أعراض سرطان الخصية وطريقة فحص الخصيتين ذاتياً
الخصيتان (Testicles)؛ عضوا التكاثرالذكري، تقعان ضمن كيس جلدي رقيق يدعى كيس الصفن (Scrotum) خارج جوف البطن، تؤديان وظيفة إنتاج الحيوانات المنوية التي تنطلق عبر السائل المنوي للذكر وتقوم بدورها بالإلقاح والتكاثر، أما الوظيفة الأخرى للخصيتين فهي إفراز هرمون التستوستيرون (Testosterone) الذي يعرف أيضاً باسم هرمون الذكورة، إذ أنه يؤدي إلى ظهور الصفات الجسدية الذكرية مثل ضخامة العضلات وخشونة الصوت وظهور شعر الوجه والجسد إضافة إلى تحريض نمو وتطور الحيوانات المنوية.
بالرغم من ندرة حدوث سرطان الخصية مقارنة بالسرطانات الأخرى إلا أنه شائع إلى حد كبير لدى الذكور خلال سنوات النشاط الجنسي (15-49 عام)، كما يُعتبر قابلاً للعلاج مع نتائج جيدة بشكل عام، خاصة إذا تم تشخيصه قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى من الجسد.
ما هي الأعراض الناتجة عن الإصابة بسرطان الخصية؟
في معظم الحالات يلاحظ المريض بمفرده وجود الورم السرطاني، وفي حالات أخرى يكشف الطبيب وجود الورم عند إجراء الفحص الجسدي الروتيني أو بالصدفة لدى فحص أعراض غير واضحة، لذلك يجب الإسراع بالذهاب إلى الطبيب عند ملاحظة أي أمر غريب في الخصيتين، خاصة إذا ظهرت إحدى العلامات التالية:
• تورم الخصية: تبدو الخصية المصابة أكبر من السليمة، حيث يتَّصف هذا الانتفاخ بكونه غير مؤلم.
• الألم: يظهر هذا الألم بالعديد من الأشكال وفي أماكن مختلفة، إذ يمكن أن يشعر المريض بألم في منطقة محددة من الخصية أو كيس الصفن، أو يترافق مع انزعاج وألم خفيف في أسفل الظهر والبطن والمنطقة التناسلية.
• حس الثقل: يشعر المريض بوجود جسم ثقيل داخل كيس الصفن.
• احتقان السوائل: قد يحدث تجمعاً مفاجئاً للسوائل التي تنفخ كيس الصفن وتملؤه.
• الإرهاق غير المفسر: يشعر المريض بالتعب طوال الوقت دون القيام بأي نشاط جسدي مرهق.
من الجدير بالذكر أن الأعراض السابقة ليس من الضروري أن تكون ناتجة عن السرطان، بل أن 4 في المئة فقط من مجموع الكتل القابلة للجس في الخصيتين تكون سرطانية (تبعاً لإحصائيات منظمة Cancer Research UK البريطانية)، لكن هذا لا ينفي وجوب زيارة الطبيب في حال ملاحظة أمر غير طبيعيفي الخصيتين من أجل تحديد سبب المشكلة.
الأسباب والعوامل المؤهبة لسرطان الخصية
في معظم الأحيان لا يكون السبب الذي أدى إلى حدوث الورم السرطاني واضحاً، لكن يوجد عدد من عوامل الخطورة التي تؤثر في نسبة حدوثه، ومنها:
• عدم هبوط الخصية: تتشكل الخصيتان خلال المرحلة الجنينية في جوف البطن ثم تهبطان إلى كيس الصفن قبل الولادة، ويتعرض الرجال الذين لم تهبط إحدى خصيتيهم أو كلتيهما إلى خطر الإصابة بسرطان الخصية بشكل أكبر من نظرائهم الذين هبطت الخصيتان لديهم بشكل طبيعي، وتبقى نسبة الإصابة بالسرطان أعلى من الطبيعي حتى في حال تصحيح موقع الخصية بشكل جراحي.
