الإسعافات الأولية وطرق لإنعاش وإسعاف الحالات الطارئة

مهارات الإسعافات الأولية، طرق الإنعاش وإسعاف الحالات الطارئة، أهداف الإسعافات الأولية والحالات التي تحتاج إلى الإسعافات الأولية قبل الوصول إلى المشفى
الإسعافات الأولية وطرق لإنعاش وإسعاف الحالات الطارئة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يمرُّ يومٌ دون أن يحمل معه احتماليّةَ إصابةٍ أو مرضٍ أو حادثٍ صحيٍّ طارئ لأشخاصٍ حولنا سواء في المنزل أو العمل أو النّادي.. إلخ، إنّ معرفةَ ما ينبغي فعلُهُ عندما يطرأ حادثٌ من هذه الحوادث يعدّ ضرورةً قد تكفلُ منع تحوّلَ إصاباتٍ ثانويّةٍ إلى حالاتٍ خطيرة؛ الأمر الذي قد ينقذ حياة العديد من الأشخاص.

ما هي الإسعافاتُ الأوليّة (First Aid)؟
مجموعةٌ من التّقنيّاتِ البسيطة المنقذة للحياةالتي يمكن لمعظم النّاس أن يتدربوا على تطبيقها بوجودِ أبسط المَعَدّات، الغايةُ من هذه الإسعافات تتمثّلُ في كبحِ تدهور حالة المريض، المساعدة على شفائه والمحافظة على حياته، عملياً هي لا تُصنّفُ كمعالجةٍ طبيّة ولا ينبغي أن تُقارن بما يمكن لفرق طبي احترافي أن يفعله، بل هي مجموعةٌ من العمليّات البسيطة المُضافُ إليها الفطنةِ والحِسِّ السّليم.

ما هيَ أهدافُ الإسعافاتِ الأوليّة؟ 

  1. الحفاظُ على الحياة: الغايةُ الرئيسيّةُ منها، ويتضمّنُ الحفاظ على حياة المسعف ذاته وحياة المُصاب وحياة الأشخاص الذين يشاهدون ما يحصل إن وُجِدوا.
  2. منع حدوث الأخطار الإضافية: إذ يتوجب الحفاظ على استقرار حالة المريض ومنع تدهورها بانتظار وصول الطاقم الطبي المحترف، هذا قد يتضمّن إبعاده عن منطقة الأذى، إبقاءه دافئاًوجافّاً، تطبيق الضّغط على جروحه لمنع النزيف،... إلخ
  3. دعم عمليّة الشّفاء: الذي قد يتضمّن تطبيق بلاستر (الضمادة الطبية) على الجروح الصّغيرة مثلاً، تنفيذ أي خطوة قد تساهم في عملية الشفاء.
animate

ثلاثُ خطواتٍ لإسعاف الحالات الطّارئة
هنالكَ ثلاثُ خطواتٍ يجبُ اعتمادها في الحالات الطارئة: (افحص-اتّصل-اعتنِ) (Check-Call-Care):

  1. افحص (Check) المكان عموماً، تأكّد من عدم وجود أخطار عليك كمسعف أو على الآخرين، لا تقُم بالمواصلة إذا لم تكن بأمان، إذا كان الوضع آمناً فقم بتقييم حالة الشخص المصاب، لا تُحرّكه من مكانه إلا إن كان عليك فعلُ ذلك لحمايته من خطرٍ ما.
  2. اتّصل (Call) بمساعدة طبية إذا كان ذلك ممكناً.
  3. اعتَنِ (Care) بالمصاب، ابقَ معه حتى وصول المساعدة الطبية، قم بطمأنته، حاول التّعامل مع الإصابات المهددة للحياة التي سنورد أكثرها شيوعاً في الفقرة التالية.

