الفياجرا النسائية ومعلومات عن استخدام الحبة الروز

الحبوب الوردية أو الحبة الروز لعلاج البرود الجنسي عند النساء، استخدام الفياجرا النسائية لإثارة النساء، هل الفياجرا النسائية آمنة على صحة المرأة؟ هل تعمل الفياغرا على علاج مشاكل المرأة الجنسية؟ وما هي مخاطر استعمال الحبة الروز؟
الفياجرا النسائية ومعلومات عن استخدام الحبة الروز
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مؤخراً وفي مصر وافقت وزارة الصحة على إطلاق أول دواء فياغرا لزيادة الرغبة الجنسية عند السيدات، كما تستعد دولة الكويت للموافقة على قانون يصرح باستخدام "الفياغرا النسائية"؛ لكن ما هي هذه الحبوب الزهرية؟ وهل الفياغرا النسائية آمنة للاستخدام؟ وهل هناك آثار جانبية لاستخدام فياغرا على صحة المرأة الجنسية؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.

هل تستطيع السيدات أخذ دواء الفياغرا؟
حتى شهر آذار/ مارس كان دواء الفياجرا متاحاً للبيع من دون وصفة طبية، ووفقاً للشركة المصنعة لهذا الدواء؛ فإنه يفيد ما يقدر بـ 4.3 مليون رجل ممن يعانون من مشاكل في الانتصاب.. في المملكة المتحدة وحدها، حيث يعمل هذا الدواء على زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وهو ما يؤدي إلى تحسين شدة ومدة الانتصاب لدى الرجال، وقد أتيح لأول مرة في عام 1998، كما نُسب إليه إنقاذ عدد لا يحصى من القدرات الجنسية للرجال... ومما لا يثير الدهشة.. فقد أثار فضول العديد من النساء أيضاً، فإذا كان يعمل بشكل جيد بالنسبة لشركائهن الذكور، فهل يفيد بالنسبة لهن أيضاً؟ وهذا السؤال الفضولي ليس بجديد! 
لطالما كانت الفياغرا حلاً لمشاكل الرجال الجنسية بما أنها تساهم في انتصاب العضو الذكري؛ بالتالي يحقق المتعة من خلال هذه الأداة وممارسة الجنس مع المرأة، لكن فيما يتعلق بدور الفياغرا بتحقيق المتعة الجنسية للمرأة.. هنا السؤال الذي يجب طرحه، يقول الطبيب المتخصص بالمشاكل الجنسية الدكتور أناند باتل (Anand Patel): "يمكن أن تحسن الفياجرا تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية لدى المرأة، ولكن هناك المزيد من العوامل التي تحقق متعتها"..  
 

animate

وفقاً لاستشارية أمراض النساء الدكتورة كارين مورتون (Karen Morton): "لا ينبغي أن ينظر إلى الدواء باعتباره محسناً بسيطاً للرغبة الجنسية"، وتقول: "السبب الحقيقي في تناول الرجال للفياجرا هو أنهم يريدون ممارسة الجنس، ولا يمكنهم الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه، ومن السهل أن نرى كيف يمكن أن يسبب الدواء زيادة كبيرة في تدفق الدم، بالتالي تضخم الأوعية الدموية التي تسبب الانتصاب، إذ ليس له علاقة بالرغبة"، وتشير إلى أن قلة قليلة نسبياً من النساء يعانين من أي شيء مماثل، حيث تختبر زيادة تدفق الدم للأعضاء التناسلية أثناء ممارسة الجنس، وهذا لا يشمل أي من مشاكل الإثارة النسائية التي قد ترتبط بدواء الفياغرا، فمشاكل معظم النساء لا تتعلق باهتمامها بممارسة الجنس مع الشريك، "حيث تحب أغلب السيدات الشريك لكنهن يفضلن تناول كوب من الشاي معه على ممارسة الجنس!" على حد وصف الدكتورة مورتون.


