العودة للدراسة بعد الانقطاع لعدة سنوات
في كثير من الأوقات يطرأ على حياتنا أمر ما يجبرنا على ترك الدراسة لفترة من الزمن، وقد تختلف هذه الفترة من ساعات وحتى سنين عديدة؛ السؤال هنا، هو كيف يمكننا أن نعود للدراسة بعد هذا الانقطاع؟ في هذا المقال سنكون دليلك للعودة إلى الدراسة من أجل تحقيق ما تصبو إليه، وفي أسرع وقت ممكن.
كيف نعود للدراسة بعد انقطاعنا عنها لعدة سنوات؟
لأننا نعلم كم هو صعب العودة إلى الدراسة بعد الانقطاع عنها، قررنا البحث عن أفضل الطرق التي يمكن أن تساعدنا في العودة للدراسة، والتأقلم مع الوضع الحياتي الجديد، بعد أن كنت معتاداً على نمط آخر لا يتضمن أي شيء متعلق بالدراسة.
في هذه الفقرة، سنتعرف معاً على طرق توجيه كل جهودك في سبيل تحقيق هدفك في العودة إلى الدراسة، والاستفادة من وقتك من أجل تحفيز دماغك وإعادة برمجته في سبيل البدء بدراستك من جديد.
- قم بشراء تقويم: يمكنك استعمال التقويم من أجل تحديد كافة المواعيد المهمة الخاصة بدراستك، مثل مواعيد تسليم المشاريع، ومواعيد الامتحانات؛ كما يمكنك أن تجدول أوقات الدراسة التي يجب عليك الالتزام بها اعتماداً على التقويم؛ وبهذه الطريقة تضمن ارتفاع معدل التزامك بدراستك أكثر، لأنك ستشاهد دائماً التقويم الذي حددت عليه الفترات الزمنية الخاصة بدراستك.
- ضع جدولاً زمنياً: بالنسبة للأشخاص الذين يعملون ويدرسون في آن واحد، من الممكن أن تصبح الأمور صعبة قليلة عليهم عند العودة للدراسة، ومن الممكن أيضاً أن يتقاعسوا في داستهم قليلاً نتيجة الضغوطات في العمل أو المنزل؛ لذلك ننصحك بوضع جدول زمني لكل فصل دراسي، ووضح على هذا الجدول كل الأوقات الخاصة بالدراسة وأوقات الامتحانات، ومواعيد تسليم المشاريع؛ وتأكد من جديّة التزامك بالوقت الخاص بالدراسة بأي شكل، وإياك أن تخلط أوقات الدراسة بأوقات العمل.
- ابدأ من اليوم الأول: نعلم كم هو مغرٍ تأجيل الدراسة لبضعة أيام، أو حتى للفترة التي تسبق الامتحانات؛ باستسلامك لتلك المغريات أنت تحكم بالموت على هدفك الدراسيّ، ابدأ دراستك منذ اليوم الأول وحافظ على الوقت الثمين الذي تملكه للدراسه واستغله بأفضل شكل.
- وازن بين عملك ودراستك: من المهم جداً الموازنة بين الدراسة والعمل، لذلك ننصحك بعدم ضغط نفسك بالعمل بشكل مرهق من أجل الحصول على يوم دراسة إضافي، لأن دماغك المرهق لن يكون قادراً على تلقي معلومات جديدة في هذه الحالة؛ كما ننصحك بعدم الاستعجال في الدراسة من أجل الحصول على استراحة طويلة، وذلك لأن المعلومات لن تترسخ في ذاكرتك بهذه الطريقة.
- اصنع محيط ملائم للدراسة: يختلف المحيط أو البيئة من شخص إلى آخر؛ ولأن كل شخص ينتج أكثر في البيئة أو الوسط الذي يرتاح فيه، ننصحك بصنع الجو الذي تراه مناسباً لدراستك. بعض الأشخاص يفضلون الدراسة في المكان النظيف، في حين أن البعض الآخر يفضلون الدراسة في الأماكن الفوضوية؛ هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، لذلك لا تتردد في صنع البيئة التي ترتاح بالدراسة فيها.
- التركيز: من أجل الحصول على أفضل نتائج للدراسة لابد لك من التركيز بشكل كلي على دراستك، أي أنك يجب أن تخفي صوت هاتفك، وتوقف الإشعارات الخاصة بالتطبيقات إلى حين الانتهاء من الدراسة، لتجنب تشتيت انتباهك وتركيزك أثناء الدراسة.
ماذا ينصحك الخبراء لإتمام الدراسة بعد انقطاع لسنوات؟
لم ننتهي هنا، الكثير من الجامعات تقدم اقتراحات للأشخاص الذين يرغبون في إكمال الدراسة بعد الانقطاع، سواء كانت هذه الاقتراحات والنصائح على شكل مقال خاص على موقع الجامعة، أو عن طريق أشخاص أكاديميين مختصين في الجامعة؛ على سبيل المثال، جامعة تشارلز ستورت (Charles Sturt University) في أستراليا، كان لديها رأياً إضافياً حول هذا الموضوع؛ فماذا كانت نصيحة الجامعة؟
- افعل ما تراه مناسباً: من المهم أن تقوم بما تراه أنت مناسباً، بدون الخضوع لضغوطات الأهل والعائلة والأصدقاء؛ فإن كنت تعتقد أنك مستعد للدراسة من جديد فلا تتردد، أما إن كنت تعتقد أنك بحاجة المزيد من الوقت، فعليك أخذ كل الوقت الذي تحتاجه قبل الدراسة من جديد؛ وذلك لأنه يجب عليك ألا تندم على أي قرار تأخذه بسبب الضغوطات أو الاستعجال.
