الطبّ البديل وأشهر تقنيات العلاج بالطب البديل

لمحة عامّة عن العلاج بالطب البديل وعن أبرز تطبيقاته، فوائد كل علاج من علاجات الطب البديل وآثاره الجانبية، من الوخز بالإبر الصينية وحتى العلاج بالأعشاب
الطبّ البديل وأشهر تقنيات العلاج بالطب البديل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نسمع عن مصطلحات كالوخز بالإبر الصينية، العلاج بالطّاقة، أو العلاج بالأعشاب .. إلخ، كل هذه المصطلحات تعود في النهاية إلى مصطلح واسع يضمها كلها وهو الطب البديل الذي يتزايد انتشاره في الوقت الحالي بكثرة غير مسبوقة، فما تعريف الطب البديل علمياً؟

وتشير الإحصائيات إلى أنّ حوالي 40% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية قالوا إنّهم يستعملون شكلاً من أشكال الطب البديل في علاج الأمراض التي تصادفهم، فما هي بالضبط أنواع العلاجات التي تندرج تحت تصنيف الطب البديل؟ في هذا المقال سنستعرض أهم هذه العلاجات مع تحديد مخاطر ومميزات كلٍّ منها.
 

التعريف العلمي للطب البديل (Alternative Medicine)
هو مصطلح يشمل كلّ الممارسات والمنتجات الطبية التي تُستَعمَل بدلاً من المعالجة الطبية التقليدية النموذجية التي يقدّمها الأطباء والممرضات والطواقم الطبية الاحترافية، أي أنه يحلّ محلّ العلاج الطبي الأكاديمي الاحترافي.
الطب المكمّل (Complementary Medicine) هو تعبيرٌ مختلفٌ عن الطب البديل، ذلك أنّ ممارسات الطب المكمل تستعمل جنباً إلى جنب مع الممارسات الطبية التقليدية، بينما تستعمل الممارسات البديلةُ بدلاً منها و تحلّ محلّها. ويُجمع الصنفان في المواقع الأكاديمية الأمريكية تحت مصطلحٍ واحدٍ اختصاراً بالطب التكميلي والبديل: (CAM: Complementary and Alternative Medicine). سنستعرض الآن بعضاً من أشهر ممارسات الطب البديل حول العالم.

animate

الوخز بالإبر الصينية

تقنيّة طبية صينية تقليدية تستخدم الإبر (Needles) بهدف تنبيه نقاط معينة من الجسم، يقوم الشخص الذي يمتهن العلاج بالوخز الإبريّ (Acupuncturist) بغرز إبر دقيقة معقّمة داخل جلد المريض، الهدف من هذه العملية مساعدة الجسم على تنشيط ودعم الشّفاء والتعافي.
التأثيرات الجانبية للوخز بالإبر
أظهرت الدراسات أنّ الوخز الإبري قد يكون فعّالاً في علاج العديد من الحالات مثل: آلام الظهر والعنق، الغثيان، القلق، الاكتئاب، الأرق، العقم وغيرها، سُجّلت القليل من التأثيرات الجانبية السلبية الناتجة عن الوخز الإبري، فقد حدث أن ظهرت التهابات كبدية أو ريح صدرية (مرض تنفسي ناجم عن انثقاب الرئة) عند بعض المرضى، وقد نتجت هذه الاختلاطات عن نقص عقامة الإبر المستخدمة أو عن عدم القيام بعملية الوخز بالشكل السليم.

المعالجة اليدوية

تقنيات التدليك والمعالجة اليدوية (Chiropractic Medicine)
تركز هذه المعالجة على بنية الجسم –وبشكل رئيسي العمود الفقري- وكيفية قيامها بوظائفها، حيث يقوم المعالج اليدوي المدرَّب (Chiropractor) من خلال تقنيات يدوية مختلفة (تدليك، ضغط) بتقويم و معالجة مشاكل العمود الفقري للمريض أو أجزاء أخرى من جسمه بغية إعادتها إلى الوضع السويّ، هدف المعالجة اليدوية يتمثّل في تخفيف الألم، تحسين وظائف الجسم ودعمه ليتماثل للشفاء بشكل طبيعي.

التأثيرات الجانبية للمعالجة اليدوية
تُستخدم معظم ممارسات هذه المعالجة لتخفيف الألم الظهري، غير أنّ بعض الدراسات أظهرت أنها يمكن أن تكون مفيدةً من أجل بعض الحالات الأخرى كالصداع وألم العنق ومشاكل المفاصل العلوية منها والسفلية، التأثير الضار الأكثر شيوعاً للمعالجة اليدوية يتمثّل في انزعاج موضّع في العمود الفقري متبوعاً بدوار ثم صداع عابر، غير أنّ إصاباتٍ أخرى أخطر سُجّلت (كحدوث فتق نواة لبية (ديسك) رقبي).

