فوائد الحلبة المتنوعة وأضرار الحلبة المحتملة
لطالما تغنى الصينيون القدماء فالإغريق ومن ثم الفراعنة وبعدهم العرب والمسلمين بنبات الحلبة، ولطالما كان يُعتقد أنها تملك فوائداً سحرية التي تشفي الجميع وقد حصلت على شهرتها الكبيرة بشكل خاص بعد أن تداوى بها فرعون مصر العظيم توت عنخ آمون؛ في هذا المقال سنتعرف معاً على نبات الحلبة وفوائده المتنوعة، كما سنتعرف على العناصر الغذائية الموجودة في نبات الحلبة، بالإضافة إلى الجرعات المناسبة والآثار الجانبية لهذا النبات. تابع معنا هذا المقال وتعرّف أكثر على هذا النبات.
تقدم الحلبة للإنسان العديد من الفوائد الضرورية لصحته الجسدية، وتقوم في كثير من الأوقات بإنقاذ الموقف عندما يعجز الجميع عن إيجاد حل لإحدى المشكلات الصحية، لكن إلى أي مدى يصل تأثير نبات الحلبة على صحة الإنسان؟ هذا ما سنتعرف عليه معاً فيما يلي.
1- تزيد من إنتاج الحليب عن الأم المرضع
تعتبر مشكلة عدم القدرة على الإرضاع الطبيعي مشكلة خطيرة على الأطفال حديثي الولادة ومن الممكن أن تودي بحياتهم في حالات نادرة؛ أثبتت الدراسات أن نبات الحلبة، أو حتى الشاي النباتي الذي يضم الحلبة، من الممكن أن يساعد على زيادة إنتاج الحليب عند المرضعات، مما يعني أن مشكلة عدم القدرة على الإرضاع الطبيعي تم حلها بمساعدة الحلبة.
2- تخفيض مستويات الكوليسترول
تدل الأبحاث على أن استهلاك الحلبة بشكل معتدل يساعد على تقليل مستويات الكوليسترول عند الإنسان، كما يمنع زيادة مستويات الكوليسترول الضار وبالتالي يحمي الإنسان من التعرض للحالات المتنوعة للتصلب العصيدي أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وبالتالي يمكن القول أن تناول الحلبة الغنية بالألياف قد ينقذ حياتنا بشكل أو بآخر.
3- الوقاية من سرطان الثدي
تمتلك الحلبة خصائص مضادة للسرطان، حيث يمكن القول بأن الحلبة تحتوي على خصائص وقائية قد تمنع من الإصابة بسرطان الثدي، وذلك حسب دراسة أكّدت على أن الحلبة تحتوي على مواد قادرة على أن تساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان، وبشكل خاص سرطان الثدي.
4- التخلص من السمنة المفرطة
أجرى قسم علوم الأغذية والتغذية في جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة حول تأثير الحلبة على الشهيّة؛ تبين أن الألياف القابلة للذوبان في الحلبة تساعد على تقليل شهية الإنسان وتقليل كمية الطعام التي يتناولها يومياً إذا ما تناول الحلبة مع الطعام، مما يساهم بشكل إيجابي في التخلص من الوزن الزائد بشكل طبيعي بدون الحاجة إلى اللجوء إلى طرق متطرفة كالحميات القاسية جداً.
5- الحماية من أمراض القلب
يوجد في الحلبة الكثير من الألياف القابلة للذوبان، تساعد هذه الألياف على الحفاظ على صحة القلب من خلال تقديم الحماية من جميع أمراض القلب والأوعية الدموية.
6- تنظم نسبة السكر في الدم
تساعد الحلبة على التقليل من مستويات السكر في الدم، وتشير إحدى الدراسات إلى أن إضافة بذور الحلبة إلى النظام الغذائي لمرضى السكري يساعد في تقليل مستوى السكر في الدم ؛ حيث تقوم الحلبة بإبطاء عملية امتصاص السكر في الدم بسبب امتلاكها للألياف القابلة للذوبان.
7- تقليل الالتهابات في الجسم
تساعد الحلبة على تقليل الالتهابات في الجسم مثل التهاب الشعب الهوائية أو تقرحات الفم، كما تعالج العدوى المسببة للسعال المزمن.
8- الحفاظ على مستويات هرمون التستوسترون
تشمل بعض استعمالات الحلبة على علاجات الرجال الخاصة، وبالتحديد الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، وذلك لأن الحلبة تزيد من مستويات الإثارة الجنسية وتحسن من الأداء الجنسي للرجال عن طريق المساعدة في زيادة إفراز هرمون التستوسترون (وهو الهرمون المسؤول عن كل الصفات الذكورية الرئيسية والثانوية، كما أنه الهرمون المسؤول عن زيادة الإثارة الجنسية عند الرجال) عند الرجال.
9- فوائد أخرى للحلبة
لم تنتهي فوائد الحلبة هنا، بل يوجد العديد من الفوائد الأخرى التي يجب معرفتها مثل:
- تخفيف آلام الحيض: حيث تسهل الحلبة عملية الحيض وتخفف من تأثير الأعراض المرافقة لها، وخاصة في الفترة التي تسبق الحيض مباشرة.
