مشاكل الرجل الجنسية

العلاقة بين صحة الرجل الجنسية والنفسية.. ما هي أبرز الحقائق حول مشاكل الجنس لدى الرجل؟ كيف تتأثر حياة الرجل الجنسية في منتصف عمره؛ بقرب زوجته من أصدقائه؟
مشاكل الرجل الجنسية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثير من الرجال لديهم مشاكل جنسية.. تصبح أكثر شيوعاً مع تقدم الرجل في العمر، حيث يمكن أن تشمل المشاكل: (ضعف الانتصاب- انخفاض الاهتمام أو البرود الجنسي- مشاكل في القذف- انخفاض هرمون تستوستيرون)، كذلك فإن الإجهاد أو المرض أو الأدوية أو المشاكل العاطفية؛ قد تكون أيضاً من العوامل التي تسبب المشاكل الجنسية الشائعة لدى الرجل.. وهو ما نناقشه في هذا المقال.

حقائق يجب أن يعرفها الرجل حول المشاكل الجنسية
يمكن أن يشمل الخلل الوظيفي الجنسي لدى الذكور مجموعة متنوعة من المشاكل، تتراوح من انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، القذف المبكر وقضايا أخرى.. وفي حين أن العديد من الرجال يعرفون أن هذه القضايا شائعة، قد يكون من الصعب التحدث عنها، في الواقع ينتظر العديد من الرجال عدة أشهر أو حتى سنوات، قبل إثارة الموضوع مع الطبيب، ولحسن الحظ أصبحت الوظيفة الجنسية للرجل تلك العادية وغير الطبيعية مفهومة طبياً بشكل أفضل من أي وقت مضى، تقول أستاذة الطب النفسي الإكلينيكي الدكتور شارون باريش (Sharon Parish): "على الأطباء استخدام نهج شامل ومتكامل، من خلال النظر إلى الرجل بأكمله"، ولتوضيح كلامها تقول الدكتور باريش: "في كثير من الأحيان، سيزور الرجال طبيب المسالك البولية أولاً ثم تتم إحالتهم إليّ لإجراء تقييم أكثر تفصيلاً ومناقشة لصحته بشكل عام"... لذا تشارك الدكتور باريش وجهة نظهرها فيما يتعلق بالعلاقة بين صحة الرجل الجنسية والجسدية والنفسية؛ من خلال هذه الحقائق:
1- المشاكل الجنسية قد تشير إلى وجود مشاكل في القلب والأوعية الدموية أو غيرها: وتقول الدكتورة باريش: "على أي رجل يعاني من تغيير في الرغبة الجنسية أو الانتصاب أو القذف أن يراجع الطبيب فوراً"، فأي قضية تدوم لعدة أشهر، قد تشير إلى مشكلة طبية أكثر خطورة يجب معالجتها:
- يمكن أن يحدث القذف المبكر، بسبب الأدوية أو تلف الأعصاب أو غيرها من الحالات المرضية البولية.
- قد يكون التغيير في الرغبة الجنسية أو الانتصاب؛ أول علامة على مرض السكري.
- قد تكون مشاكل الشهوة الجنسية أو ضعف الانتصاب؛ مرتبطة بخلل هرموني.
- قد تكون مشاكل الانتصاب علامة على وجود مشكلة في القلب والأوعية الدموية أو سرطان البروستاتا.

2- هناك علاقة قوية بين الوظيفة الجنسية والصحة النفسية: يمكن أن تؤدي قضايا الصحة النفسية والذهنية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وغير ذلك من الاضطرابات النفسية؛ إلى العديد من أنواع الاضطرابات الجنسية، وتؤكد الدكتورة باريش: "من الواضح أن هناك علاقة قوية بين الضعف الجنسي والاكتئاب، فالنساء اللاتي يعانين من الاكتئاب هم أكثر عرضة لملاحظة انخفاض في الرغبة الجنسية"، وأعراض الاكتئاب تتضح على شكل ضعف وبرود جنسي لدى المرأة أسرع من الرجل، لذا من المهم جداً تشخيص المرض النفسي أولاً لتحسين الوظيفة الجنسية، حيث غالباً ما يتم تحسين الوظيفة الجنسية من خلال التعامل مع القلق والاكتئاب وإدارته وتخفيف حدته، فهناك العديد من العلاجات المفيدة، وتقول الدكتور باريش: "يمكن علاج المشاكل النفسية بطرق عدة، بما في ذلك التأمل والعلاج السلوكي المعرفي، كذلك أساليب الاسترخاء لمساعدة المرء على أن يكون أكثر حضوراً في التجربة والاستمتاع بها بشكل كامل".

