أنواع الإنفلونزا وطرق الوقاية والعلاج
تُعتبر الإنفلونزا أو ما يعرف بالنزلة الوافدة من الأمراض الفيروسية الموسمية المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي بشكل خاص، يصاب بها الجميع على اختلاف أعمارهم ولا تقتصر على فئة عمرية واحدة، ينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق التنفس، السعال، العطاس، استخدام أدوات المريض أو مصافحته.
لايمكن اعتبار فيروس الإنفلونزا من الفيروسات القاتلة لكنه يصبح خطيراً بل وفي حالات معينة مميتاً كما هو الحال عند إصابة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة أو مناعة ضعيفة.
كيف يتنقل الفيروس إلى جسم الإنسان؟
تدخل فيروسات الإنفلونزا إلى جسمك من خلال الأغشية المخاطية للأنف، العينين والأذن وتصبح بعدها معرضاً لانتقال الفيروس كلما لمست يداك إحدى هذه المناطق أو تشاركت هواء التنفس مع أحد الأشخاص المصابين بالأنفلونزا أو استخدمت أدواتهم.
أنواع فيروس الانفلونزا
يوجد ثلاثة أنواع لفيروس الإنفلونزا وهي النوع A،B،C ... تتشابه الأنواع الثلاثة بالأعراض التي تسببها، لكن ما يميز النوعين AوB أنهما المسؤولان عن أوبئة الإنفلونزا الموسمية التي تصيب سنوياً 20% من الأشخاص حول العالم مسببة لهم أعراضاً أكثر شدة أبرزها الألم، الصداع، الحمى وغيرها من الأعراض.
يسبب النوع C مرض الإنفلونزا كما النوعين السابقين لكن أعراضه أقل بكثير من الأعراض الناتجة عنهما، كما تتغيرفيروساتالإنفلونزا باستمرار وهذا التغير يمكّن الفيروس من مهاجمة الجهاز المناعي مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالإنفلونزا طيلة فترة حياة الشخص،وبالحديث عن الأنواع الإنفلونزا بشكل مفصل نجد:
- النوع A: يتميز هذا النوع من الإنفلونزا بقدرته على إصابة الحيوانات إلى جانب البشر، حيث تُعتبر الطيور البرية من أشهر المضيفين لهذا الفيروس، يُعد المسؤول عن أوبئة الإنفلونزا شديدة الأعراض، تزداد فرصة انتقاله إلى الجسم من خلال ملامسة الشخص للأسطح التي يتواجد عليها أو من خلال تشاركه هواء التنفس مع أشخاص مصابين نظراً لقدرة الفيروس على الانتقال لمسافات قصيرة.
- النوع B: يصيب هذا النوع من فيروسات الإنفلونزا البشر فقط على عكس النوع A، تتميز أعراض الإصابة به بأنها أقل حدة من النوع السابق كما أنه يسبب الأوبئة.
- النوع C: يصيب هذا النوع البشر أيضاً، كما أن أعراضه متوسطة الشدة وأقل خطورة من النوعين السابقين، فهو لا يسبب المرض الشديد عند الإصابة به كما أنه لا يسبب الأوبئة كما النوع B.
تترافق الإصابة بالإنفلونزا بالعديد من الأعراض
هناك العديد من الأعراض الشائعة المترافقة مع الإصابة بفيروس الإنفلونزا وهي لا تعتبر شديدة الخطورة بشكل عام عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، تتضمن هذه الأعراض:
- الحرارة: تترافق الإصابة بالإنفلونزا عادة بارتفاع في درجة حرارة الجسم حيث تتراوح بين 37.8 و 40 درجة مئوية في الحالات الشديدة، ويعتبر ارتفاع درجة الحرارة أقل شيوعاً عند الأطفال منه عند البالغين، تترافق الحرارة مع الشعور بالتعب والوهن، التعرق، الإحساس بالبرد الشديد، تبقى الحرارة لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام بشكل عام وفي بعض الحالات لمدة أقصاها أسبوع.
- السعال: يُعتبر السعال الجاف والمستمر من الأعراض الشائعة للإنفلونزا، قد تسوء حالة السعال وشدَّته بعد الإصابة بأيام ليصبح مؤلمًا، ويبقى السعال لمدة تقارب الأسبوعين، قد يرافقه ضيق في التنفس وآلام في الصدر والبلعوم عند القيام بحركات التنفس.
- الآلام في العضلات: يشعرالمريض وكأن الألم ينتشر إلى أعضاء الجسم كلها، إلا أنه غالباً ما يتركز في الرقبة، الظهر، الذراعين والساقين، وقد يصبح من الصعب ممارسة المهام اليومية في الأيام الأولى بعد الإصابةبالإنفلونزا.
