الإدمان الجنسي وعلاج المدمن على الجنس
يُعرف الإدمان الجنسي أو إدمان الجنس على أنه حالة نفسية يقوم من خلالها الفرد بقضاء وقت أطول في أنشطة لها علاقة بالجنس. وسنتعرف في هذا المقال على معنى الإدمان الجنسي، والإدمان الجنسي عند الرجال والنساء، كما سنقف على أسباب الإدمان الجنسي، وأنواعه وعلاجه.
ما هو تعريف الإدمان الجنسي؟ يُعرف الإدمان الجنسي على أنه حالة إدمان نفسية، يقوم خلالها الفرد بقضاء وقت أطول في أنشطة لها علاقة بالجنس، سواء كانت ممارسة الجنس بحد ذاتها، أو الإدمان على المواد والأفلام الإباحية والإدمان على العادة السرية، أو أي نشاط يكتسب الصفة الجنسية.
ما هي أعراض وعلامات الإدمان الجنسي؟
للإدمان الجنسي أعراض خاصة، يمكن من خلالها الاستدلال على هذه الحالة، ومن أهم أعراض الإدمان الجنسي:
- تركيز تفكير المصاب واهتماماته حول ممارسة الجنس، والاعتقاد بأنه الطريق الوحيد للسعادة والإشباع العاطفي والنفسي، وتنفيس الهموم والأحزان والكبت.
- قضاء وقت طويل، قد يصل إلى ساعات اليوم بالكامل، في التفكير والخيالات الجنسية، والسعي إلى الممارسة كلما توفر الشريك، أو التعويض بالعادة السرية.
- ومن أعراض إدمان الجنس أيضاً عدم مقدرة الشخص المصاب على ممارسة الأنشطة الاعتيادية وتنظيم وقته، حيث يحتل الجنس عنده المرتبة الأولى.
انتشر الإدمان الجنسي بشكل كبير في الآونة الأخيرة بين أوساط الشباب والرجال، حتى المتزوجين منهم، ويظهر الإدمان الجنسي عند الرجال من خلال ممارسة العادة السرية، أو تكرار الجماع بشكل مبالغ فيه، أو مشاهدة المواقع الإباحية.
ويعد الإدمان الجنسي من الأمور الواجب معالجتها عند الرجال، لما له من تأثيرات صحية سيئة، مثل: سرعة القذف، وضعف الانتصاب.
يعد الإدمان الجنسي عند النساء من أخطر الأمور التي قد تتعرض لها المرأة في حياتها، ويتوجب على المجتمعات الوقوف لحد انتشار هذه الظاهرة. وفي حالة الإدمان الجنسي عند النساء، تتحول المرأة إلى مُمارِسة للجنس بطريقة غير طبيعية، أو اللجوء إلى ممارسة العادة السرية لتفريغ الكبت والأحزان، أو في سبيل الحصول على المال.
وغالباً ما تكون المرأة المدمنة جنسياً تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، أو تعرضت لحالات اغتصاب في سن مبكرة. وتكون المرأة في حالة الإدمان الجنسي أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً كالأيدز، بالإضافة إلى تعاطي المواد المُخدرة، والاضطرابات النفسية.
تُعزى حالات الإدمان الجنسي أو إدمان الجنس إلى العديد من العوامل، منها:
- الفراغ وعدم الاستقرار العاطفي، وهو أمر أساسي لاستقرار النفس البشرية، ويمكن علاج المصاب بالإدمان الجنسي هنا بسهولة، من خلال تغيير الظروف الاجتماعية المحيطة به.
- قد يلجأ الفرد إلى إدمان الجنس في حالة تعرضه للاعتداء الجنسي، وهو من أعقد أنواع الإدمان الجنسي، الذي يحتاج إلى العلاج بالعقاقير، والعلاج النفسي مع طبيب نفسي مختص.
- إدمان الجنس المرتبط بالضغوط والمشاكل الاجتماعية، والذي غالباً ما يكون بمثابة هروب من واقع صعب يعيشه الفرد.
- قد يتعرض الفرد للإدمان الجنسي نتيجة للثقافة التي عاشها، ولرؤيته لمشاهد الجنس في حياته، من واقع أسرته وتربيته.
