الزواج الناجح وأسرار نجاح العلاقة الزوجية
يشكل نجاح العلاقة الزوجية.. مسعى لديك ولدى جميع من تعرفهم من المتزوجين، وبما أن لكل علاقة خصوصيتها؛ قررنا من خلال هذا المقال الحديث عن نقاط تقاطع بين جميع الزيجات تقريباً ولدى كل البشر؛ حول أسس وصفات العلاقة الزوجية الناجحة وطرق تعزيز الثقة بين الزوجين.
العلاقة مع الذات مفتاح لنجاح علاقتك بالشريك
إذا سألت الناس عن أهم شيء في علاقة الزواج، فستحصل على عدد لا يحصى من الإجابات أهمها؛ الثقة والتواصل والاحترام، وما إلى ذلك لكن جميع الإجابات ترتبط بعامل واحد؛ الاستقرار والرضا الذاتي العاطفي.. بدونه لا توجد علاقة على الإطلاق، ومعه سوف يتدفق كل ما يتعلق بالعلاقة بطبيعة الحال، فالاستقرار العاطفي هو رقم واحد في قائمة عوامل وأسباب العلاقة الزوجة الناجحة، جميعنا نبحث عن السعادة عند الآخر لكنه مصدر غير جدير بالثقة ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل لتحقيق السعادة، وهذا شيء ليس من وظيفة الآخر من الأساس.. لمليء احتياجاتك العاطفية.
فالاكتفاء الذاتي العاطفي هو علاقتك مع نفسك، فإذا لم تحب نفسك بشكل كلي وتلبي احتياجاتك العاطفية في هذا الإطار، ستجد صعوبة في حب الآخرين لك وفعل الشيء نفسه لهم، وعند الحديث عن تلبية احتياجاتك العاطفية لا نعني بذلك البحث عن تلبيتها وملئها لدى الآخرين بل أن تقوم أنت بمعرفتها والوفاء بها لنفسك، حيث لا تبدأ العلاقات الصحية من مبدأ "الندرة" أو "النقص" أو "الشيء المفقود".. وخلافا للكليشيهات المنتشرة حول الحب والزواج، فإن العلاقة المتوازنة نوعاً ما؛ لا تدور حول العثور على "النصف الآخر" أو أي شخص "لإكمال" شخصيتك، لأنك لست نصف شخصية، بالتالي يتم بناء العلاقات الصحية فقط مع الأشخاص الذين اكتملوا بالفعل ومستعدين للنمو والتطور أيضاً مع شريك الحياة، كذلك تأتي بقية الأمور المهمة لتوطيد العلاقة من التواصل والثقة والاحترام.. بشكل مرن وعفوي؛ إذا كان الاستقرار العاطفي موجوداً بشكل جيد وفي مكانه من قبل طرفي العلاقة كل على حدا، حيث ستتعزز القيم الحسنة وستجد الشريك يعكسها، فقط إذا كان لديك اكتفاء ذاتي عاطفي واحترام ذاتي متين.
فكيف تبني هذه القاعدة المتينة لعلاقة زواج صحية؟
- اجلس مع نفسك: حتى لو لبضع دقائق.. ابحث في أعماقك وانتبه لأفكارك عند ظهورها، كذلك تعرّف على نفسك وماذا تريد من ارتباطك بشخص معين أو هذا الشخص بالذات مدى الحياة.
- تعلّم إصلاح مشاكلك بنفسك: فإذا كنت تشعر بالملل.. قم بإصلاح ذلك، وإذا كنت تشعر بالوحدة أو بالأذى.. فقم بإراحة نفسك، كذلك إذا كنت تشعر بالغيرة، لا تأمل أن يطمئنك شخص ما... بل طمأن نفسك.
- تحمل المسؤولية: نحن نسيطر فقط على أنفسنا، حيث لا نتحكم في الآخرين أو البيئة أو المحيط الاجتماعي الذي نعيش فيه، فاكتشف ما يقع ضمن سيطرتك الحقيقية (وهي نفسك) وركز على ذلك.
صفتان أساسيتان لدوام علاقة الزواج
غالبا ما نتساءل ما الذي يجعل علاقات الزواج عظيمة وصحية وناجحة؟ فهناك عدد لا يحصى من مقالات المشورة والمقالات المخصصة لهذا الموضوع وحده؛ من مختلف الخبراء في هذا المجال.
