دواء لاروكسيل(Laroxyl glts) وتأثيراته المختلفة
ينتمي دواء لاروكسيل إلى مجموعة قديمة وشائعة الاستخدام من الأدوية المضادة للاكتئاب تدعى باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (Tricyclic Antidepressants) وهو متوفر بعدة أسماء تجارية أخرى منها (Entrafon) و (Triavil) أما الاسم العالمي للمادة الفعالة في هذا الدواء هو أميتريبتيلين (Amitriptyline) وهذا الاسم يجب أن يكون موجوداً على جميع المستحضرات الدوائية التي تحوي هذه المادة الفعالة بغض النظر عن البلد المنتج أو الاسم التجاري، وبالرغم من تعدد الآثار الجانبية التي يملكها هذا الدواء إلا أنه يعتبر آمناً نسبياً كما أنه مفيد في عدد من الاضطرابات المرضية إضافة إلى الاكتئاب.
حالات طبية تفيد فيها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة
- علاج الاكتئاب: وهو السبب الأساسي لتركيب هذا الدواء منذ البداية، يمكن أن يستخدم لوحده أو بالمشاركة مع أدوية أخرى عندما تكون استجابة المريض غير كافية.
- علاج الآلام العصبية: ينشأ الألم العصبي عند إصابة الأعصاب الحسية الواردة من منطقة ما من الجسم إلى المراكز الحسية في جذع الدماغ حتى لو كانت هذه المنطقة سليمة فيما عدا العصب، يحدث الألم العصبي نتيجة الداء السكري، السكتة الدماغية (Stroke)، العلاج الكيميائي للسرطان، بتر الأطراف (ويدعى في هذه الحالة باسم الألم الشبح –Phantom Pain لأن المريض يشعر بالألم في يده مثلاً وتكون هذه اليد غير مبتورة ولكن الأعصاب المقطوعة والمتأذية ترسل إشارة للدماغ تفيد بوجود ألم) أو الحزام الناري (والمعروف علمياً باسم الهربس النطاقي –Herpes Zoster).
- الوقاية من الصداع: وخاصة في حالات الشقيقة أو الصداع المزمن.
- علاج التبول الليلي: وهو مسموح فقط عند الأطفال الذين تجاوز عمرهم 6 سنوات، وفشلت معهم جميع الطرق غير الدوائية في علاج التبول الليلي، مع ذلك يبقى دواء غير مستحب ويحتفظ به كخيار أخير.
كيف تعمل هذه المجموعة من مضادات الاكتئاب؟
يتم امتصاص الدواء بعد تناوله إلى الدم ثم يتجه نحو الدماغ ليمارس تأثيره على الخلايا العصبية ليعزز تأثير النواقل العصبية المرتبطة بالسعادة والحيوية مثل السيروتونين (Serotonin) المعروف باسم هرمون السعادة والنور أدرينالين (Noradrenaline)، مما يؤدي إلى استمرار المزاج الجيد المرتبط بهذه المركبات وتخفيف أعراض الاكتئاب.
كما يملك الأميتريبتيلين تأثيراً مهدئاً، مما يعني أنه مفيد بشكل خاص في حالات الاكتئاب عند المرضى القلقين أو الميالين للهياج والعنف، أو ممن يعانون من الأرق والاستيقاظ المتكرر في الليل، مع ذلك تراجع استخدام هذا النوع من الأدوية في يومنا الحالي بسبب ظهور أجيال جديدة من مضادات الاكتئاب التي تعمل بآلية أكثر كفاءة وتؤدي إلى عدد أقل من الآثار الجانبية.
ماذا يجب أن أعرف قبل البدء بتناول لاروكسيل؟
يجب إخبار الطبيب في حال تناولت الدواء في السابق وسبب لك ردة فعل تحسسية، لأن هذا يوجب تبديله وتجنب وصف أي مركب حاو على الأميتريبتيلين في المستقبل، كما يعتبر من الضروري إخبار الطبيب بالتفاصيل التالية لأنها قد توجب تعديل الجرعة أو استبدال الدواء بشكل مؤقت أو دائم:
- الإصابة بأزمة قلبية منذ فترة قريبة (وخاصة الأشهر ال6 الأخيرة).