أكثر حالات الإسعافات الأولية شيوعاً

  1. النزيف(Bleeding): إن كان بالإمكان قم بتغطية الجروح بضمادات نظيفة، ثم طبّق عليها ضغطاً بهدف السيطرة على النزف.
  2. الصّدمة (Shock): حالة طبية خطيرة، تتضمن أبرز أعراضها: جلد أزرق شاحب وبارد الملمس، كذلك إقياء وعطش. لا يمكن علاج الصدمة بواسطة الإسعافات الأولية لكن يمكن منع الحالة من أن تسوء من خلال:
    • ساعد على إبقاء الطرق التنفسية مفتوحة من خلال إبقاء المريض مستلقياً على ظهره وفمه مفتوحاً برفق.
    • حاول السيطرة على الجروح الواضحة، ارفع ساقَي المريض حوالي 30 سم إن كان ذلك ممكناً.
    • امنع خسارة الحرارة من خلال تغطية المريض ببطانيات ولا تعطه أية أطعمة أو مشروبات لأن ذلك يزيد إمكانية الإقياء لديه.
  3. فقدان الوعي ومشاكل التنفس Loss of Consciousness and Breathing Issus: إذا أبدى المريض مظاهر فقدان وعي قم بهزّه واسأله بصوتٍ عالٍ: هل أنت بخير؟ أما إذا لم يكن يتنفس فقم بتطبيق الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) -الذي سنلخصه لاحقاً-ريثما تؤمّن المساعدة الطبية.
  4. الاختناق (Choking): في هذه الحالة قم بتطبيق مناورة همليش (Heimlich Maneuver)، وهي مناورة تستعمل بهدف تحريض سعال اصطناعي من خلال أن يقف المسعف وراء المريض ويقوم باستعمال يديه (من خلال وضع قبضته فوق بطن المصاب وإمساكها باليد الثانية) بالضغط على أعلى بطن المصاب مما يضغط على الرئتين مؤدياً إلى الضغط على أي جسم غريب في القصبات الهوائية لإخراجه.
  5. الإصابات غير المهددة للحياة (Non-Life-Threatening Injuries): في حالات الإصابات البسيطة عليك بتهدئة المريض و طمأنته بانتظار المساعدة الطبية، وتطبيق بعض الإسعافات الأولية التي يمكن أن تساعد في استقرار الإصابات وتخفيف الآلام:
    • ضع قوالب ثلج على العظام أو العضلات المصابة،لكن لا تحرّك المريض كيلا تسبب له أيّ إصابات إضافيّة.
    • سيطر على النزيف الثانوي من خلال تطبيق الضغط على الجروح.
    • اسكب ماءً نظيفاً بارداً على الحروق ثمّ غطّها بملابس نظيفة جافة، لا تقم بإزالة الجلد المتقشر، ولا تطبّق أية كريمات أو مراهم على منطقة الحرق.

المهارات الأساسية الإسعافات الأولية
مصطلح الـ (ABC) هو الأكثر شيوعاً في هذا المجال، وهو يعبّر عن؛ الطّريق الهوائي (Airway)، التنفس (Breathing)، الدّوران (Circulation) ولنفصّل أكثر كُلاً على حدة:

  1. الطريق الهوائي (Airway): يجبُ على المُسعفِ الأوليّ التأكّدُ من أنّ الطريق الهوائي للمصاب غيرُ مسدود من خلال ملاحظة إن كان هنالك شيءٌ ما يسدّ مجرى التنفس (أسنان مكسورة مثلاً)، فالاختناق الذي يسببه انسدادٌ في الطريق الهوائيّ يمكن له أن يكونَ قاتلاً.
  2. التّنفّس (Breathing): بعد أن يتأكد المسعف الأوليّ أنّ الطريق الهوائي غير مسدودٍ عليهِ أن يحدّد الفعالية التنفسية للمصاب (ويمكنه فعلُ ذلك من خلال مراقبة صدر المريض إن كان يتحرّك أم لا)، وما إذا كان من الضروريّ تنفيذ التنفس الاصطناعي (Rescue Breathing) الذي يُجرى؛ بإرجاع رأس المريض إلى الخلف ومن ثم نفخ الهواء من فم المسعف إلى فمه بمعدل نفس واحد كل خمس ثواني لمدة دقيقة، هذا الفيديو يوضح الآلية. 
  3. الدّوران (Circulation): إذا لم يكن المصاب يتنفس فعلى المسعف الأوليّ أن يقوم مباشرةً بضغطات الصدر (Chest Compressions) والتنفس الاصطناعي معاً قبل تحرّي النبض،فضغطاتُ الصدر تؤمّنُ الدّوران وذلك لأنّ الوقت الذي سيستهلكه تحرّي النبض عند المصاب (الذي لا يتنفس) يمكن له أن يُستغل في الضغطات والتنفس المساعد، أما في الحالات الأقل خطورةً (حيثُ يتنفس المصاب) فيمكن للمسعف أن يتحرّى النبض مباشرةً.