• خلل تطور الخصيتين: كما في متلازمة كلاينفلتر (Klinefelter Syndrome)، من الشذوذات الوراثية المسببة للخنوثة والتي يولد الشخص مصاباً بها، حيث يبدو الشخص بشكل ذكر غير مكتمل الصفات الجنسية إذ يحمل مظهره بعض الملامح الأنثوية مثل نمو الثديين وعرض الوركين، كما يضطرب نضج الخصيتين مما يزيد من احتمال حدوث السرطان.
• التهاب الخصيتين النكفي: من المضاعفات النادرة لمرض النكاف (Mumps).
• التاريخ العائلي: يزداد احتمال الإصابة بسرطان الخصية في حال كان أحد أفراد العائلة مصاباً به.
• العمر: يمكن أن يحدث سرطان الخصية في أي عمر، لكنه أكثر شيوعاً لدى الذكور في سنوات المراهقة والشباب.
• العِرق: يصيب سرطان الخصية الأشخاص من العِرق الأبيض أكثر من غيرهم.
ما هي خطوات التشخيص الطبي للإصابة بسرطان الخصية؟
هناك عدد من الإجراءات التشخيصية التي تساعد الطبيب في تحديد طبيعة الكتلة المُلاحظة في الخصية، من هذه الإجراءات:
• التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Ultrasound) أو ما يعرف باسم الإيكو: يعمل هذا الاختبار عن طريق إرسال موجات وإعادة استقبال انعكاسها عن أسطح الأجسام المختلفة وذلك لرسم صورة عن الصفن والخصيتين، يساعد في تحديد طبيعة الكتل الخصوية ويخبر الطبيب فيما إذا كانت هذه الكتل على سطح الخصية أم بداخلها.
• التحاليل الدموية: وبالأخص تحاليل قيم الواسمات الورمية (Tumor Markers) الخاصة بسرطان الخصية في الدم، والواسماتالورمية مواد كيميائية قد توجد بشكل طبيعي في الدم ويرتبط ارتفاع تركيز كل منها بمجموعة من الحالات المرضية، لذلك لا يؤكد ارتفاعها تشخيص السرطان، لكنه يوجِّه للتشخيص.
• جراحة استئصال الخصية: إذا كان من الواضح وجود كتلة على إحدى الخصيتين وكان السرطان أمراً وارداً يمكن أن يقوم الطبيب الجراح باستئصال الخصية المصابة، ومن ثم دراسة عينات نسيجية منها تحت المجهر لمعرفة طبيعة الكتلة وتحديد نوع السرطان إن كان موجوداً لمعرفة الخطوة التالية.
كيفية علاج الإصابة بسرطان الخصية
يُعتبرسرطان الخصية من أكثر الأورام الخبيثة قابلية للشفاء، إذ تبلغ نسبة المتعافين منه حوالي 95% (تبعاً لإحصائيات موقع Cancer.org)، وتكون هذه النسبة أعلى كلما كان التشخيص مبكراً، أما العلاج فهو يعتمد على الأركان الثلاثة المعروفة في السرطانات: العلاج الجراحي (Surgery)، العلاج الشعاعي (Radiotherapy)، العلاج الكيماوي (Chemotherapy).
• العلاج الجراحي: عادة ما تكون الجراحة الخيار الأول والأفضل، تعتمد على استئصال الخصية المصابة لمنع الورم من الانتشار، وهو إجراء كافٍ للشفاء في حال تشخيص الورم قبل أن ينتشر إلى المناطق المجاورة.
تجرى هذه العملية تحت التخدير العام ويتمكن المريض من الخروج من المشفى بعد بضعة أيام، كما تعود الوظيفة الجنسية والتكاثرية للعمل بشكل طبيعي في حال استؤصلت خصية واحدة فقط، لأن خصية سليمة تكفي لأداء الوظيفة التناسلية.
