كيف أخبر شخص بخبر الوفاة ونصائح لتبليغ خبر الموت

أهم النصائح لإخبار شخص بخبر وفاة شخص عزيز عليه وكيفية التعامل مع رد فعله ومشاعره بعد خبر الوفاة
كيف أخبر شخص بخبر الوفاة ونصائح لتبليغ خبر الموت
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد تكون لحظة إبلاغ شخص بوفاة إنسان يحبه من أكثر المواقف صعوبة وألمًا في الحياة؛ فهي ليست مجرد كلمات تُقال، بل مسؤولية إنسانية تتطلب تعاطفًا، حكمة، وحسن توقيت، وفي هذا المقال، نضع بين يديك خطوات عملية ومجربة تساعدك على إيصال هذا النوع من الأخبار الحساسة بطريقة تُراعي مشاعر الطرف الآخر وتخفف من وقع الصدمة قدر الإمكان.

يفضل دائمًا أن يكون الشخص الذي ينقل خبر الوفاة شخصًا مقرّبًا، إذا لم تكن العلاقة بينكما قوية حاول الاستعانة بشخص مقرّب لنقل خبر الوفاة، وتذكّر أن الناس يتفاوتون في طريقة استقبال خبر موت شخص عزيز عليهم خصوصاً إن كان الموت مفاجئاً، لذلك لا يتعلق الأمر فقط بما تقوله عند نقل خبر الوفاة بل كيف تقوله ومتى وأين تنقل هذا الخبر.

كما أن إخبار شخص بخبر الوفاة لا ينتهي بمجرد نقل الخبر إليه، يجب أن تكون مستعداً للتعامل مع رد فعله ومشاعره عند سماع خبر الوفاة، ويفضل أن تظل بجانبه وتستعين بأشخاص مقربين لمواساته ومساعدته في استقبال الخبر، وإليك أهم النصائح حول كيفية نقل خبر الموت لشخص.

animate

لإخبار شخص بوفاة عزيز عليه، يجب أن تراعي مشاعره وتُظهر تعاطفك وتختار كلماتك بعناية، إليك خطوات واضحة وإنسانية لتوصيل هذا الخبر المؤلم:

  • اختر الوقت والمكان المناسبين: عند إخبار شخص بخبر الوفاة ابحث عن مكان هادئ وخاص، وآمن نفسيًا، لا تخبره بخبر الوفاة وهو يقود السيارة مثلاً أو في مكان مزدحم أو أثناء انشغاله.
  • اطلب مساعدة من شخص مقرّب: من الجيد أن يكون هناك أكثر من شخص عند نقل خبر الوفاة، اطلب المساعدة من أقارب المتوفى أو أصدقاء الشخص الذي تريد إبلاغه الخبر ليكونوا موجودين إلى جانبك.
  • كن مباشرًا ولطيفًا في نفس الوقت: تجنّب العبارات المُبهمة أو المبالغة في التمهيد، فعلى الرغم من أهمية التمهيد لخبر الوفاة لكن لا يجب أن تبالغ، بدلاً من ذلك استخدم عبارات واضحة مثل: "للأسف عندي خبر محزن... [فلان] توفاه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون."
  • راقب ردّ فعله وتقبّل مشاعره: عندما تنقل لشخص خبر الوفاة يجب أن تتوقع رد فعله وأن تتقبله مهما كان غريباً أو مبالغاً به أو غير طبيعي، اسمح له بالبكاء، بالصمت، أو بطرح الأسئلة، ولا تقاطعه أو تحاول أن تبرر الحدث، فقط كُن حاضرًا وداعماً له.
  • تجنّب العبارات الجاهزة المؤذية: عند نقل خبر الموت لشخص يجب أن تبتعد عن بعض العبارات الشائعة التي قد تُؤذي دون قصد مثل: "الحمد لله ارتاح" أو "الحياة تستمر لا تحزن". الأفضل أن تقول: "الله يصبر قلبك، هذا شيء صعب وأنا جنبك بأي وقت تحتاجني".
  • ابقَ بجانبه بعد إبلاغه خبر الوفاة: قدم له الدعم العملي كالاتصال بأقارب، أو المساعدة في الترتيبات، واستمر في السؤال عنه بعد مرور الصدمة الأولى، وعادةً ما يلاحظ المفجوع بالوفاة والفقد وجود الشخص الذي نقل له الخبر أكثر من غيره.
  • ​​​​​​​كن هادئًا قدر الإمكان وتجنب الانفعال أو تصنّع الانفعال.
  • راجع ما تريد قوله مسبقًا عند نقل خبر الموت لشخص.
  • تذكّر أنك ستنقل خبراً صادمًا، لذا كن مستعدًا نفسيًا لتلقّي ردة فعل قوية.
  • اختيار الوقت والمكان المناسبين وتجنّب الأماكن العامة أو المزدحمة.
  • احرص على الخصوصية والهدوء.
  • لا تُبلّغ خبر الوفاة عبر الهاتف أو الرسائل النصيّة إلا للضرورة.
  • في الحالات الضرورية عندما تضطر لنقل الخبر عبر مكالمة اختر وقتًا لا يكون فيه الطرف الآخر مشغولًا أو في مكان عام.
  • حاول الاطمئنان على الشخص الذي نقلت إله خبر الوفاة بشكل مستمر.
  • إذا كنت تشعر أنّك غير قادر على نقل خبر الوفاة استعن بشخص آخر غيرك.