تركّز هذه العلاجات على ما يُعرف بحقول الطاقة (Energy Fields) التي يؤمن الكثير من الناس بوجودها داخل أجسادهم وحولها، ويندرج تحت تصنيفها:
العلاج بالحقل المغناطيسي (Magnetic Field Therapy):

صورة العلاج بالحقل المغناطيسي

يَستخدم هذا العلاج الحقول المغناطيسية أو الكهربائية لعلاج عدد من الأمراض العضلية الهيكلية، حيث أن كل جزيء في الجسم يوجد داخله كمية صغيرة من حقل مغناطيسي، العلاج بالحقل المغناطيسي يعتمد على فكرة أنّ أسباب بعض مشاكل الجسم قد تكون اختلال التوازن بين تلك الحقول المغناطيسية، ممارساته تتضمن مغانط مشحونة كهربائياً ترسلُ نبضاً كهربائياً للمنطقة المعالجة. 

آثار جانبية ونتائج العلاج بالحقل المغناطيسي
أظهرت الدراسات فائدة هذا العلاج في تخفيف آلام مرض الفصال العظمي (Osteoarthritis)، وهو مرض عظمي يسبب تلف النسج الغضروفية المفصلية.. بالإضافة إلى عدة حالات ألم أخرى، كما وُجِد أيضاً أنه يسرّع عملية التئام الكسور. يُعدّ هذا النوع من العلاج غير آمن في حالات: الحمل، وجود أجهزة مزروعة في القلب (كناظم الخطى)، استخدام مضخة الإنسولين، أو في حال تناول الأدوية التي تعطى عن طريق الرقعة (Patch)، التأثيرات الجانبية لهذا العلاج نادرة تشمل: ألم، غثيان، دوار.

علاج ريكي (Reiki):

صورة علاج ريكي

الممارسون لعلاج ريكي كعلاج بديل مؤمنون بأنّه يستفيد من الطاقة الطبيعية للجسم ليسرّع الشفاء، حيث يقوم المعالج بتمرير يديه أو وضعهما بخفّة على جسد المريض كله أو على مناطق معينة منه، هدف ذلك توجيه الطاقة من يدي المعالج إلى جسم المريض لدعم عملية الشفاء، القليل جداً من الأبحاث أشارت إلى فعالية هذا العلاج.

اللمسة العلاجية (لمسة الشفاء) (Therapeutic “Healing” Touch)

صورة العلاج بلمسة الشفاء

يقوم المعالج هنا باستخدام طاقاته العلاجية لإصلاح خلل التوازن في حقل طاقة المريض، لا يقوم المعالج هنا بلمس المريض كما في علاج ريكي، بل يقوم ببساطة بتحريك يديه قرب جسمه بأساليب خاصّة، حيث تظهر الأبحاث أنّ لمسة الشفاء تخفف القلق عند مرضى السرطان وتحسن من صحتهم النفسية، لكن لا أدلة على فعاليتها في أمورٍ أخرى.

صورة الأعشاب العلاجية

يستخدم هذا النوع من العلاج البديل أجزاءً من النباتات: جذور، أوراق، حبوب أو أزهار لمساعدة الجسم على الشفاء، تقدر نسبة الأشخاص الذين يستخدمون الأعشاب لغايات علاجية بحوالي 80% حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، حيث أظهرت الدراسات أنّ بعض الأعشاب قد تكون فعّالةً في علاج بعض المشاكل الصحية مثل: الحساسية، آلام ما قبل الطمث، التعب المزمن وغيرها، من الأمثلة على ذلك:

  • استخدام الزنجبيل لعلاج الغثيان والإقياء.
  • استخدام الأقحوان لاتّقاء هجمات الشقيقة.
  • استخدام عشبة الجنكة (Ginkgo) لعلاج العرج المتقطّع.
  • غير أنّه لم يُثبت علمياً كون تلك الأعشاب فعّالة أو آمنة صحيّاً لذا يتوجب على المريض أن يستشير طبيبه عند التفكير باستعمالها.

صورة الطب الإيورفيدي

الإيورفيدا (Ayurvedic Medicine) بالاعتماد على الحميات الغذائية
تُعدّ الإيورفيدا (Ayurveda) واحدةً من أقدم النظم الطبية في العالم، حيث بدأت في الهند قبل أكثر من 3000 سنة ولازالت واسعة الانتشار هناك حتى يومنا هذا، الممارسون لهذا النوع من العلاج يعتمدون على الأعشاب، التدليك، اتّباع حميات غذائية معيّنة (مثلاً: تناول وجبات قليلة السكر وغنية بالملح وشرب الكثير من الماء)، غير أنّ المواد الإيورفيديّة قد تكون خطيرة للغاية، فقد وجد الباحثون معادن مواد سامّة داخلها (كالرصاص)، كما أنه لا يوجد دليل حتى الآن على الفعاليّة العلاجية للإيورفيدا.

ختاماً.. إنّ ممارسات الطب البديل قد تكون فعّالة أحياناً في معالجة بعض الأمراض وتخفيف الآلام، غير أنّ ذلك غير مثبت بشكل علميّ حتى الآن، كما أنّ لها من التأثيرات الجانبية ما منع الطب الأكاديمي من إضافتها والاعتداد بها، لذا لا بد من الاحتراس عند التفكير فيها، ومناقشة تفاصيل تناولها من حيث إيجابياته وسلبياته مع طبيب مختصّ.