• العلاج الشعاعي:يستخدم العلاج الشعاعي موجات قوية من الأشعة لقتل الخلايا السرطانية، وخلال جلسة العلاج يجلس المريض على طاولة، ويقوم جهاز الأشعة بالتحرك فوقه وتصويب الأشعة على المنطقة المصابة بالسرطان من زوايا مختلفة.
يمكن أن ينصح الطبيب بالعلاج الشعاعي منذ البداية، أو يخضع المريض له بعد استئصال الورم للتأكد من عدم بقاء أية خلايا ورمية، وتشمل أعراضه الجانبية الغثيان والشعور بالتعب، إضافة إلى احمرار البطن والمنطقة التناسلية والشعور بالحكة فيهما.
• العلاج الكيميائي: يُستخدم لقتل الخلايا السرطانية في المنطقة حول الورم والانتقالات البعيدة إن وجدت، إذ يُحقن الدواء في الدم ليتحرك ضمن الأوعية الدموية إلى كافة أجزاء الجسم ويقضي على الخلايا المهاجرة من مكان الورم الأصلي، وهو قد يكون العلاج الوحيد أو يكون بعد عملية الاستئصال الجراحي أو قبلها.
تختلف الآثار الجانبية للعلاجات الكيميائية بين نوع وآخر، وتشمل التعب، الغثيان، فقدان الشعر وضعف المناعة ضد العوامل الممرضة، كما أن بعض الرجال يصابون بالعقم بعد العلاج الشعاعي.
تأثير علاجات سرطان الخصية على الخصوبة
في حال استئصال خصية واحدة وبقاء الأخرى سليمة مع زوال الورم يجب أن يتمتع الرجل بخصوبة جنسية طبيعية، لكنَّ العلاج الشعاعي والكيميائي يؤديان إلى تشوه الحيوانات المنوية أو حدوث العقم، لذلك ينصح الرجال المقبلون على علاج سرطان الخصية بحفظ كمية من سائلهم المنويفي ما يدعى باسم بنوك النطاف (Sperm Banks) من أجل استخدامها في التلقيح الصناعي فيما بعد إذا كان هنالك رغبة في الإنجاب وأدى العلاج إلى العقم.
كيف يتم إجراء فحص الخصيتين الذاتي؟
يُفضل إجراء الفحص الذاتي عندما يكون الجلد مسترخياً، ويكون ذلك بعد حمام ساخن، ويجرى الفحص حسب الترتيب التالي:
• أمسك كيس الصفن بلطف في راحتي يديك، قف أمام المرآة وتفحص أية انتفاخات أو تبدل في اللون على الجلد.
• تحسَّس حجم كل خصية ووزنها.
• تحسس بأصابعك كل خصية بحثاً عن كتل أو انتفاخات سطحية، بعض الرجال يملكون في الحالة الطبيعية خصية أكبر حجماً من الأخرى أو في موقع منخفض أكثر منها.
• حاول تحريك أصابعك على سطح الخصية قليلاً وتحسس طبيعته، يجب أن يكون أملساً، بيضوياً ومتماسكاً إلى حد ما دون وذمات أو كتل، وعلى السطح العلوي والخلفي لكل خصية يوجد منطقة بشكل أنبوب قد تكون حساسة ومؤلمة باللمس، تعرف هذه المنطقة باسم البربخ (Epididymis) وهي منطقة تخزين الحيوانات المنوية.
وفي الختام.. نجد أن سرطان الخصية مثالٌ على أهمية الفحص الذاتي المستمر لضرورة الكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة التي لا تعطي أعراضاً واضحة في البداية، إذ يمكن الشفاء بالكامل ومتابعة الحياة وكأن شيئاً لم يحدث في حال تشخيص الورم قبل انتشاره، أما التأخر في التشخيص فيجعل المريض عرضة لمخاطر عديدة قد لا تتوقف عند الخصوبة بل تهدد الحياة حتى.