الفوائد الغذائية لتناول البيض ومضار الإكثار منه
لطالما سمعنا جميعاً عندما كنا صغاراً عن ضرورة تناول البيض على الفطور وما له من فوائد غذائية تنعكس إيجابياً على صحتنا، ورأينا لاعبي كمال الأجسام يُكثرون من تناول البيض في وجباتهم اليومية لبناء عضلاتهم. فما السر وراء التوجه الكبير لتناول البيض؟ لنتعرف في هذا المقال على فوائد البيض الغذائية لصحتنا، ومضار الإكثار منه.
تختلف أنواع البيض التي يستهلكها الناس من دولة إلى أخرى وتمتاز جميعها بخصائص غذائية تفيد الصحة وتساهم في بناء الجسم، إلا أن أكثر أنواع البيض رواجاً هو بيض الدجاج الذي يمكن تناوله بطرق عديدة للاستفادة من خصائصه الكثيرة، ومن هذه الفوائد:
البيض مصدر مهم للبروتين
البيض من الأطعمة الغنية بالبروتين، فهو يصنف مع المصادر الأساسية للبروتين كاللحوم الخالية من الدهون والدجاج والأسماك. حيث تحتوي كل بيضة على 6 غرامات من البروتين: 4 غرامات في بياض البيض و 2 غرام في الصفار. يقوم لاعبو كمال الأجسام غالباً بتناول بياض البيض لغناه بالبروتين وعدم احتوائه على الكوليسترول الضار الموجود في صفار البيض لذلك لا ينصح بالإكثار من تناول البيض كاملاً، كما لابد للرياضيين من استشارة الأطباء والمختصين لتحديد الكمية المناسبة لكل شخص لضرورة كونها مناسبة للوزن والجهد العضلي المبذول.
البيض من الأغذية التي تساهم في حماية القلب ومنعمتلازمة التمثيل الغذائي
يمكن للبيض أن يساهم بشكل إيجابي في الحفاظ على معدل ضربات قلبك، كما أنه يساهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتحسين أدائه كذلك أداء وظيفة الأوعية الدموية، وذلك بحسب مقال نشره موقع (Draxe) حول فوائد البيض وتأثيره على صحة القلب ودوره في تجنب الإصابة بالأمراض.
بالإضافة لأمراض القلب يفيد البيض في الوقاية من متلازمة الأيض أو متلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic Syndrome) وهي مجموعة من المشاكل الصحية الناتجة عن زيادة الوزن والتي تتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكري على سبيل المثال، وبرغم الحذر الذي لازم العقود الماضية من الزمن حول تناول البيض إلا أن إدخاله في نظامنا الغذائي اليوم؛ أمر غاية في الأهمية إذا ما تم بطريقة واعية مستندة إلى الإرشادات الطبية.
البيض يساعد في ضبط الكوليسترول في الجسم
اشتهر البيض سابقاً كونه من الأغذية الغنية بالكوليسترول الذي يسبب الكثير من المشاكل الصحية لنا، لكن هذه النسبة في يومنا أقل بكثير مما كانت عليه قبل قرابة 20 عاماً، وذلك بسبب أزمة جنون البقر (Bovine Spongiform Encephalopathy)- يرمز لها (BSE) - التي دفعت المزارعين إلى التعديل في نوعية الطعام المقدم للدجاج في تسعينيات القرن العشرين، ذلك وفق مقالعلمي نشره موقع (bbcgoodfood) حول الفوائد الصحية للبيض.
تحوي البيضة الواحدة 100 مل غرام من الكوليسترول، وهي ثلث الكمية اللازمة لنا يومياً (300 مل غرام) والموصى بها من قبل أخصائيي التغذية، ولا تؤثر هذه الكمية علىنسبة الكوليسترول في الدم بشكل كبير، لكن إذا كنت ممن يعانون مشاكل صحية مرتبطة بهذا الشأن لا بد من استشارة الطبيب.
يعطي البيض إحساس الشبع ويساهم في التخسيس
بحسب مقال طبي نشره موقع (Webmd) يشكل البيض جزءاً أساسياً من الحمية الغذائية للتخسيس وذلك لكونه يعطي شعوراً بالشبع لفترة طويلة من الزمن، مما يساعدك على عدم الشعور بالجوع حتى يحين موعد وجبة الغداء، كما يناسب البيض جميع الأعمار وسعره جيد مما يجعل منه طعاماً مناسباً لكل الحالات، لا بد من التقليل من الأطعمة الغنية بالكوليسترول عند تناول كمية كبيرة إلى حد ما من البيض وذلك لتجنب المشاكل الصحية، كذلك استشارة الطبيب المختص في حال كنت تعاني من مشكلات مرتبطة بنسبة الكوليسترول بالدم.
