الجنس الشرجي ومخاطره الصحية
يعبر مصطلح الجنس الشرجي أو الجماع الشرجي (Anal Intercourse) عن أي ممارسة جنسية يتم عبرها إدخال العضو الذكري أو الأصابع أو الألعاب الجنسية في شرج أحد الطرفين إضافة إلى الجنس الفموي الشرجي، وكانت هذه الممارسات الجنسية مرتبطة في الفكر الشعبي بالمثلية الجنسية لدى الذكور أو باعتبارها جنساً آمناً لا يثقب غشاء البكارة عند الفتيات غير المتزوجات، أما اليوم فبدأت تأخذ شعبية عند المتزوجين أيضاً لأن الرجال يحبون الشعور الجديد الغريب للشرج، أما النساء فمنهن من تستمتع بهذه العملية ومنهن من تجدهاً أمراً مؤلماً وواجباً صعباً من أجل إرضاء الزوج.
في المقال التالي سنتحدث حول المخاطر والمحاذير الصحية المتعلقة بالجنس الشرجي، إضافة إلى نصائح لجعل هذه العملية آمنة قدر الإمكان على الطرفين.
هل الجنس الشرجي شائع؟ ومن هي الفئات التي تفضله؟
ازداد انتشار الجنس الشرجي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، كما يبدو أن انتشاره في ازدياد كل يوم، يرجح البعض انتشاره إلى الإنترنت والأفلام الإباحية لكن هذا غير مقنع بسبب انتشار الأفلام الإباحية منذ سنوات كثيرة بالإضافة إلى كون التحول الجذري في ردة فعل الأشخاص بالنسبة للجنس الشرجي وليس في معرفتهم بوجوده.
ينتشر الجنس الشرجي بشكل خاص لدى الذكور المثليين جنسياً إذ يكون الممارسة الجنسية الأساسية بالنسبة لهم في معظم الأحيان، كما ينتشر بين المراهقين وخاصة في المجتمعات التي تعطي أهمية كبيرة لوجود غشاء البكارة لدى الفتاة كشرط أساسي لتقييم شرفها وصلاحيتها للزواج أو القبول في المجتمع، ومن المعروف أن الجنس الشرجي مفضل لدى الشخصيات السادية التي قد تراه فعلاً مهيناً للطرف الآخر، لذلك يشاهد في حالات الاغتصاب العنيف أو التحرش بالأطفال والمراهقين.
عدا عن كل ذلك، يبدو أن الكثير من الأزواج يحبون تجريب الجماع الشرجي كوسيلة لتجديد الحياة الجنسية الرتيبة باعتباره نشاطاً جنسياً مثيراً وغير مألوف، كما أن انتشار التوعية الصحية ومعرفة التدابير الصحية اللازمة للوقاية من المضاعفات والأمراض المنقولة بالجنس ساهما في تشجيع الأزواج على تجريب الجنس الشرجي بشكل آمن إلى حد ما.
أسباب المخاطر الصحية التي قد تنتج عن الجنس الشرجي
لا يمكننا أن نعتبر الجنس الشرجي بجميع أشكاله خطراً بشكل مطلق، ولكن نسبة حدوث المخاطر الصحية المرتبطة به أعلى بكثير من مختلف أنواع الممارسات الجنسية الأخرى، ومن الأسباب التي تجعله أخطر أشكال الجنس:
الجفاف في منطقة الشرج: فالشرج يفتقر إلى الترطيب الطبيعي الذي يتمتع به المهبل، لذلك يمكن أن يؤدي الجماع في الشرج إلى حدوث تمزق في النسيج المبطن له مما يسمح للجراثيم والفيروسات بالوصول إلى الدم، يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس (STDs) مثل فيروس العوز المناعي البشري (HIV) المسؤول عن مرض الإيدز، فقد أظهرت الدراسات أن خطورة انتقال فيروس (HIV) عبر الجنس الشرجي تفوق بـ 30 مرة خطورة انتقاله عبر الجنس التقليدي (المهبلي)، إضافة إلى ذلك يساهم الجنس الشرجي بانتقال الفيروس الحليمومي البشري (HPV) الذي يؤدي إلى الثآليل الشرجية وسرطان فتحة الشرج، تفيد المراهم المرطبة في تقليل خطورة التمزق وانتقال العوامل الممرضة بالطبع ولكنها لا تنفي الخطورة تماماً.
النسيج داخل الشرج ليس محمياً كالجلد خارج الشرج: فالجلد الخارجي يغطى بطبقات من الخلايا الميتة التي تؤمن دور حاجز واقٍ من الإصابة بالعوامل الممرضة، أما الجلد داخل الشرج فهو لا يملك مثل هذه الطبقة مما يجعله رقيقاً وقابلاً للتمزق بسهولة.
