح للاستياء والغضب والعصبية بالتفشي في العلاقة، وعلى المدى البعيد سيفقدان الصلة بالمشاعر العاطفية الودية التي تجذبهما إلى بعضهما البعض.
إن ما يؤلم ليس ما نقوله ولكن كيف نقوله!
لماذا يتحول جدالنا إلى جدال عقيم؟ لماذا تؤلم المجادلات؟ وما آثار الجدال العقيم والمجادلات بشكل عام على العلاقة الزوجية؟
• الرجل إذا دخل ساحة المجادلة يشعر بالتحدي، فيركز موقفه على أنه على صواب، بغض النظر عن الأسلوب الذي يتبعه.
• بصورة آلية تتقلص قدرته على التواصل بطريقة تتسم باللطف والاحترام.
• بمثل هذا الموقف يبدو أي شيء يقوله وكأنه هجوم على المرأة؛ لترغب بمقاومة هذا الأسلوب، مع أن المحتوى قد يخلو من أي أذى تجاهها.
• فالرجل يؤذي -دون علم- شريكته بالتحدث بهذا الأسلوب غير الاكتراثي، وفي كثير من الأحيان يطلب منها ألا تكون متضايقة! وألا ترفض وجهة نظره.
• الحقيقة أن التعبير الذي لا يتسم باللطف هو ما يضايقها، ولأنه لا يفهم رد فعلها، فإنه يركز على شرح ما يقول بدلًا من تصحيح الأسلوب الذي يتحدث به.
لكل رجل، ولكل امرأة، الحياة قصيرة جدًا، لا تستحق أن نعيشها ونحن نتنقل من صراخ إلى آخر. فتفهم حاجات الشريك يقي من الخوض في ما يرهق أنفسنا ويستنزف طاقاتنا!
ما هي حاجات الرجل؟ وما هي حاجات المرأة؟
ماذا يحتاج الرجل من المرأة؟
• حاجات الرجل لتفهم أعمق:
- القبول: يحتاج الرجل إلى أن يشعر بأنه مقبول به كما هو.
- الإعجاب: يحتاج إلى أن يشعر بأنكِ معجبة به.
- التشجيع: يحتاج الرجل إلى أن تشجعيه وتدعميه.
- التقدير: يحتاج إلى أن يشعر بأنه مقدر حق قدره.
- الثقة: يحتاج إلى أن يشعر بأنكِ تثقين به وبقدراته.
إن إشباع حاجات الرجل الأولية العاطفية سيخفف من ميله إلى الانخراط في مجادلات لا فائدة منها سوى الألم. وبطريقة آلية سيكون قادرًا على أن يستمع ويتحدث باحترام وتفهم أكبر. وبهذا الأسلوب يمكن حل الجدالات واختلاف وجهات النظر والمشاعر السلبية عن طريق الحديث والتفاوض والتنازلات دون تحويلها إلى جدالات عميقة أو تصعيدها إلى جدالات مؤلمة.
ماذا تحتاج المرأة من الرجل؟
• ما تحتاجه المرأة لحياة مفعمة بالهدوء والاتزان:
- التقدير: تحتاج المرأة إلى أن تصدق وتقدر.
- الاحترام: تحتاج إلى أن تشعر بأنها محترمة وحاضرة في ذهنه.
- التفهم والحب: تحتاج منه إلى أن يتفهم سبب انزعاجها، ويعيد طمأنتها بأنها لا تزال محبوبة وليس من الواجب أن تكون مثالية.
- الاهتمام: تحتاج المرأة من الرجل أن يشعرها بأنه يهتم بمشاعرها.
- الإنصات: تحتاج إلى أن ينصت إليها ويبدي اهتمامه بما تقوله.
- الأمان: تحتاج إلى الشعور بالأمان والحماية والطمأنينة.
وفي نهاية المطاف، التواصل الفعال المفعم بالاحترام والود هو السر في تفادي الكثير من المجادلات. فإذا كان التواصل هو العنصر الأكثر أهمية في العلاقة، فإن المجادلات العنصر الأكثر تدميرًا!
كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، جون غراي.