في الواقع.. فإن انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء هو مسألة معقدة، مع مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة؛ يمكن أن تتراوح هذه من مشاكل العلاقة إلى الظروف الهرمونية لدى السيدة، حيث يجب معالجة كل حالة على حدة، وببساطة تختلف الاستثارة النفسية عن الجسدية في هذه الحال، ويقول الدكتور باتيل: "يمكن إثارة الرجل والمرأة على حد سواء دون أي اهتمام نفسي أو روحي، حيث إنها آلية منفصلة، تسمح بزيادة رطوبة أعضاء المرأة التناسلية، أو تدفق الدم إلى القضيب عند الرجل"...
عندما تسأل: هل يمكن للسيدة تناول الفياغرا؟ لا بد أن تتأكد أولاً من ماهية البرود أو المشكلة الجنسية التي تعانيها هذه السيدة؛ وهل منبعها نفسي أم جسدي وهرموني، ومهما كان العلاج.. فياغرا أو سواها؛ لا بد من استشارة الطبيب المتخصص.
 

أشهر الدراسات التي بحثت فعالية الفياغرا على قدرات المرأة الجنسية؛ أجريت من قبل المركز الطبي الجنسي للنساء في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس عام 2003، حيث شملت 202 امرأة بعد انقطاع الطمث واضطرابات الإثارة الجنسية (female sexual arousal disorder)، (ومن الجدير بالذكر أن أيا من هؤلاء النسوة لم تبلغ عن أي صعوبات أو مشاكل عاطفية في علاقاتهن)؛ وعلى مدار 12 أسبوعاً من التجربة، أخذت المشاركات إما عقار الفياجرا أو دواءً وهمياً قبل ممارسة النشاط الجنسي، حيث حققت مجموعة الفياجرا قدراً أكبر من المتعة الجنسية بشكل عام، وكانت معظم الآثار الجانبية طفيفة.
مع ذلك، فشلت دراسات كثيرة بعد دراسة جامعة كاليفورنيا؛ في تكرار هذه النتائج، كما لم تكن هناك تجارب سريرية كبيرة في الولايات المتحدة مثلاً، بالتالي قاعدة الأدلة ببساطة.. محدودة للغاية لأية استنتاجات حقيقية يمكن استخلاصها حول فعالية الفياغرا بالنسبة للسيدات، لذا لا يمكننا التحدث بشكل قاطع حول مدى أمان الدواء بالنسبة للنساء، كما أنه ليس هناك الكثير من المعلومات حول التأثيرات طويلة المدى للدواء، لكن ما نعرفه بالتأكيد هو أنه لا ينبغي عليكِ مزجه مع بعض الأدوية الأخرى، لا سيما تلك الخاصة بضبط ارتفاع وانخفاض ضغط الدم الشرياني، كما يكون تأثير الفياغرا قاتلاً في حال تداخلت مع بعض الأدوية النفسية أو العقاقير المخدرة مثل: الأميل نيتريت.
 

ما هي العلاجات البديلة عن الفياغرا لمشاكل النساء الجنسية؟
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من مشاكل الإثارة، هل هناك أي أدوية أخرى قد تساعد كبديل للفياجرا؟.. تعتمد الإجابة على طبيعة المشكلة التي تعانيها السيدة، تقول الدكتورة مورتون: "إن أهم شيء يجب معالجته هو: هل يؤلمك؟".. حيث هناك العديد من الحالات النسائية للحصول على مشورة الخبراء، تضيف الدكتورة مورتون: "من المؤكد أن غالبية النساء بعد سن اليأس قد يستخدمن الأستروجين في المهبل بالإضافة إلى الترطيب الجيد إذا كن يعانين من جفاف مهبلي أو جنس مؤلم".. مع حذر الأطباء من وصف الأستروجين الموضعي لا سيما للسيدات اللاتي يمتلكن تاريخاً عائلياً مع سرطان الثدي، بالتالي هناك العديد من المرطبات المهبلية الخالية من الهرمونات.
كما أن هناك العديد من الأدوية المستخدمة في دول العالم لمعالجة مشكلات المرأة الجنسية مثل: (Flibanserin) الذي يعمل على كيميائية الدماغ لزيادة الدافع الجنسي عند المرأة، إلا أن هذا الدواء مرخص في الولايات المتحدة وغير مرخص في المملكة المتحدة مثلاً.. بينما الفياغرا نفسها غير مرخصة للنساء بعد.. حيث ما تزال الأدلة مختلطة على فعاليتها في أحسن الأحوال.
 

