أسباب رائحة الفم الكريهة وطرق علاجها منزلياً
تعتبر رائحة الفم الكريهة، من أكثر الأمور التي قد يتعرض لها المرء إحراجاً؛ تخيّل أنك دُعيت إلى اجتماع مفاجئ في العمل منذ الصّباح الباكر، واضطررت إلى التكلّم مع المدير أو غيره من المسؤولين عنك.. كيف سيكون هذا الاجتماع إذا كنت تعاني من رائحة الفم الكريهة؟ هذا صحيح، سيكون كارثة! إليك بعض أعم العلاجات المنزلية لرائحة الفم الكريهة.
لماذا أعاني من رائحة الفم الكريهة؟
- قلة تنظيف الفم: من الأسباب الأكثر شيوعاً لرائحة الفم الكريهة، هي قلة تنظيف الفم والأسنان؛ حيث يمكن للبكتيريا الموجودة على أسنانك وبينها، وعلى سطح لسانك أن تقوم بإنتاج غازات كريهة الرائحة، مما يسبب رائحة الفم الكريهة، كما أن هذه البكتيريا هي البكتيريا المسؤولة عن تسوس الأسنان، عن طريق تكسير كل ما يعلق في فمك وبين أسنانك من طعام، ثم تحويله إلى حموض وغازات كريهة الرائحة.
- نوعية الطعام والشراب: من الأسباب الأخرى التي يعرفها الجميع، تناول بعض أنواع الأطعمة. مثلاً، تناول البصل والثوم والتوابل سيجعل رائحة فمك كريهة للغاية، كما أن شرب بعض المشروبات مثل القهوة المركّزة والكحول، والمشروبات ذات النكهة القوية؛ سيسبب أيضاً رائحة فم كريهة لك، رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الطعام والشراب تكون مؤقتة ويمكن تجنبها من خلال عدم تناول هذه الأنواع من الأطعمة، وعدم احتساء تلك المشروبات.
- التدخين: أطفئ سيجارتك الآن! جميعنا نعلم أن التدخين سبب رئيسي من أسباب سرطان الفم واللثة والرئة، لكن يبدو أن التدخين يسبب رائحة الفم الكريهة أيضاً؛ كما يُفقد الشخص القدرة على تمييز الأطعمة مع الوقت. وقف التدخين يعني القضاء على أحد أهم العوامل التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
- اتباع حمية غذائية قاسية: صدّق أو لا تصدّق! الحميات الغذائية قد تسبب رائحة الفم الكريهة؛ فعندما تحرم نفسك من الطعام، سيقوم جسمك بتفكيك الدهون المخزنّة في جسمك وتحطيمها، هذه العمليّة تنتج مواد تسمّى كيتونات، وهي مواد كريهة الرائحة قد يظهر أثرها عند بعض الأشخاص من خلال رائحة الفم الكريهة.
- بعض أنواع الأدوية: بعض أنواع الأدوية قد تسبب رائحة الفم الكريهة، وخاصة الأدوية التي تستعمل لتجنب الإصابة بالذبحات الصدرية، أو بعض الأدوية المستعملة في العلاج الكيميائي، أو حتى بعض أنواع المهدّئات؛ لذلك إن شعرت بأن الدواء الذي تستعمله يسبب لك رائحة فم كريهة، اطلب من طبيبك تغيير الدواء.
- بعض الحالات الطبيّة: من الممكن أن تتأثر رائحة الفم الكريهة ببعض الحالات الطبيّة مثل جفاف الفم ونقص كمية اللعاب في الفم؛ هاتين الحالتين من الممكن أن تسببا زيادة في كمية البكتيريا المتواجدة في الفم، مما يسبب رائحة فم كريهة؛ كما أن بعض الحالات الهضمية كاضطرابات جهاز الهضم، أو مشاكل بطانة الأمعاء والمعدة؛ من الممكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة أيضاً.
التخلص من رائحة الفم الكريهة بهذه الطرق المنزلية
- تنظيف الأسنان بعناية: يجب تنظيف الأسنان بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد، لمدّة دقيقتين، مرّتين يومياً؛ ومن الممكن أيضاً أن تقوم بتنظيف أسنانك بعد كل وجبة طعام، دون أن ننسى أهمية تنظيف الأسنان بالخيط، وذلك من أجل التخلص من البكتيريا التي تتراكم بين الأسنان؛ كما يمكن استعمال بعض أنواع فراشي الأسنان التي تملك جزءاً خاصاً لتنظيف اللسان.
- البقدونس: يعتبر البقدونس من أشهر العلاجات الشعبية لرائحة الفم الكريهة، حيث يمتلك البقدونس مركبات قادرة على محاربة كل أنواع الروائح الكريهة بما في ذلك رائحة الكبريت؛ لذلك إن كنت تعاني من رائحة الفم الكريهة، جرّب تناول بعض البقدونس الطازج على الإفطار.