- تناول أنواع أخرى من مضادات الاكتئاب في السابق، مع تفاصيل الاستجابة على كل منها والآثار الجانبية التي لاحظتها.
- القصور الكبدي والأمراض الكبدية بشكل عام.
- الأمراض القلبية الولادية أو المكتسبة.
- الصرع.
- السكتة الدماغية.
- الداء السكري لأن هذا الدواء قد يؤدي إلى اضطراب مستوى سكر الدم زيادة أو نقصاناً.
- الماء الأزرق في العين أو الزرق (Glaucoma).
- مشاكل بولية مثل صعوبة التبول أو كثرة التبول أو التبول الليلي.
يذكر بعض المرضى وخاصة الشباب منهم أن بعض الأفكار الانتحارية تبادرت إلى أذهانهم عند البدء بتناول الدواء، لذلك ينصح بزيارة الطبيب بشكل مكثف في الفترة الأولى، والطلب من العائلة والأصدقاء أن يبقوا قريبين لملاحظة التبدلات في المزاج أو ظهور أعراض جانبية مميزة.
هل الأميتريبتيلين مشوه للجنين؟ وهل يمكن أن ينتقل عبر حليب الثدي؟
لا يوجد حتى اليوم دليل قاطع حول تأثير مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة على الجنين داخل الرحم، وبما أن التأثير المشوه لم يتم استبعاده، يفضل إخبار الطبيب في حال التخطيط للحمل في المستقبل القريب أو في حال كونك حاملاً من أجل استبداله بخيارات علاجية أكثر أمناً عند توفرها.
أما بالنسبة للإرضاع، فمن المؤكد أن الدواء ينتشر في حليب الثدي ويملك تأثيراً ساماً على الرضيع لذلك يعتبر الإرضاع ممنوعاً طول فترة استعمال الدواء، كما أنه لا يستخدم لعلاج الاكتئاب عند الأطفال دون 12 عاماً (مع أنه قد يستخدم كخيار أخير في حالة التبول الليلي).
نصائح للحصول على أفضل نتائج ممكنة من لاروكسيل
تناول الدواء بدقة تبعاً للجرعة والمواعيد التي وصفها الطبيب، التزم بالجرعة المحددة دون زيادة أو نقصان ولا تبدلها لوحدك بغض النظر عن تطور الأعراض، قد يأخذ الدواء مدة تصل حتى 4 أسابيع قبل أن تبدأ الأعراض بالتحسن، وإذا لم يكن التحسن كافياً عليك إخبار الطبيب لتغيير الجرعة أو استخدام دواء آخر.
في حال الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، أخبر الطبيب الجراح مسبقاً عن الدواء لأنه قد يطلب إيقاف الدواء لمدة محدودة قبل إجراء العملية، ولا توقف الدواء فجأة من تلقاء نفسك لأن هذا يؤدي إلى تأثيرات مزعجة قد تفوق الآثار الجانبية الناتجة عن استخدامه.
أعراض مزعجة قد تسببها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة
ردة الفعل التحسسية هي الأثر الجانبي الأهم والأكثر خطورة، اتصل بالإسعاف أو اذهب إلى أقرب مركز صحي إذا لاحظت وجود الأعراض التالية بعد بدء تناول الدواء بفترة قصيرة:
- طفح جلدي مثير للحكة.
- صعوبة في التنفس.
- انتفاخ واحتقان الوجه أو الشفتين أو اللسان أو البلعوم.
حاول أن تلاحظ التبدلات في مزاجك وتسجلها لتخبر الطبيب بها، كما يمكن الاستعانة بأفراد العائلة والأصدقاء في هذا الموضوع لأن هذه التبدلات قد لا تبدو للمريض حتى لو كانت واضحة لمن حوله مثل السلوك العدواني وفرط النشاط، ومن المفضل أن تتصل بالطبيب إذا لاحظت ظهور الأعراض التالية:
- تبدل في الأفكار والسلوك مثل الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس.
- الدوخة والشعور بخفة الرأس أو الإغماء.
- الألم الصدري أو الشعور بوزن ثقيل على الصدر، من الممكن أن ينتشر هذا الألم إلى الفك السفلي أو الكتفين وخاصة الأيسر، ويترافق مع غثيان وتعرق بارد.