تناول البيض على الفطور يحافظ على صحة العظام
يحتاج جسمنا إلى فيتامين د (Vitamin D) لتثبيت الكالسيوم على العظام،بالتالي الحفاظ على سلامة العظام وصلابتها، لكن بدلاً من الاستلقاء يومياً تحت أشعة الشمس يمكنك أيضاًالحصول على فيتامين د (Vitamin D) من خلال تناول البيض، حيث يعد واحداً من أبرز المصادر الغذائية لهذا الفيتامين كما أشار موقع (Health24) في مقال نشره حول فوائد البيض، فتناول البيض يمد أجسامنا بالفيتامين اللازم ويساهم في امتصاص الكالسيوم، بالتالي الحفاظ على صحة العظام وصلابتها والوقاية من الأمراض التي تصيب العظمكالهشاشة، لذا يعد البيض إلى جانب الحليب الغني بالكالسيوم فطوراً مثالياً.
يمتاز البيض باحتوائه على الكثير من العناصر الغذائية، فهو يؤمن للجسم الكثير من الفيتامينات والمعادن مثل:
• فيتامين ب2 أو الريبوفلافين (Vitamin B2/Riboflavin): الفيتامين الذي يساعد الجسم على هضم الطعام المتناول وتحويله إلى طاقة نستهلكهافي نشاطاتنا اليومية.
• فيتامين ب12 أو كوبالامين (Vitamin B12/Cobalamin): الفيتامين المسؤول عن تنشيط إنتاج كريات الدم الحمراء التي تساهم في نقل الأوكسجين والغذاء في أنحاء الجسم.
• فيتامين أ أو ريتينول (Vitamin A/Retinol): فيتامين له دور كبير في الحفاظ على صحة البصر.
• فيتامين ه أو توكوفيرول (Vitamin E/Tocopherol): له دور أساسي في محاربة الجذور الحرة (ذرات لها عدد فردي من الإلكترونات، تحاول سرقة الإلكترونات من الخلايا لتحقيق الاستقرار) التي تسبب ضرراً كبيراً للخلايا، وقد تسبب السرطان.
• فيتامين ب المركب أو كولين (B-Complex Vitamins/Choline): يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
• الحديد (Iron): من المعادن الحيوية الهامة، حيث يؤدي نقصانه إلى الشعور بالتعب والإرهاق والغضب، تحتاج النساء إلى كمية أكبر من الحديد مقارنة بالرجال وذلك بسبب الحيض، حيث تخسر الكثير من الحديد، كذلك فترة الحمل والإرضاع.
• الزنك (Zinc): أيضاً من المعادن المهمة، له دور في الحفاظ على جهاز المناعة وتحويل الطعام إلى طاقة في أجسامنا.
• الفوسفور (Phosphorus): معدن مهم للحفاظ على العظام والأسنان سليمة وبصحة جيدة.
• اليود (Iodine): الذي يساهم في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
• السيلينيوم (Selenium): يساهم في خفض خطر الإصابة بالسرطان.
كما يساهم فيتامين ب2 وفيتامين أ في عمليات النمو، لذا احرص على حصول أطفالك على حاجتهم من البيض الذي سنتعرف على قيمه الغذائية بالتفصيل في فقرة لاحقة.
• العضلات القوية: حيث يساهم البيض في الإبقاء على عمل العضلات بالشكل الجيد وخفض معدل تكسر البروتين نتيجة الإجهاد العضلي وبالتالي صغر حجمها.
• صحة الدماغ: يحافظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي عموماً لما يحتويه من فيتامينات ومعادن ضرورية لعمل الخلايا العصبية.
• إنتاج الطاقة: لما يحتويه البيض من مواد غذائية لازمة لحرق الغذاء.
• الحمل الصحي: يساهم البيض في الحد من التشوهات الخلقية للجنين مثل:السِّنْسِنة المشقوقة أو ما يُعرفبتشقق العمود الفقري (SpinaBifida).
• البصر: يحتوي البيض على هرمون اللوتين (Lutein) والزياكسانثين (Zeaxanthin) اللذين يساعدان على منع التنكس البقعي (Macular Degeneration) وهو فقدان البصر المرتبط بالتقدم في العمر، كما أن للفيتامينات دور في تحسين البصر.