- عصير الأناناس: يعتقد الكثير من الناس أن عصير الأناناس هو الحل الأمثل لرائحة الفم الكريهة؛ من واجبنا أن نخبركم أن الأمر لم يتم البت فيه في الأوساط العلميّة بعد؛ إلا أن جميع القصص المتداولة والتجارب المنقولة لنا، أكّدت أن شرب كوب من عصير الأناناس أو مضغ شريحة من شرائح الأناناس بعد كل وجبة طعام، تمنع نشوء رائحة فم كريهة.
- الإكثار من الماء: تظهر الأبحاث أن جفاف الفم أحد أشهر العوامل المسببة لرائحة الفم الكريهة، لأن اللعاب يلعب دوراً هاماً في تخليص الفم من البكتيريا المتراكمة فيه؛ لذلك من الضروري إبقاء الفم رطباً ومنع جفافه طوال اليوم لمنع تراكم البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة؛ وهذا يعني شرب كميّات كبيرة من الماء يوميّاً.
- اللبن (الزبادي): يمتلك الزبادي كميّات كبيرة من البكتيريا المفيدة للإنسان والتي بدورها تقوم بمحاربة البكتيريا السيئة مثل البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة؛ تشير إحدى الدراسات أيضاً إلى أن الزبادي يساعد على التخلّص من رائحة الفم الكريهة، حيث تخلّص 80% من المشاركين في هذه الدراسة من رائحة الفم الكريهة بعد تناول الزبادي مرة واحدة يوميّاً ولمدّة 6 أسابيع.
- الحليب: الحليب علاج معروف لرائحة الفم الكريهة منذ الأزل، وتظهر الأبحاث أن شرب الحليب حتّى بعد تناول الثوم، يمنع نشوء رائحة الفم الكريهة، ولا يسمح لرائحة الثوم بأن تعلق في الفم. يمكنك أن تشرب كوب واحد من الحليب قليل الدسم بعد كل وجبة تحتوي على الثوم أو البصل، ولا تقلق بعدها من رائحة فمك.
- بذور الشمر أو اليانسون: الكثير من معطرات الجو ومستحضرات التجميل ومواد التنظيف تستعمل رائحة الشمر أو اليانسون من أجل تلطيف الجو؛ لم يأت ذلك عن عبث؛ فرائحة الشمر واليانسون المنعشة تطغو على الروائح الكريهة، لذلك فإن تناول بذورالشمر واليانسون المحمّصة أو النيئة، يساعد بشكل كبير على التخلّص من رائحة الفم الكريهة.
- البرتقال: يعد البرتقال مصدراً غنيّاً بفيتامين C، لذلك لبرتقال ليس مجرّد فاكهة لذيذة بل أيضاً علاج فعّال للكثير من الأمراض بالإضافة إلى علاجه لرائحة الفم الكريهة، وذلك لأن الدراسات أثبتت أن فيتامين C يساعد بشكل كبير على إنتاج اللعاب؛ وبالتالي التخلّص من قسم لا بأس به من البكتيريا العالقة في الفم.
- الشاي الأخضر والنعناع: يعتبر الشاي الأخضر علاجاً منزليّاً لرائحة الفم الكريهة؛ تشير الأبحاث إلى أن الشاي الأخضر يمتلك خصائص مطهّرة ومزيلة لرائحة الفم الكريهة؛ كما يملك النعناع نفس التأثيرات أيضاً؛ يمكنك أن تبرّد كمية لا بأس بها من الشاي الأخضر ووضعها في زجاجة، وارتشاف القليل من هذا الشاي على مدار اليوم.
- التفاح: تقول إحدى الدراسات، أن التفاح يمتلك تأثيرات قوية للغاية مضادة لرائحة الفم الكريهة مثل رائحة الثوم بشكل خاص؛ لذلك إن كنت من الأشخاص الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الثوم في وجباتهم اليومية؛ ننصحك بالإبقاء على كميات كبيرة من التفاح في منزلك.
- غسول بيكربونات الصوديوم: أثبتت الدراسات أن بيكربونات الصوديوم، يمكنها أن تقتل البكتيريا المتواجدة في الفم، مما يعني القضاء على رائحة الفم الكريهة؛ كما تشير إحدى الدراسات أن معاجين الأسنان التي تملك نسبة عالية من بيكربونات الصوديوم تقلل بشكل كبير رائحة الفم الكريهة؛ لصنع غسول الفم المكون من بيكربونات الصوديوم، ضع ملعقتين صغيرتين من بيكربونات الصوديوم في كوب من الماء الدافئ، مضمض فمك بهذا الخليط لمدّة 30 ثانية فقط.