- صداع: قد يكون الصداع متقطعاً في بداية الأمر ثم يتحول إلى صداع مستمر يترافق مع آلام في العينين وحساسية شديدة للضوء والصوت.
- وهن عام في الجسم.
- أعراض هضمية: غثيان وإعياء وإسهال،خاصة عند الأطفال لكنّها نادرة الحدوث.
- أعراض تنفسية علوية أخرى: تشكل البلغم وسيلان المخاط من الأنف بسبب الاحتقان.
قد يتشابه الزكام والإنفلونزا في كثير من الجوانب خاصة في بداية الإصابة، فكلاهما من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتسبب الكثير من الأعراض المتشابهة مثل السعال، الوهن، احتقان الأنف، لكنَّ الاختلاف الرئيسي يكمن في اختلاف النوع المسبب لكل من الحالتين، فالأعراض الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا أكثر شدة من أعراض الزكام، كما يمكنها أن تسبب مخاطر حقيقية أهمها التهاب الجيوب، احتقان الأذن، ذات الرئة، خمج الدم، من الهام مراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد ما تعانيه وأخذ العلاج المناسب.
لقاح الإنفلونزا أمر اختياري ولكنه ضروري في بعض الحالات
عبارة عن تطعيم موسمي يُعطى بعدة أشكال، يحوي عادة على فيروسات إنفلونزا ضعيفة أو ميتة، يساعد أخذ هذا اللقاح على تقليل فرص الإصابة بفيروس الإنفلونزا بنسبة 80% تقريباً، كما يمكن أخذه من قبل الأطفال اعتباراً من عمر ستة أشهر،على الرغم من أن أخذ اللقاح هو أمر اختياري إلا أن هناك بعض الحالات الطبية التي يصبح فيها أخذ تطعيم الإنفلونزا ضرورياً، ومن هذه الحالات:
- البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
- المرأة الحامل.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض الرئة الانسدادية والربو.
- الأشخاص المصابون بالإيدز أو السرطان نظراً لضعف المناعة لديهم.
- الأشخاص المصابون بأمراض عصبية مثل مرضى الصرع.
يوجد طريقتان لأخذ اللقاح تختلفان بمكان الحقن والفئات العمرية التي تتلقاه، وهي:
- النوع الأول استخدام الحقن، حيث تحوي الحقنة على فيروس ميت يمكن إعطاؤه للأطفال الأكبر من 6 أشهر، المسنين والحوامل.
- النوع الثاني يؤخذ عن طريق الأنف،تُستخدم فيه فيروسات حية ضعيفة لكنها غير قادرة على إصابة الجسم بالأنفلونزا، يُستخدم لدى جميع الفئات، لكنه لا يُعطى للحوامل.
يتجنب الكثير من الأشخاص أخذ هذا اللقاح معتقدين أنهم سوف يصابون بالإنفلونزا بعد أخذه، لكن الحقيقة غير ذلك، فالفيروسات التي يتم استخدامها في تركيب اللقاح تكون عادة ميتة أو ضعيفة لا يمكن لها أن تسبب مرض الإنفلونزا كما ذكرنا سابقاً، بل يقتصر الأمر على بعض الأعراض الجانبية التي تظهر بعد أخذ التطعيم لفترة قصيرة ولا تعتبر خطيرة، تتضمن أعراض تطعيم الانفلونزا:
- ألم خفيف في مكان أخذ الحقنة.
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
- أوجاع بسيطة ومحمولة في عضلات الجسم.
لا يعاني جميع الأشخاص الذين يتلقون اللقاح من الأعراض الجانبية ذاتها: فهناك الكثير من الناس الذين لا يشعرون بأي عارض بعد أخذ اللقاح، لكن لا يخلو الأمر من وجود بعض الحالات التي يظهر فيها لدى البعض حساسية تجاه اللقاح، لذلك يجب إخبار الطبيب في حال كنت تعاني من حساسية سابقة تجاه أي مركب دوائي بالإضافة لإخبار الطبيب عن الأدوية التي تأخذها عادة.
علاج الإنفلونزا الطبي والعلاج بالمواد الطبيعية
تُعتبر الإصابة بالإنفلونزا من الأمور المزعجة على الرغم من نسبة خطورتها المنخفضة، لذلك هناك العديد من الأدوية والعلاجات التي توصف في حالة الإصابة بالأنفلونزا وهي متوفرة وسهلة الاستخدام، ومن أنواعها:
- مسكِّنات الألم: توصف مسكنات الألم الخفيفة عادة مثل السيتامول والبروفين لتهدئة الأعراض المصاحبة للإنفلونزا وتخفيف آلام العضلات، الصداع والحمى.