- ضع الخطة المناسبة: ضع الخطة التي تحتاجها وادرسها بشكل جيد، تتضمن الخطة التي يجب وضعها، دراسة الأمور المالية الخاصة بالجامعة مثل الرسوم ومصاريف الكتب، كما تتضمن الخطة الدراسية مثل الدراسة بدوام كامل أو دوام جزئي، بالإضافة إلى طريقة الموازنة بين العمل والعائلة والدراسة بنفس الوقت.
- اختر موادك الدراسية بعناية: قد تحتاج بعض الوقت الإضافي لدراسة الخيارات المتاحة لك، ويجب عليك أن تعرف أن اختيار الجامعة التي ستدرس فيها والمواد التي ستدرسها من أهم العوامل التي تؤثر على إنتاجيتك، لذلك كن حذراً ولا تتسرع في الاختيار.
- كن واثقاً من أنك ستحقق هدفك: لقد فات الأوان على الندم بشأن السنوات التي مرت بدون أن تكمل دراستك فيها، لذلك لا فائدة من الحزن والتوتر والقلق؛ ثق بنفسك، وبقدرتك على الوصول إلى هدفك؛ فثقتك بنفسك هي المفتاح الرئيسي للوصول إلى ما تحلم به.
تغلب على خوفك من العودة للدراسة بخمس خطوات
يوجد العديد من المخاوف التي نواجهها في المرحلة التي تسبق العودة للدراسة، وغالباً تكون عدم قدرتنا على مواجهة هذه المخاوف سبباً في عدم قدرتنا على العودة للدراسة؛ لذلك ذكر نفسك دائماً بأهمية مواجهة مخاوفك ومحاولة البحث عن الطرق التي ستساعدك على النجاح في مسعاك.
- إدارة الوقت: إحدى أكثر المخاوف شيوعاً، صعوبة تنظيم الوقت وتقسيمه بشكل مناسب بين العائلة والعمل والدراسة؛ لذلك مفتاح التغلب على هذه المخاوف هو التقويم والجدول الزمني والخطة الدراسية المناسبة؛ وحاول تحديث هذه الأمور الثلاثة بشكل دوري بحيث تضمن استمرار التزامك بهذه الأمور.
- تكوين الصداقات: بالتأكيد لن تشعر بمتعة الدراسة إن استمريت بالذهاب إلى الجامعة والدراسة بمفردك، ومن الطبيعي أن تكون متوتراً بخصوص تكوين الصداقات، خاصةً إن كان هنالك فارق واضح في السن بينك وبين بقية الطلاب؛ لكن إن ركزت قليلاً في المحاضرات وفي مقصف الجامعة، ستلاحظ وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يبحثون عن نفس الصداقات التي تبحث عنها، كما ستجد الكثير من الأشخاص الذين قد تستمتع فعلاً بصحبتهم؛ مع الأصدقاء الجدد سيكون الدوام الجامعي والدراسة من جديد أكثر متعة.
- الكتولوجيا الحديثة: إن كنت منقطع عن الدراسة منذ فترة طويلة جداً، فربما تكون تشعر بالخوف من البدء باستعمال الوسائل التكنولوجية الجديدة التي يستعملها الطلاب والأساتذة في هذه الأيام؛ يوجد العديد من الطرق للتغلب على هذا الخوف، بما في ذلك طلب المساعدة من أصدقائك الجدد، أو حتى أخذ بعض الدورات التدريبية حول الوسائل التكنولوجية التي تحتاج لمعرفة استعمالها؛ دون أن ننسى أنه في معظم الجامعات يوجد بعض الجلسات التدريبية من أجل تعلم استعمال الوسائل التكنولوجية وباقي الموارد الموجودة في الجامعة.
- الخوف من الفشل: عندما تكون تملك عائلة وعمل وعلاقات اجتماعية كثيرة ستخاف جداً من الفشل في دراستك بعد العودة إليها؛ لتجنب هذا الخوف قم بتقدير أعمالك الصغيرة والكبيرة، ولا تحكم على نفسك بناء على الدرجات التي تحصل عليها فقط، بل احكم على نفسك بناء على الخبرات التي تكتسبها من خلال ما قمت بدراسته.
أخيراً، يمكننا القول بأن العودة للدراسة بعد الانقطاع ليس أمراً صعباً، حيث يمكننا اتباع الخطوات السابقة والتعلم من تجاربك السابقة وتجارب الآخرين والاستفادة من كل ما تقدمه لنا الجامعات من ميزات من أجل تحقيق هدفك؛ ثقتك بنفسك هي أهم عامل في الوصول إلى هدفك، وكما لاحظنا معاً، لا يوجد أي سبب للخوف من العودة للدراسة مهما كانت فترة الانقطاع التي قضيتها قبل البدء من جديد.
في النهاية، إن كنت تعرف الجامعة التي ستدرس فيها والمواد الجامعية التي ترغب بدراستها، ننصحك بشراء التقويم الذي تحتاجه، ووضع الجدول الزمني الخاص بدراستك، والعمل على التسجيل بهذه الجامعة والبدء بالدراسة بأسرع وقت ممكن؛ لأنك قادر على الوصول إلى هدفك، ولأننا واثقون بقدرتك على تحقيق حلمك بإكمال الدراسة.