- تسرع القلب أو الشعور بالخفقان حتى لو لم يكن قلبك متسرعاً (المعدل الطبيعي للنبض لدى الشخص البالغ هو 60 حتى 100 نبضة في الدقيقة).
- الهلوسة أي تلقي إحساسات من دون منشأ حقيقي مثل رؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة في الواقع.
- النوبات الصرعية.
- الشعور بضعف مفاجئ أو تعب شديد، حمى أو تقرحات مؤلمة في الفم والشفتين.
كل ما سبق يعتبر اختلاطات غير شائعة وقد تكون خطرة إلى حد ما، أما عن الآثار الجانبية التي يشكو منها عدد كبير من المرضى:
- اضطراب حركات الأمعاء الذي يظهر على شكل إمساك أو إسهال.
- تلبك المعدة (أو ما يعرف طبياً باسم عسر الهضم)، الذي قد يترافق مع الشعور بالغثيان.
- ألم في الفم، مع الشعور بطعم غريب حتى بدون تناول الطعام.
- نقص عدد مرات التبول في اليوم الواحد، مع أن كمية البول الإجمالية غالباً ما تكون في الحدود الطبيعية.
- الحكة والطفح الجلدي.
- انتفاخ الثديين (وهو ليس حصراً على الإناث بل قد يصيب الرجال أيضاً).
- نقص الرغبة الجنسية، عسر الانتصاب (أو الضعف الجنسي)، وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.
تلك كانت أبرز الأعراض الجانبية التي يجب أن يعلمها متعاطو لاروكسيل، ولكن الدواء معروف بتنوع أعراضه الجانبية التي قد تكون غير شائعة لذلك ينبغي إخبار الطبيب بأي اضطراب صحي جديد قد يظهر خلال فترة تعاطي الدواء.
أجوبة على أهم الاستفسارات حول لاروكسيل
- ماذا أفعل إذا نسيت تناول الجرعة في موعدها؟ تناول الجرعة المنسية في أقرب وقت ممكن، أو تجاوزها في حال الوصول إلى وقت الجرعة التالية، لا تجمع الجرعتين في وقت واحد ولا تتناول كمية إضافية للتعويض عن الجرعة المنسية.
- ماذا يحدث إذا تناولت جرعة إضافية بطريق الخطأ؟ اطلب مساعدة طبية إسعافية في أقرب وقت ممكن لأن تناول جرعة مفرطة يحمل خطورة عالية وقد يكون مميتاً، وتتضمن أعراض الجرعة الزائدة اضطراباً في دقات القلب، الدوار والدوخة، التخليط الذهني واضطراب الوعي، القياء، الهياج، الهلوسة، الشعور بالحر أو البرد الشديد، تشنج العضلات وصلابتها، تشنجات شبيهة بالصرع، أو الإغماء.
- هل هناك تحذيرات خاصة بهذا الدواء؟ قد يسبب الأميتريبتيلين اضطراباً في التفكير وبطء ردة الفعل، لذلك ينبغي الحذر عند القيادة أو إجراء أي عمل يتطلب اليقظة والحذر تحت تأثير الدواء، ينصح أيضاً بارتداء ملابس طويلة واستخدام الواقي الشمسي عند الخروج خلال النهار وخاصة في فصل الصيف لأنه يزيد من قابلية الجلد للتعرض للحروق الشمسية، والأهم من كل ذلك هو الابتعاد تماماً عن جميع أنواع المشروبات الكحولية لأن مزج الدواء مع الكحول يؤدي إلى تأثيرات جانبية خطيرة قد تصل إلى الموت.
وفي الختام.. نؤكد على ضرورة حفظ الدواء بعيداً عن متناول الأطفال لأنه يشكل خطراً كبيراً عليهم، كما يمنع تناول الدواء لأي سبب كان بدون وصفة طبية مع الالتزام بالجرعات المذكورة في الوصفة، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية إذا لاحظت حدوث أحد الأعراض الجانبية الإسعافية، واحرص على متابعة الزيارات الطبية لمراقبة التحسن مع الوقت.