عند نقل خبر الوفاة لشخص احرص على الصراحة واللطف في آنٍ واحد، إليك بعض العبارات المقترحة:

  • "للأسف عندي خبر محزن، [فلان] توفاه الله اليوم، البقاء لله"
  • "إنا لله وإنا إليه راجعون، [فلان] فارق الحياة، الله يرحمه ويجبر قلوبنا"
  • تجنّب العبارات المشتتة مثل: "لا أعرف كيف أقول لك"، أو "اجلس أولاً"، لأنها قد تزيد من التوتر.
  • "أريدك أن تكون قوياً، لله ما أعطى ولله ما أخذ، [فلان] توفاه الله".
  • "كن مؤمنًا صبورًا محتسبًا فقد اختار الله [فلانًا] ولله ما أعطى ولله ما أخذ".
  • "لدي خبرٌ مؤلمٌ لك وأريد أنك تصبر وتحتسب، البقاء لله في [فلان] فقد توفاه الله، البقية بحياتكم".
  • ​​​​​​​توقع أن تكون ردة فعله عاطفية وقوية وقد ينهار أو ينكر، يجب أن تتقبّل رد الفعل مهما كان.
  • لا تحاول منع الشخص الذي تنقل له خبر الوفاة من التعبير عن الصدمة، اسمح له بالبكاء أو الصمت، أو حتى الغضب والإنكار.
  • أعطه فرصة للتعبير عن الصدمة والمفاجأة ولا تُقاطع مشاعره.
  • قدم الدعم الممكن للشخص الذي تنقل له خبر الوفاة مثل: "أنا معك"، "الله يصبر قلبك".
  • تجنب بعض العبارات المؤلمة عند إبلاغ شخص بخبر الوفاة مثل: "على الأقل ارتاح" أو "لا تكن ضعيفاً"
  • إذا كانت العلاقة بينكما تسمح احتضنه وهوّن عليه بالتواصل اللفظي والجسدي.
  • قدّم له الماء وساعده على الاستراحة ولا تضغط عليه للمشي أو الخروج من المكان.
  • استعن بالمقرّبين للمساعد في تقديم الدعم لشخص يعاني من صدمة خبر وفاة شخص عزيز.
  • قدّم المساعدة في ترتيبات الدفن والجنازة والعزاء والذي يعتبر أهم أشكال الدعم لمن يمر بمحنة وفاة شخص عزيز.

الأفضل طبعاً إبلاغ خبر وفاة شخص بشكل مباشر وشخصي مع اختيار الزمان والمكان المناسبين، لكن في بعض الحالات قد تضطر لاستعمال الاتصال الهاتفي أو الرسائل الإلكترونية لنقل خبر الوفاة، مثل إذا كنت في مكان بعيد ولم تستطع الحضور أو كان الشخص الذي تريد نقل الخبر إليه بعيداً عنك وعن مكان الوفاة.