3- قد تسبب بعض الأدوية تغيرات في الوظيفة الجنسية، بدرجات متفاوتة: هناك اعتقاد خاطئ على نطاق واسع بأن أدوية الأمراض النفسية، تسبب مشاكل جنسية.. لكن هناك احتمال لتحسن الوظيفة الجنسية أكثر؛ عندما يُعالج أي من الأمراض النفسية، كما أنه من الممكن أن تحدث بعض المشاكل الجنسية بسبب الآثار الجانبية المحتملة لأي دواء.. ما بين نسبة 50 إلى 70 % من الرجال لا يعانون من أي آثار جانبية للأدوية بحيث لا تؤثر على الوظيفة الجنسية لديهم، لكن من المرجح أن يتعرض الرجال الذين يتناولون أدوية لعلاج الاضطرابات النفسية الخطيرة لأعراض جانبية جنسية... تقول الدكتورة باريش: "إذا واجهت مشاكل جنسية نتيجة لتناول بعض الأدوية، عليك العمل مع طبيبك لإدارة هذه الآثار الجانبية"، فمن المعروف أن العديد من الأدوية تؤدي إلى آثار جانبية أقل، هذا وتؤكد الدكتورة باريش على أهمية الصحة النفسية للصحة الجنسية: "المفتاح هو علاج الاضطراب النفسي أو العقلي ثم الاضطراب الجنسي، كما يُفضل أن يتم علاج الحالة جنباً إلى جنب مع إخطار الطبيب بأي من الآثار الجانبية المحتملة لأي أدوية يتناولها المريض".

4- مع التقدم في العمر.. فإن بعض التغييرات في الوظيفة الجنسية طبيعية: بعض التغييرات في الدافع الجنسي والأداء والوظيفة هي أجزاء طبيعية من الشيخوخة، تقول الدكتورة باريش: "عندما يكبر الرجال، قد يحتاجون إلى مزيد من الوقت في المداعبة أو التحفيز المباشر، إذا لم يكن هذا كافياً لتحسين التغييرات العادية المرتبطة بالعمر في الوظيفة الجنسية، يمكن أن يكون العلاج الجنسي مفيدًا للغاية"، فإذا كانت التغييرات درامية أو صعبة الحل، عليك التحدث إلى طبيب متخصص يمكن أن يساعدك على تمييز التغييرات الطبيعية عن القضايا الأكثر إشكالية، بما في ذلك المشكلات الطبية، التي عليك ألا تفترض أنها تغيير طبيعي يأتي من التقدم في السن.

5- تحسين الصحة العامة سوف يحسن الأداء الجنسي: يوجد الكثير من الترابط عندما يتعلق الأمر بالصحة، حيث تتفاعل نظم القلب والأوعية الدموية والعصبية والهرمونية والنفسية معاً من أجل الأداء الجنسي، يمكن لنمط الحياة الصحي أن يساعد بشكل كبير على تحسين الوظيفة الجنسية، من خلال تحسين النظام الغذائي، وتحقيق الوزن الصحي والحفاظ عليه، وممارسة الرياضة بانتظام.. كل ذلك يساعد على تعزيز الصحة العامة، بالتالي صحة جنسية أفضل.
 

animate

تتزايد المشاكل الجنسية بين الزوجين بسبب الأصدقاء!
وجد باحثون مصدراً جديداً محتملاً للمشاكل الجنسية بين الرجال في منتصف العمر وكبار السن، وهو العلاقات بين زوجاتهم وبين أقرب الأصدقاء من الذكور، حيث وجد باحثون في جامعة شيكاغو (University of Chicago) وجامعة كورنيل (Cornell University)؛ علاقة بين ضعف الانتصاب وبين الشبكات الاجتماعية التي يتقاسمها الرجال مع زوجاتهم، ويصف الباحثون الوضع بأنه (Partner Betweenness) أي أن الزوجة تتدخل بين زوجها وأصدقائه من الذكور وتصبح صديقة لهم، وفي مثل هذه الحالة يكون للرجل علاقات أقوى مع الرجال المقربين من أصدقائه، ثم تأتي الزوجة بين الرجل وأصدقائه!.. كما أن "الرجال الذين يختبرون الروابط القوية في علاقاتهم؛ هم أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب أو القدرة على المحافظة على انتصاب طبيعي، بالإضافة إلى أنهم يواجهون صعوبة أكبر في تحقيق النشوة الجنسية أثناء الجماع"، هذا ما كتبه عالما الاجتماع بينجامين كورنويل (Benjamin Cornwell) في جامعة كورنيل وإدوارد لومان (Edward Laumann) في جامعة شيكاغو، ويجادل كورنويل ولومان بالقول: "أن هذا النوع من العلاقات القوية؛ يقوض مشاعر الرجال بالاستقلالية والخصوصية، وهي أمور محورية للمفاهيم التقليدية للذكور، هذا يمكن أن يؤدي إلى صراع صريح أو مشاكل مع إرضاء الشريكة في الفراش كذلك في الجاذبية الجنسية لدى الرجل".