فتحة الشرج متكيفة للاحتفاظ بالبراز: فالشرج محاط بعضلة ذات شكل دائري تدعى باسم المصرة الشرجية (Anal Sphincter) تتقلص بعد التغوط وتضيق الفتحة لذلك قد يكون الإيلاج في الشرج صعباً ومؤلماً بشدة لأنه يفتح العضلة بشكل معاكس لحركة تقلصها الطبيعية، وقد يؤدي الجنس الشرجي المتكرر إلى حدوث السلس البرازي مع الزمن، أي عدم القدرة على إبقاء البراز داخل الجسم حتى الوصول إلى المرحاض.
الشرج مليء بالبكتيريا: الشرج أكثر مكان يحوي البكتيريا في جسم الإنسان حتى لدى الأشخاص النظيفين والذين لا يحملون أية أمراض منقولة بالجنس، يمكن أن تؤدي البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الشرج إلى التهاب الطرق البولية لدى الذكر، كما أنها قد تؤدي إلى التهابات بولية وتناسلية لدى الأنثى عند التحويل من الجنس الشرجي إلى الجنس المهبلي مباشرة بدون تبديل الواقي الذكري.
مخاطر الجنس الفموي الشرجي: يؤدي الجنس الفموي الشرجي إلى الإصابة بعدد كبير من العوامل الممرضة مثل فيروسات التهاب الكبد، الهربس، الفيروس (HPV) الذي يسبب ثآليل أو سرطانات جلدية في منطقة الشفتين والفم.
يمكن أن يحدث الحمل في حالات نادرة إذا تم القذف على فتحة الشرج قرب فتحة المهبل، كما يمكن أن تتراوح الإصابات الموضعية التالية للجنس الشرجي من تمزقات سطحية في الشرج أو نزف من البواسير الشرجية إلى انثقاب في جدار القولون، وهو حالة إسعافية خطرة تستدعي نقل المريض إلى المشفى وإجراء عملية جراحية إسعافية بالإضافة إلى تناول المضادات الحيوية لمنع انتشار بكتيريا الكولون في جوف البطن.
هل هناك طريقة لممارسة الجنس الشرجي بأمان؟
في الحقيقة، الطريقة الوحيدة لتجنب جميع مخاطر وعواقب الجنس الشرجي هي الامتناع عن ممارسته من البداية، ولكن في حال الإصرار على تجربته يجب التقيد بالقواعد الصحية التالية:
استخدم الواقي الذكري: فهو يفيد في منع انتقال بكتيريا الشرج والأمعاء إلى الطرق البولية الذكرية.
لا تنس تبديل الواقي الذكري: تجنب وضع العضو الذكري في المهبل أو الفم بعد إدخاله في الشرج إلا بعد نزع الواقي القديم، ووضع واقٍ جديد إذا كنت تستخدمه في العادة خلال الجنس المهبلي.
الترطيب أمر أساسي: من المهم استخدام كمية كافية من المحاليل المرطبة للتخفيف من الاحتكاك أثناء الجماع والوقاية من التمزقات الشرجية.
الاسترخاء: لا يمكن ممارسة الجنس الشرجي بدون ألم إذا كانت عضلات الشرج متشنجة ومتوترة، لذلك ينصح بأخذ حمام ساخن قبل البدء بالجنس إضافة إلى التمهيد لفترة كافية بما يسمح للمصرة الشرجية بالاسترخاء.
اعرف متى تتوقف: يجب التوقف فوراً في حال أصبح الإيلاج مؤلماً، إضافة إلى استشارة الطبيب في حال النزف بعد الجماع أو عند ملاحظة كتلة حول الشرج أو خروج مفرزات أو ألم عند التغوط.
كيف يمكن أن يؤثر الجنس الشرجي على العلاقة الزوجية؟
يختلف التأثير النفسي للجنس الشرجي من شخص لآخر تبعاً للكثير من المتغيرات والعوامل، فقد يكون تجربة جنسية جديدة وممتعة تساهم في تجديد العلاقة الجنسية وإعادة الحياة لها عند المتزوجين منذ فترة طويلة.
وعلى النقيض من ذلك يؤدي الجنس الشرجي إلى صدمات نفسية كبيرة وخاصة إذا لم تكن المرأة راغبة في ممارسته ووافقت فقط لإرضاء رغبة الرجل أو تحت تهديداته، أو إذا تم استخدام الجنس الشرجي في اغتصاب المرأة أو إذلالها لإرضاء الرغبات السادية والعنيفة لدى الرجل.