- علاج الإمساك: بسبب المحتوى العالي من الألياف في الحلبة، فإن هذا النبات يزيد من كمية البراز في الأمعاء الغليظة مما يساعد على التخلص من حالات الإمساك.
- تخفف من آلام الحلق: تساعد الحلبة على تخفيف التهاب الحلق والألم والسعال المصاحبان للالتهاب.
- تعالج مشاكل الكلى: على الرغم من عدم وجود دراسات كافية حول هذه النقطة، إلا أن الطب التقليدي في الصين ينصح باستعمال الحلبة في حال وجود أي نوع من المشاكل في الكلى.
الجرعة المناسبة من نبات الحلبة
يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية من نبات الحلبة 100غ، لأنه إن تجاوزت الجرعة اليومية هذا الحد من أجل الحفاظ على صحتك.
ينصح موقع (WebMD) الطبي بالالتزام بالجرعات التالية من الحلبة من أجل الاستعمال الآمن لهذا النبات:
1- مرضى السكري: 5-100 غرام من بذور الحلبة المجففة، بشرط تناول هذه الكمية من بذور الحلبة مع الطعام، بحيث يتم تقسيم الكمية على وجبتين يومياً؛ أو يتم استعمال 1 غرام من مستخلص بذور الحلبة يومياً.
2- الآلام المرافقة للدورة الشهرية عند النساء: 1800-2700 مغ من مسحوق بذور الحلبة، تؤخذ ثلاث مرات يومياً خلال أول 3 أيام من الحيض؛ ثم تصبح الجرعة 900 ملغ، تؤخذ ثلاث مرات باليوم خلال الفترة المتبقية من الدورة الشهرية.
3- نقص الرغبة الجنسية عند النساء: 600 مغ من مستخلص بذور الحلبة يومياً، لمدة دورتين حيضيتين متتاليتين.
4- تحسين الأداء الجنسي: 600 مغ من مستخلص بذور الحلبة يومياً لمدة 6-12 أسبوع؛ من الممكن تناول الجرعة مع 34 مغ من المغنيزيوم، و30 مغ من الزنك، و10 مغ من فيتامين B6.
من الممكن أن تسبب الجرعات الزائدة من نبات الحلبة آثاراً سلبية على صحة الإنسان، ومن الآثار الجانبية لنبات الحلبة: آلام المعدة، والإسهال، والغازات، وعسر الهضم، وردود فعل تحسسية عند بعض الأشخاص، بالإضافة للإجهاض بسب تأثيرها الكبير على الجهاز التناسلي.
من الآثار الجانبية المعروفة لنبات الحلبة حسب موقع (WebMD) الطبي:
- تشوهات في الجنين وتقلصات الرحم المبكرة.
- فقدان الوعي عند الأطفال، ورائحة جسم غريبة.
- حساسية البقوليات عند الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية تجاه أي نوع آخر من البقوليات.
شكل نبات الحلبة
الحلبة نبات سنوي من البقوليات، يتميز بأوراق خضراء جميلة فاتحة اللون، مع زهور بيضاء صغيرة، كما يضم نبات الحلبة كبسولات من البذور، وكل كبسولة تحتوي على 10-20 بذرة صغيرة مسطحة صفراء أو بنية اللون ذات رائحة عطرة وطعم مر.
أصل نبات الحلبة
من الصعب التأكد من أصل نبات الحلبة وموطنها الأصلي بشكل دقيق، حيث أنه تم زراعة هذا النبات منذ العصور القديمة نحو 4000 قبل الميلاد. ومن المحتمل أن يكون النبات من المناطق الموجودة شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب قارة آسيا والهند.
نما نبات الحلبة ولايزال ينمو كنوع من النباتات الثانوية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وشرق أفريقيا، وفي المملكة العربية السعودية؛ ويزرع بشكل قليل جداً في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والصين.
يُعرف نبات الحلبة باسم القش اليوناني في بعض المناطق.
أسماء الحلبة باللهجات العربية
تعد الحلبة من النباتات المعروفة جداً في الوطن العربي لذلك قد تجدها بنفس الاسم في معظم المناطق العربية، لكن مع استثناءات بسيطة ونادرة مثل:
في مصر: يُعى نبات الحلبة بـ"لباب".
في تونس: يُدعى نبات الحلبة بـ"القتات".
في العراق: بُدعى نبات الحلبة بـ"أعنون" أو "غاريفا" أو "فريقة".
في النهاية... يوجد العديد من الفوائد المتنوعة التي تقدمها لنا الحلبة مما يجعلها من أفضل النباتات التي يعرفها الجنس البشري، لكن لابد من مراعاة بعض الآثار الجانبية التي تترتب علينا عندما لا نتقيّد بالجرعات المناسبة؛ تذكر دائماً أن الجواب النهائي هو مسؤولية الطبيب المختص، لذلك قم باستشارته قبل أن تقدم على أي شيء من تلقاء نفسك.