خطورة لعبة فورت نايت على الأطفال والمراهقين
خطورة الألعاب الإلكترونية لا تنتهي، فهي أخطر ما يمكن أن يتعامل معه الأطفال في مرحلة نمو إدراكهم من ناحية، وتقديم أصحاب الألعاب مغريّات لجذب الأطفال من ناحية أخرى، وإتاحة تلك الهواتف والألعاب في يدهم من ناحية ثالثة.
اجتاحت موجة لعبة الحوت الأزرق وشبيهاتها ذات التأثير النفسي السلبي متاجر الألعاب منذ فترة، وأودت بحياة عدد من الأطفال والمراهقين قبل أن تتضاعف التوعية ضدها، ولكن عشرات الألعاب مازالت في الطريق إلى هواتف الأطفال، ومن ضمنها لعبة "فورت نايت".
حيث انتشرت مقاطع فيديو عديدة لأطفال يحركون يديهم بشكل غريب، في أماكن مختلفة، سواء في المدرسة، أو في الشوارع، أو البيوت، أو الأسواق، ليتبين أنها حركات تأثر بها الأطفال من لعبة "فورت نايت".
وتداول من فترة نشطاء مقطع فيديو على تويتر لأب سعودي وطفليه، حيث ظهرا مذعوريّن بسبب تلقيهم تهديداً بقتل والدهم، من مشارك معهم على لعبة "فورت نايت"، وما كان من الأب إلا أن طمأنهم أنه بخير، وطلب منهم حذف اللعبة.
ظهرت لعبة فورت نايت منذ عام واحد فقط لتنتشر كالفيروس بين الأطفال، محققة أرباح تتعدى خمسين مليون دولار أمريكي، وتشير الإحصائيات أن عدد مستخدمي اللعبة وصل إلى 100 مليون شخص حول العالم، ورغم أن اللعبة مجانية لكن مطوريها نجحوا في وضع مستويات داخلية بمقابل مادي، يقوم المستخدم بشرائها من أجل تطوير نفسه في اللعبة، وبالفعل دفع الجنون الذي أصاب مستخدمي اللعبة إلى إنفاق أموال طائلة للانتقال لمستويات أعلى.
وتتيح اللعبة للمستخدمين اللعب بشكل فردي أو جماعي من لاعب إلى ثلاثة لاعبين في الفريق الواحد، ففي البداية تضم اللعبة 100 لاعب في المرة الواحدة، وتبدأ اللعبة بطائرة تحلق في السماء وتضم الـ 100 لاعب، ثم يقرر اللاعبون أين سيقفزون على الجزيرة الموجودة أسفلهم.
وبعد ذلك يبدأ المتسابق في البحث عن السلاح والخزائن، والأدوية داخل المنازل الموجودة على الجزيرة ليحمي نفسه ويصل إلى مستويات عالية من اللعبة، آخذاً كل الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه، وبعد فترة تبدأ ساحة المعركة، ويقل عدد الأشخاص المشاركين في اللعبة واحد تلو الآخر، حتى يتبقى لاعب في النهاية وهو الفائز.
- مُتاحة للجميع: تعتبر لعبة fortnite من أكثر الألعاب سهولة ويسر في جيل الألعاب الحالية، وبسبب بساطة تصميمها يُقبل معظم الأطفال عليها، وأيضا بسبب توافر اللعبة بشكل مجاني، فلا تحتاج إلى دفع أي مال مُقابلها، بالإضافة إلى توافرها على كل الأجهزة مثل الهواتف الذكية بما فيها الأندرويد والـIOS، وأجهزة playstation4 وXbox one وأجهزة الحواسيب الشخصية.
- الرسومات الكرتونية: تتسم الرسومات الكرتونية فيها بالبهجة بالإضافة إلى حبكتها الجيدة، بعيداً عن النمط الذي تتخذه معظم الألعاب حالياً، وهو الواقعية في تصميم اللعبة والأشخاص بها، بالإضافة إلى عدم وجود أحداث دموية وجثث وما إلى ذلك في اللعبة، ولعل هذا الأمر هو الذي يجعل معظم الآباء موافقين عليها في البداية.
- الخيال الإبداعي الذي تغذيه لعبة فورتنايت عند الأطفال:
- أكثر ما يميز اللعبة ويجعل الأطفال مُقبلين عليها، هو تصميمها الذكي المعتمد على خيال إبداعي، واللعبة كفيلة بتقديم تجربة مُمتعة، وهذا ما يبحث عنه الأطفال، فبمجرد فوزهم على خصمهم يشعرون بالإنجاز والنجاح.
- ولا تعتمد اللعبة على المهارات العالية والأساليب المعقدة للفوز، ولكن تتميز بالسهولة واليسر وأساليب اللعب السهلة التي تمتزج بنوع من الذكاء للفوز بها.
- لعل أبرز ما يميز اللعبة أيضاً أنها تتيح المشاركة في اللعب، حيث يصل عدد المشاركين في المرة الواحدة 100 لاعب، وهذا أمر هام بالنسبة للأطفال، فلنفترض أن طفلك شارك بين 100 لاعب، بالطبع سيشعر بالفخر لو وصل للمراكز الخمس الأولى، بالإضافة إلى حب طفلك لمشاركة قصته مع 99 لاعب آخر.