إنّ كيفيّة تقييم الـ (ABC) والمحافظة عليها تعتمد على درجة كفاءة المسعف الأوليّ، هنالك بعض الحالات التي يجب على المسعف فيها أن يقوم بأكثر من خطوة في نفس الوقت، كأن ينجز التنفس الاصطناعي وضغطات الصدر لمصاب لا يتنفس ولا نبض لديه، والأنظمة المقترحة من منظمة الإسعافات الأولية هي:

  1. نظام (DRAB): تقترح منظمة الإسعافات الأولية (First Aid Works) البريطانية نظام؛ (DRAB) كاستقصاء أولي (Primary Survey)للمسعفين الأولين،هذا النظام يشتمل على:
    • الخطر(Danger): قم بتحرّي الخطر القائم سواءً عليك أو على المصاب، وإن كان هنالك خطرٌ على المصاب لست قادراً على إزالته لا تغامر وانتظر المساعدة الطبية، فأسوأ ما يمكن للمسعف أن يفعله هو أن يتحول إلى مصاب آخر.
    • الاستجابة (Response): قم بتحرّي ما إذا كان المريضُ واعياً، اسألهُ أسئلة ولاحظ إن كان بإمكانه الإجابة عليها، راقب استجابته للمساتك.
    • الطّريق الهوائي (Airway):هل المجرى الهوائي للمصاب سالكٌ؟ إن لم يكن كذلك فعليك أن تزيل العوائق التي تقف في طريقه، يُنصَح المسعفون بالحفاظ على المصاب في وضعية الاستلقاء ثم القيام بوضع يد على جبينه وإصبعين من اليد الثانية على ذقنه، ومن ثم حَرْف رأسِهِ للخلف مع رفع ذقنه للأعلى برفق، يجب إزالة كل العوائق من الفم بما في ذلك أطقم الأسنان، حيث يُدرّب المسعفون الأوليون على وضع أصابعهم في فم المصاب بغية تحري وجود أي عوائق فيه.
    • التنفس (Breathing): هل يتنفس المصاب بفعالية؟ لمعرفة ذلك يجب على المسعف أن يراقب حركة صدر المريض وأن يتحرى علامات التنفس في فمه كالأصوات التنفسية، كذلك يجب أن يقرب خده من فم المريض كي يتأكدإن كان سيشعر بالهواء المزفور منه.
  2. كذلك تقترح المنظمة؛ نظام (DOMS) كاستقصاء ثانوي (Secondary Survey)، وهو يتضمن تحرّي ما يلي:
    • تشوّهات (Deformities)
    • جروح مفتوحة (Open Wounds)
    • بطاقات طبية تحذيرية (Medic Alert tags) يعتمدها بعض المرضى للحالات الطارئة وهي عبارة عن معلومات بخصوص حالة المريض يحملها معه كي يدرك المسعفون حالته؛ إن فقد الوعي
    • تورّمات (Swellings)
    • بعد ذلك يجب أن يُثبّت المصاب بوضعية الإنعاش (نناقشها تالياً) بانتظار وصول المساعدة الطبية.