• صحة الجلد: تساهم الفيتامينات والمعادن في تعزيز صحة الجلد ومنع تهدم أنسجة البشرة، كما أنها تعطي هيئة صحية بشكل عام.
بالإضافة لاستخدامات البيض وفوائده للشعر والعناية به كمستحضر تجميل.
الاستهلاك غير الواعي للبيض يسبب العديد من الآثار الجانبية
برغم جميع الفوائد الغذائية للبيض وأدواره الهامة في الحفاظ على الصحة العامة للجسم إلا أن استهلاكه بشكل خاطئ، أو زيادة الكمية التي نتناولها قد يسبب لنا الكثير من المشكلات الصحية، مثل:
• زيادة السعرات الحرارية (Excessive Calories): وذلك بسبب احتواء البيضة الواحدة تقريباً على 75 حريرة، فإذا تناولت يومياً ما مقداره 3 بيضات أي 225 حريرة، سيتسبب ذلك بتخزين هذه السعرات الحرارية في الجسم وبالتالي الإصابة بالسمنة مع الوقت.
• كمية الدهون (Fat Content): التناول الزائد للبيض خاصة بشكل يومي يؤدي لزيادة نسبة الدهون في الجسم، وأنت تحتاج لتلك الدهون حتماً خاصة لامتصاص الفيتامينات الذائبة فيها، لكن التراكم الزائد للدهون يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا لا بد من الحذر عند تناول البيض والحرص على تناول الكميات المعتدلة.
• ارتفاع الكوليسترول (High CHolesterol): يُعد الكوليسترول من المواد الدهنية وزيادة نسبته في الجسم تؤدي إلى تراكمه على جدران الأوعية الدموية؛ مما يساهم في فقدها لمرونتها وتصلبها وزيادة احتمالية تجلط الدم، بالتالي الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب.
• الحساسية (Allergies): بعض الناس لديهم حساسية من البيضخاصة بياض البيض، وقد تتراوح من تناول البيض في حد ذاته إلى المبالغة في الكمية، وتظهر أعراض مثل الطفح الجلدي، التورم، الغثيان والإقياء، وفي حالات نادرة تكون الأعراض خطيرة مثل صعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم وقد تنتهي بالإغماء.
• السالمونيلا (Salmonella):جراثيم موجودة على الجدران الداخلية لأمعاء الدجاج أو القشرة الخارجية للبيضة تسبب التهابات المعدة والأمعاء والتسمم الغذائي، يمكن أن تنتقل إلى الإنسان من تناول البيض نيئاً خاصة البياض منه، لذا يفضل طهي البيض جيداً باستخدام درجة حرارة عالية للقضاء على الجراثيم.
• نقص البيوتين (Depletion Of Biotin): يؤدي هذا النقص إلى حدوث أمراض جلدية مثل قبعة المهد (Cradle Cap) وهو طفح جلدي يظهر على رأس الطفل حديث الولادة، التهاب الجلد الدهني (SeborrheicDermatitis) ضعف التنسيق العضلي (Lack Of Muscle Tone)، بالإضافة لآلام العضلات وفقدان الشعر، كما يُعدُّ نوع من البروتينات في بياض البيض والذي يسمى الأفيدين (Avidin) السبب الرئيسي لهذا النقص لأنه يسحب البيوتين من الجسم ويساهم في ظهور الأعراض السابقة.
• الكثير من البروتين (Too Much Protein): بسبب غنى بياض البيض بالبروتين تؤدي زيادة تناول البيض إلى تراكم كميات كبيرة من البروتين في الجسم، وهو ما يحذر منه الأطباء خاصة للمصابين بأمراض الكلى لاحتمالية تفاقم الوضع. كما يجب على المصابين بالأمراض المرتبطة بالكبد استشارة الطبيب قبل اتباع نظام غذائي يحتوي على البيض.
أخيراً.. يعد بيض الدجاج من أهم الأغذية التي لا بد من تناولها بسبب المواد الغذائية الكثيرة التي تمد أجسامنا بها، والطعم اللذيذ والشكل الشهي للأطباق التي تحتوي البيض، لكن لا بد من استهلاك البيض بطريقة واعية، واستشارة الأطباء والمختصين في حال الإصابة بالأمراض التي تتأثر بتناول البيض، حتى لا تتحول فوائد البيض الكثيرة لأضرار قد تؤدي إلى الموت أحياناً.