- رقصات فورت نايت: تحتوي اللعبة على رقصات مختلفة داخل اللعبة تشبه الرقصات البشرية، ومعظمها مستوحى من الأفلام والأغاني العالمية، ومنها:
- رقصة ركوب الخيل "جانجام ستايل"، وهي متاحة في الموسم الأول والثاني من اللعبة، وأصدرت أيضا في الموسم الرابع من اللعبة.
- ورقصة الدودة التي أضيفت إلى اللعبة في ديسمبر 2017.
- بعدها رقصة المراوغة الكهربائية، بالإضافة لرقصة "المرأة الشابة" التي أخذت من رقصات عام 1923، وتعتمد حركة هذه الرقصة على تأرجح اليدين والقدمين بطريقة تتناسب مع الموسيقى الأصلية للرقصة.
- وأخيراً الرقصة الأكثر شهرة بين الأطفال وهي رقصة "الخيط"، والتي تجعل الطفل تحريك يديه بطريقة تشبه الخيط ثم بعد ذلك يقوم بتسريع حركته.
- كل أشكال الرقصات هذه جعلت الأطفال مقبلين على اللعبة بشكل مبالغ فيه، ولم يقتصر فقط أداء الرقصة أثناء اللعب، بل وصل الأمر ليقوموا بها في المدارس والنوادي والشوارع، حتى عبّر كثير من المدونين العرب عن استيائهم من غزو هذه اللعبة لعقول الأطفال.
- أكد معظم الخبراء أن اللعبة ليست ضارة كلياً، ومن بينهم الطبيب النفسي الأمريكي ليونارد ساكس، الذي أوضح أن التعرض الطويل لها هو ما يجعل ضررها أكبر، ولكن التعرض الطويل لها هو ما يجعل ضررها أكبر، لأن التعرض الطويل للشاشة هو الأمر السيء في اللعبة، حيث يمكن استخدام هذا الوقت في الاستكشاف والالتقاء بأصدقاء جدد.
- بالإضافة إلى أنها تنمي العنف لدى الطفل، فينشأ على أساليب الجريمة المختلفة، ويتعرف على حيلها، ويتعلم الطفل العنف والعدوان، فيشب عدوانياً وتجد ذلك متمثلاً في علاقاته مع أصدقائه بالمدرسة.
- وتعلم هذه الألعاب الأطفال الأنانية وتجعلهم لا يسعون سوى لمصالحهم فقط، لأن الطفل يسعى داخل هذه اللعبة للوصول لأهدافه من خلال إزاحة الآخرين من طريقه.
- وشأنها شأن باقي الألعاب الإلكترونية، فهي تبعد الأطفال عن المشاركة المجتمعية وتجعلهم يفضلون العزلة، وهذا أمر خاطئ للغاية، فيشب الطفل وحيداً كارهاً أي تجمع عائلي.
- بالإضافة إلى التراجع الدراسي، لأن الأطفال بالطبع يهملون دراستهم ويفضلون اللعب طوال الوقت بدلاً من المذاكرة.
- وتدفع اللعبة الأطفال في بعض الأحيان إلى السرقة، ففي المستويات المتقدمة يجب الدفع حتى يستمر اللعب، وهذا بالطبع يجبر بعض الأطفال على السرقة لأن شغف اللعب والربح فيها يمتلكهم.
- وأكدت دراسة نشرت بموقع Fobres أن الأطفال الذين يقضون أكثر من نصف يومهم في الألعاب الإلكترونية ظهرت عليهم أثار سلبية، وتبين أنهم غير نشطين اجتماعياً، ويعانون من مشاكل في السمع والرؤية والتركيز ولكن الأطفال الذين يقضون أقل من 3 ساعات في الألعاب الإلكترونية أفضل حالاً.
- تحدث إلى طفلك عن اللعبة والآثار السلبية لها، ليكون على دراية بالأمر قبل البدء باللعبة، ويحاول قدر الإمكان ألا يجعلها تؤثر عليه.
- شارك الطفل اللعبة، وذلك للتعرف عليها بالإضافة لمحاولة التقرب من طفلك، والسيطرة عليه ومراقبة سلوكه داخل اللعبة.
- اتفق معه مسبقاً قبل بداية اللعبة على الوقت المحدد لها، ومعظم الخبراء يفضلون ساعة واحدة يومياً على مدار اليوم للألعاب الإلكترونية.
- يمكنك تفعيل جهاز المراقبة على اللعبة أو الجهاز الخاص بطفلك، لمراقبة تصرفات طفلك أثناء اللعب، والتدخل الفوري إذا شعرت بالخطر.
- ساعد طفلك على اكتشاف هواياته بعيداً عن الألعاب الإلكترونية، فإذا أحب طفلك الرسم يمكنك الاشتراك له في دروس للرسم، وبالتأكيد سيكون الأمر أفضل بكثير من قضاء وقته على الهاتف والألعاب الإلكترونية.
- ادفع طفلك نحو القراءة، واشتري له كتباً مناسبة لعمره، وخذه معك أثناء شراء الكتب.
- اشترك له في رياضة يحبها، ولا بأس بأن يتنقل بين اللعب الرياضية المختلفة، من الممكن أن يجرب كرة السلة مرة، وكرة اليد مرة أخرى وهكذا، حتى يجد نفسه في لعبة معينة.