شملت هذه الدراسات 3،005 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 57 و 85 عاماً، ونُشرت النتائج في مقال للمجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، والنتيجة أن ضعف الانتصاب شائع بين الرجال في هذه الفئة العمرية، حيث تم دراسة حوالي ثلث الرجال في التجربة، ووجد الباحثون أن هذه المشكلة تزداد مع تقدم العمر.. فالظروف الصحية مثل: مرض السكري وأمراض ومشاكل القلب والسمنة أيضاً، يمكن أن تساهم في الإصابة بضعف الانتصاب؛ جنباً إلى جنب مع العوامل النفسية، فأخذ الباحثون مصادر ضعف الانتصاب آنفة الذكر في الحسبان، ووجدوا أنه حتى بين الرجال الذين يتمتعون بصحة جيدة وقدرة على إرضاء الشريكة جنسياً؛ تتزايد مخاطر المشاكل الجنسية لديهم، عندما تكون شريكاتهم على اتصال أكبر مع الأصدقاء الذكور المشترَكين بين ا لزوجين.
يقول الدكتور إدوارد لومان: "بشكل عام لدى أغلبية الرجال اتصال أكثر مع جميع أصدقائهم المقربين من الذكور أكثر من تواصلهم مع زوجاتهم، إلا أن نسبة 25٪ من الرجال لديهم خبرة في علاقة صداقة قوية واحدة على الأقل بين زوجاتهم مع صديق مقرب"، ويقول الدكتور بينجامين كورنويل: "تكشف بيانات البحث بأن هناك علاقة قوية بين الضعف الجنسي عند الرجل وصداقة زوجته لأصدقائه المقربين منه، فالرجل الذي تكون زوجته أقرب إلى أصدقائه الذكور بنسبة أكثر من 92%؛ تزداد لديه احتمالات ضعف الانتصاب أو القدرة على الاحتفاظ به أثناء العملية الجنسية، وذلك أكثر من الرجل القادر على الوصول إلى أصدقائه من الرجال المقربين وحافظي أسراره.. بعيداً عن زوجته"..
 

تأثير اختلاف مفهوم الذكورة لدى الرجل مع تقدمه في العمر
في تطور مدهش وجدت الدراسة المذكورة أعلاه؛ أنه مع تقدم الرجال في العمر، فإن مضاعفات وجود شريك يهيمن على العلاقات الموثوقة المشتركة مع الأصدقاء الذكور؛ تتضاءل بين الرجال في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، لذا يزداد الضعف الجنسي لديهم! ربما كما يشير الباحثون.. أن يكون لدى الرجال الأكبر سناً؛ مفهوم مختلف عن الذكورة مقارنة مع الرجال الأصغر سناً، كما يختفي وتقل احتمالية تأثير قرب الزوجة من أصدقاء زوجها المقربين من الذكور لدى الرجال الأكبر عمراً حتى 80 من العمر، وذلك بسبب زيادة تركيز الرجال الأكبر سناً على العلاقات الوثيقة والموجهة للأقارب، مما يزيد من احتمال تبني تعريفات جديدة للذكورة، التي تؤكد على نقل الخبرة والتوجيه بدلاً من الاستقلال والاستقلالية.
ويؤكد لومان أن الدراسة تظهر قيمة فهم تأثير العلاقات الاجتماعية على الصحة فيقول: "تشير النتائج إلى أهمية عوامل الشبكات الاجتماعية، التي نادراً ما يتم أخذها في الاعتبار عند البحث الطبي، أي بنية الشبكة الاجتماعية ومكان الفرد داخلها"، ويشير كورنويل ولومان إلى أنه من المفيد بشكل عام للأزواج أن يكون لديهم أصدقاء مشتركين، حيث يساهمون ويوفرون قاعدة دعم قوية للعلاقة.. ومع ذلك تبقى لصداقة الزوجة مع أفضل أصدقاء الزوج وحامي أسراره؛ تأثير على قدرات الزوج الجنسية!..

في الختام.. سنتحدث في مقال لاحق حول أبرز الأسباب، التي تؤدي إلى مختلف مشاكل الرجل الجنسية، فشاركنا من خلال التعليقات حول هذا الموضوع أبرز المشاكل التي تعرف أسبابها، كما لا تنسى التعليق على المقال أعلاه والذي تناولنا فيه أهمية النظر لأي مشكلة جنسية يعانيها الرجل؛ استناداً إلى صحة الرجل النفسية أولاً، والاهتمام بالتفاصيل المترافقة مع هذه المشاكل لأنها قد تكون مؤشرات مهمة لأمراض عضوية ومشاكل جسدية مختلفة.