تجنب خيانة الزوج المغترب
أصبح الاغتراب عن العائلة أمراً منتشراً في بلداننا العربية، فلا يخلو بيت من شخص مسافر بمفرده من أجل تحسين الأمور المادية من ناحية، أو نيل مرتبة علمية أعلى من ناحية أخرى، ولكن هذا الاغتراب يصاحبه مشاكل عدة تعاني منها الزوجة والأطفال، وتصاب العلاقة بين الزوجين بالبرود والفتور، ويصبحا غريبين عن بعضهما، في هذا المقال سنتعرف على أبرز المشاكل التي تواجه الاغتراب، وكيف تتعامل الزوجة مع زوجها المغترب.
ويستقبل موقع حلوها الكثير من المشكلات بشأن اغتراب الأزواج وشعور زوجاتهن بالوحدة، ومشكلات أخرى بشأن خيانة الأزواج لزوجاتهن أثناء الاغتراب، مثل تلك السيدة، التي تشكو من زوجها المغترب الذي يخونها على الإنترنت مع فتاة أخرى، ورغم علمها بالأمر، إلا أنها تستمر معه لمحاولة تخفيف عنه آلام الغربة.
ونصحتها المدربة جينيا الصباغ، عبر موقع حلوها، بأن أهم أساسيات الحياة الزوجية هو الاحترام المتبادل بين الزوجين، مشددة عليها خطورة الصمت عن حقوقها، ومضيفة أن الخيانة ليست أمراً مقبولاً في الحياة الزوجية، وضرورة تدخل الأهل لحل الأمر مادام زوجها غير مستجيب".
مشكلات الاغتراب:
فتور العلاقة الزوجية
يشوب العلاقة بين الزوجين نوع من الفتور والبرود بسبب صعوبة التواصل بينهم، فالمشاعر لا تنتقل عبر الهاتف أو "سكايب" أو أي وسيلة أخرى سوى اللقاء، وكلما زادت فترة غياب الزوج، كلما بات الأمر أكثر سوءاً، ويضحى الهدف من المكالمات والمحادثات بينهما الاطمئنان ومعرفة أخبار بعضهم البعض.
زيادة المشكلات
أغلب المشكلات في العلاقات الزوجية تتطور بسبب سوء التواصل، فكيف يصبح الأمر حينما يكون التواصل في الأساس معتمداً فقط على الهاتف أو المحادثات؟.. بالتأكيد لن يخلو الأمر من سوء الفهم، والتفسيرات المغلوطة عما يقصده كل طرف، خاصة أن النقاش هنا خالِ من ردود الأفعال والتعبيرات التي تُسهل فهم الرسائل للطرف الآخر.
الإحباط والتبلد
غالبا ما يتحول الزوج المغترب عن زوجته، لمحفظة نقود، فتفكر الزوجة أن المال هو الوسيلة المتاحة لتعويض غياب الزوج، ومع الوقت يصاب الزوج بالإحباط، وتصبح الزوجة أكثر تبلداً، ويختفي الحب والمشاعر بينهم.
تربية الأطفال تقع على عاتق الزوجة
بمجرد سفر الزوج، تصبح الزوجة بمثابة الأم والأب في آن واحد، فتحمل على عاتقها مسؤولية التربية وحدها، وهي مهمة صعبة بكل تأكيد، ومع الوقت تصاب الأم بالإرهاق والملل، والشعور بالوحدة، وتشكو دائماً بشعورها أنها غير متزوجة، وأنها لا تملك معيناً في الحياة.
مشاكل العائلة
لو كانت الزوجة تقطن مع العائلة في منزل واحد، فهو أمر بائس وصعب للغاية، فمهما كانت العلاقة جيدة بين الزوجة وعائلة زوجها، ستنشب حتماً المشكلات التي لن تجد الزوج ليوقفها، وهو ما سيجعلها تتفاقم، لتصبح الحياة جحيماً.
غياب التفاهم
بسبب الغربة، يُصبح الزوجان غريبين تماماً عن بعضهما، وتنعدم بينهما كل سبل التفاهم، وذلك لأن كل منهما لا يعرف الطبيعة التي يعيشها الآخر ولا يقدر الأمر، مما يجعل كل منهما يفكر في الأمور وفقاً لرؤيته فقط.
خيانة الزوج لزوجته
الشهوة الجنسية غريزة طبيعية في الإنسان، لذلك قد يدفع غياب التواصل وقلة المشاعر والشعور بالوحدة الرجل المغترب لخيانة زوجته، أو حتى البحث عن زوجة ثانية، ليجد حياة جنسية مستقلة تعوضه عن غيابه عن زوجته.
ويفعل الزوج المغترب ذلك سواء عن طريق الانترنت أو البحث عن زوجة أخرى له في الخارج وينشأ معها أسرة وعائلة، وربما يلجأ لإقامة لعلاقات جنسية غير شرعية، وبالتأكيد ستشعر الزوجة بتغيير علاقتها مع زوجها، فيضحى قليل الكلام، عصبي ومتوتر دائماً، وردوده على الاتصالات ليست فورية كالسابق، وغير مهتم بسماع أخبارك أنتِ وأطفالك.