في هذا العصر؛ عندما قد يبدو أن كل زواج محكوم عليه بالطلاق، ليس غامضاً.. لماذا يريد الجميع أسرار زواج سعيد وطويل الأمد، فبدأ عالم النفس جون غوتمان (John Gottman) بكشف تلك الأسرار في سبعينيات القرن العشرين، من خلال دراسة الأزواج على مدى العقود الأربعة الماضية، وباستخدام بيانات الدراسة؛ فصل غوتمان الأزواج إلى فئتين: الخبراء والمصائب..
الأزواج المصائب: هؤلاء الأزواج يكونون دوماً في حالات الدفاع عند طرح الأسئلة حول علاقاتهم، ومستعدين للهجوم أو التعرض للهجوم، وتدهورت علاقات هؤلاء الأزواج بسرعة أكبر.
الأزواج الخبراء: مختلفين وفقا لجوتمان، حيث كانوا هادئين ومتواصلين حتى عندما يتشاجرون ويقول غوتمان: "لقد خلق هؤلاء الأزواج مناخاً من الثقة والحميمية؛ جعلهما كلاهما أكثر عاطفية وبالتالي مرتاح جسدياً"..
وفي دراساته المتتابعة خلال عام 1990 وجد غوتمان، أن الأزواج اللذين يمتلكون الصفتين التاليتين ملتزمون ببعضهما لفترة طويلة من العلاقة، وهاتين الصفتين هما:
- لطف الزوجين مع بعضهما البعض.
- العطاء والكرم لدى الزوجين اتجاه بعضهما البعض.
ويوضح غوتمان بأن "الزوجين الذين تطلقوا بعد ست سنوات بلغت نسبة العطاء بينهما 33%، بينما فاقت النسبة 87% من العطاء بين الزوجين الذين استمر زواجهما أكثر من ست سنوات، وهذا يعني أن هؤلاء الأزواج من فئة الخبراء، حيث كانوا يلبون احتياجات بعضهم البعض، بالتالي يضمنان وجود علاقة تدوم طويلاً"، ويقول غوتمان إن هؤلاء لديهم عادة "يقدرون الأشياء المحيطة ويقولون شكرا لبعضهما البعض"، إنه الاحترام والتقدير مقابل الانتقاد لما يفعله الشريك.
وينطبق ذلك على الأزواج الذين يتشاجرون، بحيث الوقت المناسب الذي يكون فيه اللطف والكرم ضرورياً لتزدهر العلاقة، ويمكن للأزواج التعبير عن اللطف والكرم بطرق عديدة طوال العلاقة، طالما أنهم يلبون احتياجات بعضهم البعض، مهما كانا متعبين ومشتتين أو متوترين، لأن روح العطاء هي التي تطغى مهما كان الظرف.
مفاتيح تعزيز الثقة في العلاقة الزوجية الناجحة
الثقة هي بمثابة الإسمنت في أي علاقة تربط الشركاء معاً، وفي الزواج هي بناء الأساس لمستقبل طويل ومضمون معاً، وعندما يحدث أي شيء يضعف الثقة؛ فإن الهيكل بأكمله يصبح غير مستقر، في كثير من الحالات سوف تنهار العلاقة ببساطة، فيما يلي نتعرف على مفاتيح تخلق بيئة الثقة الضرورية جداً لعلاقة زوجية ناجحة:
الأصدقاء عشاق: سوف يتم تعزيز الثقة إذا كان لديك شعور قوي بالصداقة، لكن ليس كل الأزواج يستطيعون النظر إلى الشريك كصديق موثوق وشريك جنسي!.. لكن هذا ما سوف يعزز الروابط بينكما، فحاول اتخاذ شريك حياتك صديقاً أيضاً.