إذاً.. لا تخلق الفياغرا الرغبة الجنسية.. وفي حين تحلّ مشكلة ميكانيكية بالنسبة للرجل في معالجة مشكلة الانتصاب؛ فإنها لا تعالج مشكلات المرأة الجنسية لا سيما في سن ما بعد انقطاع الطمث فيما يخص جفاف المهبل ورقة الجلد بسبب الخلل الهرموني وانقطاع إنتاج بعض الهرمونات في جسم المرأة، كما أننا في العالم العربي لم نجرِ التجارب السريرية اللازمة لمعرفة نجاعة علاج مشكلات المرأة الجنسية باستخدام الفياغرا النسائية، كذلك فإن السماح باستخدام أدوية مرخص لها (مع التحفظات) في بعض الدول مثل: دواء (Flibanserin) والذي سمحت به إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، للنساء ما قبل انقطاع سن الطمث في عام 2015؛ لا يعني أنه تمت دراسة الآثار الجانبية التي يسببها قبل طرحه في الأسواق العربية، إذا كان هو المقصود به (فياجرا النساء) وفق ما تم التصريح باستخدامه في مصر أو سيتم التصريح به في الكويت كما يجري الحديث الآن.
ولا بد من الإشارة إلى ما قرأناه حول موضوع الفياجرا النسائية كما يتم الحديث عنها في مصر؛ بأن فليبانسيرين التي صرحت بها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ هي المادة الفعالة المستخدمة في فياغرا النساء، التي قد تُطرح للبيع في بعض الأسواق العربية مثل مصر والكويت، حيث ما زال الموضوع في إطار الأنباء الصحفية ولم تصدر بعد قرارات رسمية بجواز بيع الفياغرا النسائية في الصيدليات، رغم بيعها بصورة غير قانونية في مصر مثلاً، وهذا ما يجب الحذر منه، إذا أن المواد الفعالة الداخلة في تصنيعها غير معروفة المصدر أو غير مطابقة للمواصفات.
في كل الأحوال.. سنكون معك حول كل ما يستجد فيما يخص موضوع الفياغرا النسائية واستخدامها في العالم العربي، كما سنتناول في مقالات طبية مفصّلة.. علاجات البرود الجنسي عند المرأة باستخدام فياجرا وغيرها من العلاجات، التي تتم دراستها سريرياً في الوقت الحالي.


في النهاية... مع ارتفاع معدلات الطلاق ومشكلات الانفجار السكاني في معظم الدول العربية وجريمة الختان التي ما زالت الفتيات تتعرض لها؛ هل بات دواء الفياجرا حلاً لمشكلات البرود الجنسي لدى سيدات في العالم العربي؟ حتى الآن ليس هناك "فياجرا أنثوية" حقيقية أو حتى تعريف حقيقي لما قد تعنيه، وإذا كنتِ تواجهين صعوبات في رغبتك الجنسية، يجدر بك رؤية طبيبك الخاص كنقطة انطلاق، وربما اختصاصي نفسي، حيث أن هناك العديد من العلاجات التي قد تساعد، سواء كانت جسدية أو نفسية.. مع ذلك ربما لا تكمن الإجابة في الحبة الروز.