كيف تتواصلين مع زوجك المغترب؟
في الماضي كانت وسيلة التواصل الوحيدة بين الزوجين هو الرسائل البريدية، والتي كنا ننتظر الرد عليها خلال أسابيع، أما الآن اختلف الأمر بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، فبدلاً من وجود وسيلة واحدة أصبح هناك عشرات الوسائل المختلفة، من الممكن أن تستغليها للتقرب لزوجك وهو في الغربة:
تحدثي معه طوال اليوم عبر الرسائل، واجعليه يشعر دوماً أنه معك، ولكن ذلك لا يدفعك لملاحقته طيلة اليوم، بل تحلي بالذكاء الكافي لتتحدثي معه دون أن يمل ويهرب في النهاية من التواصل معك.
المشاعر تروى كالنباتات، فإن تركتيها جفت، فلذلك احرصي على الحديث معه يومياً على الأقل عبر الفيديو، وعبري له عن اشتياقك له، وحبك الذي لن يقل رغم المسافات.
خصصا وقتاً يومياً مناسباً لكليكما، اجلسا فيه سوياً، وتبادلا أطراف الحديث والنقاش حول حياتكما، وتبادلا الحب والمشاعر فيما بينكما، فذلك يمكن أن يقوي علاقتكما.
إذا كان الأمر متاحاً من الناحية المادية، فيمكنك زيارة زوجك في الإجازات الصيفية والأعياد.
احرصي على إرسال بعض الكلمات الصباحية له، ليشعر أنكِ معه منذ بداية يومه.
اجعلي أطفالك يشاركونه لحظاتهم، ويصنعون له المفاجآت، ويتحدثون معه عن حياتهم ومدارسهم وعلاقاتهم بأصدقائهم، حتى يشعر بقربه منهم طوال الوقت.
نصائح للتعامل مع زوجك المغترب
قد يكون للاغتراب قصير المدة فوائد على الزوجين، فيمكنه أن يشعل الحب بينهما، ويزيد من الحرارة في العلاقة الحميمة، ولكن المرأة الذكية هي من تستطيع أن تستغل هذا الأمر وتزيد من فوائده:
1- الحفاظ على التواصل المستمر بينكما
قربت وسائل التواصل الاجتماعي كل بعيد، لذا حافظي على التواصل معه يومياً عبرها، واستخدمي الفيديو وتحدثا معاً عن أموركما اليومية، وتزيني من أجله، ونوعي في تسريحات شعرك وملابسك وهكذا.
2- قللي من شكوكك
الشكوك المستمرة ليست مستحبة، والغيرة الزائدة من شأنها أن تدمر علاقتكما، فبدلاً من أن تجعليه يشعر دائماً بأن تشكين فيه وتغيري عليه، حاولي أن تقتربي منه ولا تجعليه ينظر لغيرك.
3- تصوير لحظاتك السعيدة
قومي بتصوير لحظاتك السعيدة واحرصي على مشاركته الأمر، فمثلاً صوري له فرحة نجاحك أو فرحة الطفل الأول، وأول خطوة له وأول كلماته، وأرسلي له هذه المقاطع في نفس الوقت، وتبادلا أفكاركما ومشاعركما عن الأمر.
4- اختاري الأخبار السعيدة
انتقي الأخبار السعيدة وأبلغيه بها، لا بأس بأن تتحملي بعض الأخبار السيئة وحاولي إيجاد حلول دون إبلاغه، فعلى سبيل المثال أخبريه بنجاح الأطفال ودرجاتهم ومستواهم، وأي أمور أخرى تحدث في محيط العائلة، وحاولي ألا تختاري الأخبار السيئة أو التي يمكن أن تسبب له الضيق.
5- شاركيه أحزان غربته
من أكثر الأمور التي تجعل زوجك قريب منك، هي مشاركته غربته، فقومي بالحديث معه عن عمله ومواعيده وكيفية حياته هناك، وتحدثي معه عن ضغوط ومشاكل حياته وحاولي أن تكوني بلسم لجروحه وأن تخففي عليه الأمر.
6- لا تزيدي من المتطلبات المادية
فلنتفق أن زوجك مغترب لأنه يريد أن يؤمن لكما دخلاً جيداً، لذلك يجب ألا تزيد متطلباتك المادية ويجب أن تحافظي على أمواله، ومساعدته على بناء مستقبل جيد لكي ولأطفالك.
7- تحدثا عن العلاقة الحميمة
لا بأس بالحديث معه عن علاقتكما الحميمة، وأنك تعرفين بأن الأمر صعب عليه، ولكن هوني عليه الأمر، وفكرا في زيارة قصيرة وكيفية ترتيبها.