أجوبة على أكثر الاستفسارات الشائعة حول الجماع الشرجي
تبقى المواضيع الجنسية من أكثر المواضيع التي تتعرض للمغالطات والإشاعات الخاطئة طبياً ومنطقياً، كما أن الجنس الشرجي معرض لهذه المشاكل على وجه الخصوص لكونه أمراً محرجاً وينظر إليه من قبل المجتمع باعتباره تصرفاً شاذاً أو منفراً، لذلك سنطرح بعض هذه التساؤلات مع توضيحات لها:
هل الجنس الشرجي مؤلم؟ بصراحة نعم، يمكن أن يكون مؤلماً وخاصة في المرة الأولى، وهنا يجب تخفيف سرعة الإيلاج إلى السرعة المريحة، كما أن الاسترخاء والإثارة الجنسية لدى الأنثى هي المفتاح لجعل الجنس الشرجي مريحاً وغير مؤلم.
لماذا يحب الرجال الجنس الشرجي كثيراً؟ يعود هذا الأمر إلى عدد من العوامل، منها كون فتحة الشرج أضيق من المهبل مما يعطي شعوراً أكثر متعة لدى الرجل، كما أن الملل من الممارسة الجنسية التقليدية والرغبة في تجريب نشاط جديد والغموض الذي يدور حول فكرة الجنس الشرجي يجعله أمراً مثيراً لدى معظم الرجال، وهنا لا يمكن أن ننسى العوامل النفسية لدى الرجال الذين يملكون ميولاً جنسية سادية، فالجنس الشرجي يسبب ألماً لدى الطرف الآخر وشعوراً بالتفوق والسيطرة عليه وهذه هي الرغبات المحببة لدى الشخص السادي.
هل يمكن أن تصل المرأة إلى النشوة من الجنس الشرجي؟ نعم بالتأكيد، إذ أن بعض النساء يجدن الجنس الشرجي أسرع وسيلة للوصول إلى النشوة الجنسية، ولكن القاعدة العامة هي أن الوصول إلى النشوة من خلال الجماع الشرجي أصعب منها في الجنس المهبلي التقليدي ويستغرق وقتاً أطول، والفرق الأساسي هو توضع النهايات العصبية المرتبطة بعملية الاستثارة الجنسية في منطقة الشرج لدى بعض النساء بشكل أكثر كثافة من الأخريات.
لماذا يحب الرجال المثليون الجنس الشرجي؟ إضافة إلى وجود النهايات العصبية المرتبطة بالإثارة والمتعة الجنسية يملك الرجال غدة البروستات التي يؤدي تمسيدها إلى نشوة جنسية عارمة، ويمكن الوصول إلى السطح الخلفي من هذه الغدة عبر إدخال الإصبع أو القضيب في الشرج.
هل ستكون رائحتي كريهة بعد الجنس الشرجي؟ هذا أمر ممكن ولكنه لا يدعو للقلق، إذ يكفي حمام دافئ مع التنظيف الجيد إلى إزالة آثار الجنس الشرجي وعودة الرائحة النظيفة.
ماذا عن البراز؟ في حال كنت ترغب في ممارسة الجنس الشرجي مع زوجتك عليك أن تتوقع وجود بعض البراز، والحل لهذه المشكلة يكون باستخدام الواقيات الذكرية لمنع ملامسة البراز للقضيب، بالإضافة إلى استخدام الحقن الشرجية المنظفة قبل الجماع لتنظيف الكولون والشرج من بقايا البراز.
ما هي أفضل وضعية للجنس الشرجي؟ يمكن أداء الجنس الشرجي في معظم وضعيات الجنس التقليدي لكن الوضعية الأفضل في المرة الأولى هي استلقاء المرأة على بطنها مع وضع وسادة صغيرة تحت منطقة الحوض.
ماذا أفعل إذا لم أستطع القيام بالإيلاج؟ عادة ما يكون الإيلاج ممكناً أو حتى سهلاً إذا تم ببطء ومع وضع كمية كافية من الكريم المرطب، فإذا لم تستطع القيام بذلك بعد التمهيد لفترة كافية فلا تحاول أن تضغط بقوة لأن هذا يمكن أن يسبب أذى وتمزقات في الشرج، يمكنكما بالطبع المحاولة في فترة لاحقة.
وفي الختام.. نجد أن الجنس الشرجي قد يكون تصرفاً متهوراً أو مؤذياً ولكنه بالرغم من ذلك ليس أمراً مؤذياً بالضرورة في حال الالتزام بالقواعد الصحية وتفاهم الطرفين، احرص دوماً على إخبار الشريك بكل ما ترغب به في غرفة النوم، كل ما يعجبك وكل ما يزعجك، وتذكر أن احترام رغبة الطرف ومراعاة قلقه ومخاوفه أمر أساسي في الحياة الجنسية الممتعة والصحية.