ما هي أنواع الإدمان الجنسي؟ وما هي أضرار الإدمان الجنسي؟ يمكن تقسيم إدمان الجنس إلى نوعين، كالتالي:
- الإدمان الجنسي على العادة السرية:
- تعد العادة السرية من أكثر العادات الخاطئة انتشاراً بين الذكور والإناث في المجتمعات على حد سواء.
- حيث ذكرت دراسة أميركية أن 95% من الذكور تقريباً، وأن 89% من الإناث مارسوا العادة السرية، ولو مرة واحدة في حياتهم.
- أشارت الدراسات إلى أن الإدمان الجنسي على العادة السرية يؤثر بشكل كبير على الفرد الممارس لها على المدى البعيد، حيث تقلل من استمتاعه في العلاقة الحميمة، وتقلل من الرغبة في الجماع.
- كما أن الإسراف في ممارسة العادة السرية يؤدي إلى الضعف الجنسي، حيث يصعب على كلا الجنسين إشباع حاجاتهم الجنسية، فلا يتمكن الذكر من الوصول بسهولة إلى عملية القذف، كما تجد الأنثى صعوبة في الوصول إلى رعشة الشبق والإشباع الجنسي.
- كما يؤثر إدمان العادة السرية عند الرجال على قدرة الحيوانات المنوية وكفاءتها.
- الإدمان الجنسي على المواقع الإباحية:
- أشارت الدراسات الحديثة إلى ازدياد المحتوى الإباحي والمتعرضين له عبر الإنترنت، من خلال الهواتف النقالة والأجهزة الذكية، بطريقة متسارعة في الآونة الأخيرة، مما له الأثر السيء على كافة أوجه المجتمع.
- كما وأكدت الدراسات أن الإدمان الجنسي على المواقع الإباحية يضر بالأداء الجنسي للأزواج، بما في ذلك الانعكاسات السلبية على سرعة القذف وضعف الانتصاب، وذلك نتيجة ما يسببه هذا المحتوى من رفع لتوقعات المُدمن الجنسي، وهو ما لايتاح عادةً مع شريك الحياة.
- ويتسبب إدمان المواقع الإباحية لفترات طويلة في أعراض مرضية عديدة، منها المبالغة في تقدير النشاط الجنسي في المجتمع، وتراجع الثقة في جدوى العلاقة بين الزوجين، والتخلي عن الرغبة في إقامة علاقة زوجية سليمة بين الزوجين، كما تقل الرغبة في تكوين عائلة، وإنجاب أطفال.
إدمان الجنس حالة نفسية كما ذكرنا، لذلك فإن التخلص منها ليس مستحيلاً، ولكن الأمر متعلق بالإرادة قبل كل شيء، ولقد جمعنا هنا أفضل طرق علاج الإدمان الجنسي:
- على العائلة إذا اكتشفت أن أحداً من أفرادها يعاني من الإدمان الجنسي أن تحتويه، بعيداً عن أسلوب التعنيف، وأن تساعده على استعادة الثقة بنفسه وبإرادته، ليصبح قادراً على اتخاذ القرار بالتوقف عن ممارسة الجنس الجائرة.
- يتوجب على الأسرة إبعاد كافة مسببات الإثارة الجنسية، والعمل على تفريغ طاقات المُدمن جنسياً من خلال ممارسة الرياضة أو الأعمال اليدوية المحببة إليه، بالإضافة إلى الزواج الشرعي.
- علاج الأفكار الخاطئة لدى المدمن جنسياً، مثل رؤيته لمشاهد الجنس وللمرأة.
- إبعاد المُدمن جنسياً عن حالات الفراغ المادي والعاطفي، حتى يتمكن من الانتصار على هوسه الجنسي.
- من أهم أسس علاج الإدمان الجنسي، تعويد الفرد المُدمن على أن يحب نفسه، وأن يكون قائداً لنفسه.
- زرع القيم الدينية الفاضلة في نفس المُدمن جنسياً.
الجنس عاطفة وحاجة بشرية، إلا أنها تصبح مرضاً عند المبالغة فيها، حالها حال أي سلوك من سلوكياتنا البشرية، لذك ينصح دائماً بتقدير الوقت المناسب والمزاج المناسب لقضاء هذه الحاجة، الأمر الذي يتطلب إرادة، وإلا فسد الأمر