السادية، أعراضها وأسبابها وعلاجها
هل شريكك شخص يتسم بالسادية؟ وهل لاحظت يومًا بعضًا من أعراض هذه النزعة في تعاملك مع بعض المحيطين بك؟ وهل تعلم ما هي الأعراض التي إن اجتمعت في الشخص أصبح "ساديًا"؟ في هذا المقال أعددنا بحثًا عن اضطراب الشخصية السادية، أعراضها وأسبابها وكيف تتعاملين مع الزوج السادي؟ وعلاج السادية.
من أين أتى مصطلح السادية؟
سمي هذا الاضطراب بالسادية نسبة إلى ماركيز دي ساد، الأديب الفرنسي المشهور، الذي صاغ شخصيات رواياته لتعبرعن ميل قهري لتحقيق اللذة عن طريق تعذيب الآخرين.
مفهوم السادية: السادية ببساطة هي التلذذ الجنسي بالتعذيب، وتتنوع درجات الألم وتختلف بشكل كبير، فقد يتلذذ الرجل السادي بوخز الطرف الآخر، أو عضه أو ضربه، أو أحياناً سبه، وقد تصل درجة الألم إلى حد القتل.
ما هي صفات الرجل السادي؟ ما هي علامات السادية؟
يُعرف الشخص السادي على أنه الذي يتبنى في سلوكه عند التعامل مع الناس، حب السيطرة والتحكم والإذلال.
فنجد الرجل السادي يستمتع في العلاقة مع الآخر بالضرب، والوخز، والعض، أو من خلال إلحاق الألم النفسي، بالألفاظ والسب، أو أحياناً قد تصل درجة العنف إلى القتل كما ذكرنا.
ويمكننا معرفة الشخص السادي من خلال الأعراض السادية في معاملته اليومية، التي تخبرنا باحتمال أن يكون مصاباً بالسادية، فنجد السادي في طفولته يستمتع بإيذاء الحيوانات الأليفة، ثم في مرحلة متقدمة يستمتع بتعذيب من يعمل تحت إمرته، إذا كان هو المسؤول في العمل، ونجده يتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين، أو عند استماعه إلى عبارات التوسل والرجاء.
ومن علامات السادية تلذذ السادي بالعلاقة الجنسية من خلال إلحاق الأذى بشريكه، ويكون ذلك بضربه بالسوط أو العصا، أو العض أو الإذلال والإهانة، وقد يكتفي السادي بتقديم الكلمات والألفاظ الجارحة، مما يلحق الأذى النفسي بالشريك، ومن هنا نجد أن علماء النفس قد عرفوا السادية، على أنها تعلق الفرد باللذة الجنسية مع ضحيته، بعد تعذيبها أو التطلع إلى هذا العذاب والمعاناة، ويكون إحساس التمتع بتلك المعاناة، أقوى من ممارسة الجنس نفسه.
عند الحديث عن السادية يتبادر إلى أذهاننا السؤال عن أسباب السادية، أو الأسباب التي تدفع الفرد لأن يسلك هذا السلوك العنيف. ما هي أسباب السادية؟ وكيف يصبح الشخص سادياً؟
- قد تلجأ شخصية الرجل السادي إلى التعبير عن رجولته وفحولته عن طريق ممارسة السادية في العلاقة الجنسية.
- يلجأ بعضهم إلى ممارسة السادية، نتيجة النقص والضعف والقصور في نفسه.
- يمارس بعض الأفراد السادية، من باب الحقد على الجنس، باعتباره إثم أو خطيئة، وهنا نجد الفرد يرغب في ممارسة الجنس، إلا أنه في الوقت ذاته، يشعر بالألم والذنب في ممارسته.
- تتسبب بعض الأمراض النفسية بالسادية، كالانفصام، واضطراب الهوية الانشقاقي.
- في بعض الأحيان تكون الإصابة بالسادية وراثية، فقد تنتقل السادية من الأب إلى أبنائه.
- تعد الاضطرابات الهرمونية، أحد أسباب الإصابة بالسادية.
- معاناة الفرد من الاستغلال الجنسي، في مراحل مبكرة من عمره قد تكون من مسببات السادية أيضاً!