وضعيّة الإنعاش (Recovery Position)
إن كان المريضُ يتنفّس؛ لكنّه غير واعٍ يبقى هنالك خطرٌ جديٌّ لحدوث انسداد في المجرى الهوائي لديه، لذا يُنصح بوضعه في وضعية الإنعاش بهدفالتقليل من هذا الخطر،كما يتوجب على المسعف الأولي القيام بما يلي:

  • إن كان المصاب يرتدي نظارات قم بنزعها عن عينيه.
  • ثبّت ساقيه بوضعية مستقيمة.
  • ضع يده القريبة منك بشكل زاوية قائمة على الأرض.
  • ضع ظهر كف يده الثانية على خده الموافق لها (إذا كانت يسرى ضعه على الخد الأيسر).
  • أمسك بساقه البعيدة عنك واجذبها من الركبة باتجاهك بلطفمما سيجعل المصاب ينقلب باتجاهك.
  • احرف الرأس باتجاه الخلف بحيث يبقى المجرى الهوائي مفتوحاً.

الإنعاش القلبي الرئوي (Cardio-Pulmonary Resuscitation CPR)
تقترح التوصيات الجديدة أنّ على المسعف؛ المباشرة في تقديم الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) إذا لم يكن المصابيتنفس،هدف ذلك هو الحفاظ على مجرى الدم المؤكسج إلى الدماغ والقلب ومنع -أو على الأقل- تأخير الموت النسيجي الناجم عن انقطاع الأكسجين عن أعضاء الجسم، ويتم الإنعاش القلبي الرئوي على الشكل التالي:

  1. 30 ضغطة صدر: يجب أن يكون المسعف راكعاً على ركبتيه قرب المصاب المستلقي على ظهره؛ ضع أسفل باطن كفك (كعب يدك) على منتصف صدر المصاب، وضع اليد الأخرى فوق الأولى وشابك الأصابع، اضغط على الصدر بحيث يهبط حوالي 4 إلى 5 سم، اترك الصدر حتى يرتدّ تماماً قبل البدء بالضغطة التالية، يجب أن يبقى المرفقان بوضعية مستقيمة خلال عمليات الضغط. إذا كان المصاب طفلاً بين سنة إلى 8 سنوات استعمل يداً واحدة للضغط واجعل الصدر يهبط فقط 4 سم. الطريقة مشروحة في هذا الفيديو.
  2. أعطِ نفسَين: تأكّد من أنّ المجرى الهوائيّ مفتوح. اقرص أنف المصاب بيدك بحيث تغلقه، ارفع ذقنه بلطفٍ بواسطة إصبعين من يدك الثانية، خذ نفساً عميقاً ثمّ ألصق فمك بفم المصاب وازفر الهواء داخل مجراه الهوائي، سترى صدره يرتفع وينخفض، ارفع رأسك وخذ نفساً عميقاً مجدداً ثم كرر العملية مرة ثانية.
  3. أعد الضغطات الثلاثين متبوعةً بالنفَسَين خمس مرّات، ثمّ لاحظ: هل بدأ المصاب يتنفس بشكل طبيعي؟ إن لا، استمر في تقديم الإنعاش القلبي الرئوي، وإن بدأ التنفس بشكل طبيعي ابق معه حتى تصل المساعدة الطبية، من المهم ألّا تسمح ليديك بالتنطط خلال ضغطات الصدر، وأن تتأكد من أنّ كعب يدك ملامسٌ لصدر المصاب طيلة الوقت خلال الضغطات، كما أنه من العادي أن تسمع بعض الطقات والفرقعات أثناء قيامك بالضغطات.

في النهاية.. إنّ الإسعافات الأوليّة تتطلب كفاءةً عاليةً من المسعف ورباطة جأشٍ تمكّنه من المحافظة على هدوئه أمام الحوادث والإصابات التي قد يتعرض لها، وتتيح له أن يحسن التصرف ويطبق المعلومات النظرية على أرض الواقع.. ولا بد من التذكير بأنّ اكتساب المعرفة بالإسعافات الأولية تبقى حاجة لا غنى عنها وضرورة أساسيّةً قد تكفل حفظ الكثير من الأرواح وتنقذ الحياة بكل ما للكلمة من معنى.