- مضمضة الخل لطرد رائحة الفم الكريهة: يحتوي الخل على حمض طبيعي يسمّى حمض الأسيتيك؛ لا تحب البكتيريا النمو في البيئات الحمضيّة؛ لذلك مضمضة الفم بغسول الخل من الممكن أن يقلل من احتمالية نشوء أي رائحة كريهة في فمك، أضف ملعقتين كبيرتين من خل التفاح الأبيض إلى كوب من الماء، ومضمض فمك بالخليط لمدّة 30 ثانية.
- إذا كانت الرائحة تشبه الفاكهة أو فيها حلاوة: قد تدل هذه الرائحة على إصابة صاحبها بمرض السكري، أو عدم أخذه لحاجته من الكربوهيدرات.
- إذا كانت رائحة نفسك نتنة كرائحة القمامة: قد يتسبب وجود خراج أو بقايا طعام بين فجوات أسنانك أو عدوى في فمك أو حلقك أو رئتيك أو لثتك في أن تشم رائحة أنفاسك مثل الأنسجة المتعفنة.
- إذا كانت رائحة فمك تشبه رائحة الأسيتون: قد يكون السبب هو مرض السكري أو قلة الكربوهيدات؛ فعندما تكون لديك نسبة منخفضة من الكربوهيدرات يحرق جسمك الدهون المخزنة منها وهذا يمكن أن ينتج مادة الأسيتون.
- إذا كانت رائحة فمك حامضية نوعاً ما: إذا كنت تعاني من ارتجاع مريئي يمكن أن تعود محتويات معدتك إلى المريء أو الحلق أو الفم، ويكون طعامك مهضوم جزئياً، ما يسبب هذه الرائحة.
- إذا كانت رائحة فمك تشبه رائحة البراز: فهذه الرائحة تشير إلى أن البراز محبوس في جسدك بسبب الانتفاخ أو الإمساك أو تصدر بسبب التقيؤ أو الغثيان مثلاً.
- إذا كانت رائحة فمك تشبه رائحة الأمونيا أو البول: فرائحة الفم هذه سببها تعب الكلية؛ فإن لم تتمكن الكلية من طرد كمية كافية من النيتروجين فإن المواد الكيميائية تتراكم داخل جسمك، مما يؤدي إلى ظهور رائحة الأمونيا.
- إذا كانت رائحة فمك تشبه رائحة العفن: فإن كانت رائحة فمك تشبه رائحة العفن فهذا دليل على مرض في الكبد، فتنتج مركبات عضوية متطايرة وتتراكم في الجسم عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح.
- إذا كانت رائحة فمك كرائحة الملفوف المسلوق: يحدث فرط ميثيونين الدم وهو اضطراب وراثي عندما لا يتمكن جسمك من استقلاب الأحماض الأمينية ميثيونين. ويتسبب ذلك برائحة نفس وبول كرائحة الملفوف المسلوق.
في 90% من حالات رائحة الفم الكريهة يكون مصدر الرائحة هو الفم، ويمكن أن يتم العلاج بالحفاظ على نظافة الفم والأسنان والابتعاد عن عادات الطعام غير الصحيّة؛ لكن في بعض الحالات رائحة الفم الكريهة لا تختفي ولا تقل، وهذا الأمر علامة على وجود أمر خطير يحدث في جسمك، كالعدوى الإنتانية، أو الفشل الكلوي، أو أمراض جهاز الهضم، أو مضاعفات مرض السكري؛ ننصحك –وبشدّة- بمراجعة طبيبك الخاص أو طبيب أسنانك عندما تلاحظ أن رائحة الفم الكريهة التي تعاني منها لا تقل ولا تختفي على الإطلاق.
في النهاية، كل مشكلة ولها حل، ومشكلتك بالتأكيد لها الكثير من الحلول، لذلك لا تقلق إن كنت تعاني من رائحة الفم الكريهة فالأمر لا يحتاج إلى القلق بشأنه، كل ما عليك أن تفعله هو أن تفكّر بالعادات الصحيّة السيئة التي تقوم بها وتحاول الابتعاد عنها والتقليل من القيام بها، ثم يمكنك الاستعانة بهذا المقال من أجل اختيار الطريقة التي تريدها من أجل التخلّص من رائحة الفم الكريهة التي تعاني منها.
لا يوجد ما هو مقرف في العلم، مشكلتك عاديّة ويعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، أنت لست وحدك في هذه المشكلة؛ لا تشعر بالحرج إن لم تستفد من هذه العلاجات المنزليّة فربّما كنت تعاني من مشكلة صحيّة تحتاج إلى طبيب مثل مشاكل الجهاز الهضمي المتنوعة.