يمكن تقسيم السادية إلى ثلاثة أنواع، على الشكل الآتي:
- السادية المقبولة: وهي السادية التي لا تخرج عن نطاق الحلم، ولا تتطور إلى حد الممارسة.
- السادية الخفيفة: وهي التي يعلم بها الشخص أبعاد سلوكه السادي، ومدى تحكمه بالآخر، وما يلحقه بضحيته من أذى، وهو على دراية كاملة بعواقب فعلته.
- السادية الإجرامية: تعتبر من أقوى درجات السادية، والتي قد تصل إلى حد القتل.
السادية والمازوخية أو المازوشية صورتان من صور الاضطراب النفسي، حيث تقابل المازوخية السادية، فهي حالة اضطراب نفسي تتجسد في التلذذ بالألم الواقع على النفس من الطرف الآخر، والتلذذ بالاضطهاد والعنف، سواء كان نفسياً أو جسدياً.
والسادية والمازوخية لا ترتبطان بالممارسات الجنسية فقط، بل يتعدى الأمر إلى كافة الممارسات اليومية.
مستويات السادية ثلاث من حيث الممارسة، وهي: السادية الخفيفة، والسادية المتوسطة، والسادية الشديدة. فالخفيفة يمارسها عامة الناس دون إدراك منهم، في حين أن المتوسطة يمارسها الشخص مع إدراكه لها، أما السادية الشديدة فيمارسها كسلوك قهري قد يصل من شدته إلى قتل الآخر.
وكذلك المازوخية أو المازوشية تنقسم إلى ثلاثة مستويات: الخفيفة، والمتوسطة، والشديدة. المازوخية الخفيفة هي ما يمارسها الأشخاص عادة من دون إدراك، كاستخدام الأسماء المستعارة، والمازوخية المتوسطة ما يمارسها الفرد مع إدراكه لها، مثل جرح الرسغ وترك الدم ينزف. والمازوخية الشديدة هي التي قد تصل بالفرد إلى الانتحار.
قد نجد العديد من النساء يرغبن في معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع الرجل السادي أو الزوج السادي، وهنا طرق علمية يمكن اتباعها:
- على الزوجة في البداية أن تساعد زوجها على ضبط نفسه، من خلال تعويده على الامتناع عن ممارسة السادية معها، على الرغم من أنه سيفقد جزءاً من الإثارة الجنسية في البداية، ولكن سيزول هذا الشعور مع مرور الوقت.
- يتوجب على الزوجة احتواء زوجها، وتقديم الرعاية له، والاهتمام به.
- سيلزم الزوجة أيضاً قوة احتمال هائلة لتحتمل الأذى الصادر عن زوجها لفترة مؤقتة، ومحاولة تخفيف أعراض القلق والاكتئاب ونوبات الغضب لديه.
- يتوجب على الزوجة تشجيع الزوج على اللجوء إلى الطبيب النفسي؛ للتخلص من اضطرابات الشخصية السادية.
- على الزوجة عدم الإفصاح عن الحالة التي يعاني منها زوجها، والعمل على مساعدته على علاج مشكلة السادية لديه.
تتكاثف جهود العلاج النفسي والعلاج الدوائي؛ للتخلص من اضطرابات الشخصية السادية، وتختلف طرق علاج السادية من شخص إلى آخر، حسب الاضطراب النفسي المصاب به، وإذا ما كان لديه اضطرابات أخرى مرافقة، وهنا يتوجب على الزوجة احتواء زوجها، ومساعدته على تخطي هذه المرحلة، وعدم مواجهة العنف بالعنف.
يعتبر العلاج السلوكي والنفسي أقوى من العلاج الدوائي في حالة اضطرابات الشخصية السادية، وغالباً ما يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي، في حال إصابة الشخص بمرض نفسي آخر، من خلال إعطاء الفرد أدوية تقلل من إفراز هرمون الذكورة.
في جميع الحالات ننصح الشريك سواء كان زوجاً أو زوجة بأن يقنع شريكه بزيارة الطبيب للحصول على الاستشارة اللازمة.