- مزيلات الاحتقان: يساعد هذا النوع من الأدوية على تخفيف احتقان الجيوب الأنفية واحتقان الأذن الذي قد يحدث خلال الإصابة بالإنفلونزا.
- المقشِّعات: يقوم هذا النوع من الدواء بتخفيف لزوجة وسماكة الإفرازات الناتجة عن الجيوب الأنفية والتي تسبب للمريض الصداع والعطاس المستمر.
- مثبطات السعال: هذه الأدوية تعمل على تخفيف حدة السعال وتكون على شكل شراب عادة.
يجب الانتباه لتعليمات الطبيب المختص وعدم خلط الأدوية مع بعضها تجنباً للحوادث الناتجة عن التسمم الدوائي أو الحساسية تجاه أي مادة من المواد الداخلة في تركيب هذه الأدوية.
يبقى فيروس الإنفلونزا في الجسم لمدة أقصاها أسبوع، وخلال هذه المدة يجب الاعتناء جيداً بصحة الجسم لتخفيف الأعراض المرافقة للمرض والإسراع في عملية الشفاء، ويُعد الالتزام بمواعيد الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص من أهم خطوات الشفاء، كما يوجد عدد من الطرق الطبيعية التي تساعد في علاج الإنفلونزا إلى جانب الأدوية التي ذكرناها سابقاً، ومن أبرز هذه المواد الطبيعية:
- العسل: يدخل العسل في تركيب الكثير من الأدوية الموصوفة لعلاج السعال بسبب خصائصه المضادة للجراثيم والفيروسات، فإضافة ملعقة من العسل إلى مشروبك الساخن تعمل على تخفيف شدة السعال المصاحب للإنفلونزا وإراحتك من ألم السعال.
- الزنجبيل: يُعد الزنجبيل من المواد الطبيعية ذات الفعالية الكبيرة في علاج التهاب الحلق وتخفيف السعال، كما أنه يساعد على تخفيف الغثيان في كثير من الحالات.
- الليمون: يحتوي الليمون نسبة عالية من فيتامين Cالذي يساعد في تقوية مناعة الجسم وزيادة نشاطه ومقاومته للمرض
كيفية الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا
إن الإنفلونزا من الأمراض التي تصيب نسبة كبيرة من الناس سنوياً خاصة في فصل الشتاء، كما أن أخذ اللقاح الذي تحدثنا عنه سابقاً يقلل من فرص الإصابة بالمرض لكنه لا ينهيها، وعلى الرغم من قلة خطورته على الصحة بشكل عام إلا أن الإصابة بالإنفلونزا قد تبقي المريض في الفراش لأيام عديدة دون أن يكون قادراً على العمل أو أداء المهام اليومية البسيطة، سوف نعرض لك فيما يلي بعض النصائح للوقاية من الإنفلونزا:
- تجنُّب التعامل مع الأشخاص المصابين يعد الخطوة الأولى من الوقاية، حيث تزداد فرص انتقال الفيروس لك من الشخص المصاب عند مشاركته هواء التنفس أو استخدام أدواته الشخصية مثل فرشاة الأسنان وأدوات طعامه.
- غسل اليدين دائماً قبل تناول الطعام وخاصة بعد ملامستهم للأسطح المختلفة في أي مكان، فهذا يقلل فرص إصابتك بالإنفلونزا أثناء انتشار الأوبئة.
- النوم لساعات كافية خلال الليل، لما له من دور كبير في تقوية مناعة الجسم.
- الحرص على الحصول على كمية مناسبة من فيتامين D لكونه يقلل من احتمال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
- الحصول على اللقاح الذي يرفع مناعة الجسم ضد فيروس الإنفلونزا.
- تناول الخضار والفواكه والمشروبات الغنية بفيتامين c.
وفي النهاية، على الرغم من أن الإنفلونزا لا تُعتبر من الأمراض الخطيرة لكنها قد تشكِّل خطراً حقيقياً على الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة أو المرضى المضعفين مناعياً، لذلك لا بد من الالتزام بقواعد النظافة العامة وعدم الاحتكاك بالمصابين في سبيل الوقاية من الإصابة، كما أن مراجعة الطبيب المختص عند بدء الأعراض والالتزام بتعليماته والأدوية التي يصفها من أهم الأمور التي يجب مراعاتها للتماثل للشفاء التام.