من الأفضل تجنب نقبل خبر الوفاة لشخص من خلال الهاتف أو الرسائل، والأفضل البحث عن شخص قريب منه وتكليفه بحمل خبر الوفاة، لكن إن تعذر ذلك يجب التأكّد أن تتصل في وقت مناسب وأن الشخص الذي تنقل إليه الخبر في مكان مناسب ولا يشكل خطراً عليه.

أسلوب إبلاغ خبر الوفاة يجب أن يراعي المرحلة العمرية للشخص الذي تنقل إليه الخبر، فالأطفال بحاجة لتفسير بسيط وصادق بدون تفاصيل صادمة، وربما يكون من الأفضل التمهيد لهم دون خداعهم، أما المراهقون قد يفهمون طبيعة الموت لكن يحتاجون مساحة للتعبير والاحتواء العاطفي.

البالغون قد يتعاملون مع الفقد بوعي، لكنهم قد يشعرون بالوحدة والخسارة العميقة، لذلك من المهم أن يُبلّغوا الخبر بلطف واهتمام، فخبر الوفاة صادم على كل حال وإن كان الشخص كبيراً في السن وناضجاً وقد خاض التجربة في مرات سابقة.

إذا كان الشخص الذي ستبلغه الخبر يعاني من حالة صحية أو نفسية حساسة، فلا بد من التنسيق مع طبيبه أو أحد المختصين أولًا، حيث يجب أن يكون التبليغ عن الوفاة تدريجيًا، مع وجود دعم مباشر للمريض، مثل وجود أحد المقربين أو المعالج النفسي أو الطبيب المتخصص.

وفي بعض الحالات قد يُفضّل تأجيل خبر الوفاة أو التدرج فيه حسب تقدير الحالة النفسية، وكذلك الأمر إذا كان الشخص يعاني من مرض جسدي صعب أو يتلقى علاجًا يجب أن تسأل الطبيب عن الوقت المناسب لنقل خبر الوفاة إليه.

  • ​​​​​​​المبالغة في التمهيد مما يزيد القلق، وهذا لا يعني نقل الخبر بشكل فجّ.
  • استخدام رسائل نصية أو شبكات التواصل دون مبرر، ما قد يُشعر الشخص بعدم التقدير.
  • التقليل من مشاعره بعبارات مثل: "كن قويًا"، أو "لا تبكِ".
  • نقل التفاصيل القاسية مثل ظروف الوفاة المؤلمة، والتي لا تفيد في اللحظة الأولى.
  • قول عبارات خاطئة مثل "لست أول من يخسر شخصًا عزيزًا.
  • اختيار توقيت غير مناسب لنقل خبر الوفاة مثل إيقاظ الشخص من النوم أو إخباره وهو يقوم بعمل خطير.
  • تصوير اللحظة التي تنقل فيها خبر الوفاة وردة فعل الشخص عليها بأي قصد أو هدف!
animate

الصدمة لا تنتهي بمجرد سماع الخبر، بل تبدأ مرحلة الحزن والتكيف، حيث يظهر الدعم النفسي في:

  • البقاء قريبًا من الشخص الذي يعاني من الصدمة والفقد حتى وإن بصمت.
  • تقديم مساعدة عملية من خلال تخفيف الأعباء عليه وخاصة الاجتماعية والمادية.
  • متابعة حالته في الأيام التالية والاطمئنان عليه باستمرار.
  • تشجيع الشخص الذي يعاني صدمة الفقد على التحدث أو طلب مساعدة نفسية إذا احتاج ذلك.
  • تجنب الضغط المبالغ به لإخراجه من المنزل أو استعادة حياته الطبيعية.
  • منحه الوقت اللازم للتعافي من الصدمة وتقدير مشاعره.

في بعض الحالات، من الأفضل ألا تكون وحدك عند إخبار شخص عن وفاة شخص عزيز عليه، خاصة إذا:

  1. كانت العلاقة بينك وبين الشخص المتوفى أو الشخص الذي تبلغه غير وثيقة.
  2. تخشى من ردة فعل عنيفة أو انهيار بسبب خبر الوفاة.
  3. تريد دعمًا نفسيًا للطرف الآخر وتعتقد أنه لن يحتمل الخبر.
  4. وجود شخص مقرّب يساعد في توفير الأمان والاحتواء الفوري.
  5. إذا كنت بعيداً عن الشخص الذي تريد نقل خبر الوفاة له.

المراجع