كن إيجابياً: سيكون لكل علاقة زوجية حصتها من الصعود والهبوط، لكن النقطة المهمة هي عدم التطرق إلى الجوانب السلبية سواء كان ذلك حدثاً خارج نطاق سيطرتك، أو كنت تتألم من نزاع نشب بينكما، وحاول التمتع بتلك العقلية المنفتحة والرغبة في التحرك إلى الأمام بدلا من السماح للأحداث الماضية بنخر علاقتكما، بالتالي إبراز الإيجابية والاحتفال باللحظات الجميلة معاً، فافعل ذلك بحرص شديد لأن الأزواج الذين يبقون متفائلين لديهم احتمالات أوسع للتمتع بعلاقة سعيدة، كذلك للاستمتاع بوقتهم معاً، مما يقود بطبيعة الحال إلى حياة جنسية سليمة.
التواصل المفتوح والدائم: لدينا جميعاً احتياجات واهتمامات، وتعرف مدى اختلاف ذلك بين كل منّا وبشكل كبير، لكن إذا أردت تجنب تقويض الثقة؛ كن دائماً على استعداد للتعبير عن هذه المشاعر الداخلية مع شريك حياتك، فالمشكلة المشتركة تصبح نصف مشكلة، بالتالي حلّها بكون مضموناً.
ركّز على موضوع الشراكة الزوجية: لا ينبغي أن تكون العلاقة ناجحة من جانب واحد ولا يوجد أي مجال للأنانية، حيث تحتاج إلى أن تبحث باستمرار عن طموحات شريكك، وعلى استعداد لدعم مساعيه في جميع الأوقات، بالتالي عندما تكونا متفاهمين.. مع إعطاء الأولوية للأشياء التي يريدها الشخص الآخر؛ فإنك بالتأكيد ستساعد في تطوير الشعور بالثقة بينكما، لأن علامة العلاقة السليمة هي عندما تتحولان بشكل طبيعي إلى فريق.. يفكر فيما يتعلق بالقرارات الجماعية والطموحات المشتركة.
جدير بتحمل المسؤولية: وبأن يُعوّل عليك.. لا يجب عليك أبدا أن تتعود على أن تكون واهن وقليل الحيلة؛ عندما يتعلق وجودك بشخص آخر تكون بالنسبة له شريك العمر والصديق والزوج والرفيق الحميم... فإذا كنت باستمرار تخدعه وتحبطه بعدم القيام بما وعدت به، أو من خلال تقديم اعتذارات متتالية، فسوف تقوض مشاعره وحبه وثقته بك.
لا تخجل من التحدي: في حين قد يكون هناك إغراء لتفادي المواقف المحرجة والسير في طريق "أي شيء من أجل حياة هادئة"؛ فإن المسار الأفضل للحياة هو المجابهة الموحدة ضد الشدائد والمصائب والمواقف الصعبة التي يمرّ بها زواجكما.
الاستعداد لتقبل النقد: الثقة هي دائماً مسألة ثنائية الاتجاه ويجب أن تكون متوازنة؛ إذا كان من الضروري الحفاظ على هذا الانسجام، فمن المهم أن تلتقي مع شريكك في منتصف الطريق، حتى إذا كان لديك خلاف حاد معه حول شيء ما، كما يجب أن تكون قادراً على قبول النقد والبحث عن حلول وسط، ففي العلاقات القوية.. تكون حالات انقطاع الاتصال عادةً مؤقتة فقط، بالطبع.. إذا تم تناول القضايا بموضوعية.
في النهاية.. بغض النظر عن كيفية بدء علاقتك، وما إذا كان تعارفكما تم عن طريق دائرتك الاجتماعية أو زواج عبر الإنترنت؛ فإنه من الأصعب إعادة بناء الثقة بعد أن يتم كسرها، لذا من الممكن التركيز على المفاتيح المذكورة أعلاه لتجنب الوصول إلى هذه النقطة، كما عليك بناء صفات العطاء واللطف التي تشكل أساساً لعلاقات الزواج طويلة الأمد، بالتالي فإن شخصاً قادراً على الوصول إلى هذه المرحلة من فهم مؤسسة الشراكة المقدسة (الزواج) بهذا الشكل؛ هو بالتأكيد شخص راضٍ عاطفياً عن ذاته ومستعد للنمو والتطور مع شريك حياته، شاركنا من خلال التعليقات رأيك في موضوع المقال، كذلك ما هي مفاتيح نجاح العلاقة الزوجية.. بناء على تجربتك الخاصة؟