متلازمة تيمور وشفيقة والزواج التنافسي
قام فريق حلوها بإطلاق مصطلح متلازمة تيمور وشفيقة كمرادف لمصطلح الزواج التنافسي بعد الاطلاع على عشرات القضايا التي يطرحها أفراد مجتمع حلوها، ودراسة الإجابات التي يقدمها القراء حول هذه القضايا.
هذه المادة؛ تناقش أسباب خوف الرجل من نجاح زوجته وتحكم الغيرة بسلوك الرجل عندما يتعلق الأمر بتطور زوجته، ونحاول أن نرصد الأعراض التي تظهر على الرجال عندما يواجهون موقفاً كهذا، ونعرض لكم أبرز القصص الواقعية عن متلازمة تيمور وشفيقة.
وصف متلازمة تيمور وشفيقة أو متلازمة الزواج التنافسي
تعرف متلازمة الزواج التنافسي كمجموعة من المظاهر السلوكية التي قد تقترن باضطرابات نفسية عند أحد الزوجين يكون محركها الأساسي تحقيق الطرف الآخر أو الشريك نجاحاً استثنائياً، وعادة ما تكون الشخصيات العامة هي الأكثر تعرضاً لاختبار الزواج التنافسي، كذلك عندما يعمل الزوجان في مهنة واحدة أو حتى في مكان واحد.
وقد اخترنا اسم "متلازمة تيمور وشفيقة" بدلاً من الزواج التنافسي لاعتقادنا أن الحالة في عالمنا العربي أكثر ارتباطاً بالرجال، وقد تكون سابقة أصلاً لنجاح الزوجة أو تحقيقها إنجازات لافتة، أي أنها تظهر كإجراءات وقائية يتخذها الرجل للحؤول دون تفوق زوجة المستقبل.
فمتلازمة تيمور وشفيقة هي مجموعة من الصفات المتناذرة أو المتلازمة التي تظهر على بعض الرجال عندما يتعلق الأمر بنجاح زوجاتهم، وقد تكون هذه الصفات أو السلوكيات طارئة تظهر لأول مرة عندما يستشعر الرجل نمو طموح زوجته أو تحقيقها إنجازات جديدة تهدد قوامته، وقد تكون راسخة عند الزوج منذ البداية ويعبر عنها بطرق مختلفة حتى قبل الزواج.
عام 2007 تم عرض الفيلم المصري تيمور وشفيقة من كتابة تامر حبيب وإخراج خالد مرعي وبطولة منى زكي وأحمد السقا، والفيلم يناقش واحدة من القضايا الشائعة وهي تأثير طموح المرأة ونجاحها على علاقتها بزوجها أو زوجها المستقبلي.
شفيقة فتاة نابغة في دراستها ما أهلها أن تشغل منصب وزير البيئة، وتيمور جار شفيقة وحبيبها منذ الطفولة ضابط في الحراسات يتم تعيينه كحارس شخصي لشفيقة، والعمود الفقري للفيلم عدم قدرة تيمور على استيعاب فكرة أن تكون شفيقة وزيرة وهو حارسها الشخصي، بطبيعة الحال انتهى الفيلم بخضوع شفيقة نسبياً لتيمور وموافقتها على الاستقالة من منصب الوزارة مقابل الزواج.
وعند إطلاع فريق موقع حلوها على مجموعة كبيرة من أسئلة القراء وإجاباتهم حول خشية الزوج من نجاح زوجته أو غيرته من نجاحها ورغبته بتحجيم طموحها، وجدنا أن اسم تيمور وشفيقة مناسب لوصف هذه الحالة أكثر من اسم الزواج التنافسي.
فما الفرق بين متلازمة تيمور وشفيقة ومتلازمة الزواج التنافسي؟
متلازمة الزواج التنافسي من اسمها ومن تحليلها ترصد وجود حالة تنافسية بين الزوجين بغض النظر عن أيهما الذي يشعر بالغيرة من الآخر أو الذي يشعر بالدونية نتيجة نجاح الآخر، وغالباً ما يتعلق تطور الزواج التنافسي بظروف خاصة أكثر من ارتباطه بالبيئة الاجتماعية العامة.
فقد يعيش الزوجان حياة طبيعية ولفترة طويلة وكلاهما يحقق نجاحاً في مكانه بشكل متساوٍ تقريباً وربما يتمنى أحدهما للآخر أن يكون أفضل، لكن عندما يضحك القدر لأحدهما أو يثمر جهده دون الآخر يظهر التنافس بين الزوجين بشكل أكبر، ونعتقد أن الزواج التنافسي كمصطلح أكثر ملاءمة للمجتمعات الغربية باعتبارها مجتمعات أكثر فردية وتكرس الإنجازات الشخصية بعيداً بأقل قدر من التمييز الجندري.
أما متلازمة تيمور وشفيقة فترتبط بالبيئة الاجتماعية والمعايير التي يمتلكها الرجل أكثر من ارتباطها بالأشخاص، ففي المجتمع العربي عموماً تنظر الزوجة بعين الرضا إلى نجاح زوجها وغالباً ما تتمنى له المزيد من النجاح والثروة والشهرة والتقدير، وتفاخر بهذا كله، فيما يكون الرجل أقل رغبة بخروج زوجته من دائرة سلطته أو تحولها إلى شخص معروف ولو على نطاق ضيق، ولا يرتبط هذا الشعور بالضرورة برغبة الزوجة بالعمل أو قدرتها على تحقيق إنجازات شخصية، وإنما هو موروث لدى الرجال وراسخ وواضح قد يعبر عنه الرجل منذ بداية العلاقة، وربما يضع شروطه بما يضمن له القوامة والحفاظ على سلطته المادية والاجتماعية.
كما ذكرنا؛ فإن أعراض متلازمة تيمور وشفيقة قد تظهر على الرجل بشكل طارئ كاستجابة للموقف، وقد تكون راسخة بشخصيته يعبر عنها منذ بداية العلاقة، في الحالتين يقوم الرجل ببعض السلوكيات والتصرفات التي تشير إلى أنه تيمور:
- شعور الرجل بالخطر المحدق الناتج عن إمكانية استقلال زوجته مادياً واجتماعياً.
- شعور الرجل بالدونية إذا استطاعت الزوجة تحقيق ما لم يقدر على تحقيقه، كأن تتقاضى مرتباً أعلى أو تحصل على مؤهل علمي أعلى.
- محاولات لإقناع الزوجة والضغط عليها لترك العمل إن كانت تعمل.
- تطور مشاعر الغيرة عند الزوج لاعتقاده أن وجود المرأة في أوساط مختلطة يعزز من فرص الخيانة أو ربما لخوفه من أن تجد م هو أفضل منه، وقد تكون متلازمة تيمور وشفيقة مقدمة للإصابة بمتلازمة عطيل أو الغيرة المرضية.
- نوبات غضب وازدياد المشاكل الزوجية.
- انتقال الرجل من مرحلة النقاش إلى مرحلة الضغط أو الإجبار من خلال وضع المرأة بين خيار العمل وتطوير الذات وخيار الالتزام بالبيت والأسرة التزاماً كاملاً.
- من أكثر أعراض متلازمة تيمور وشفيقة حدة إجبار الرجل لزوجته على الإنجاب، التلويح بالخيانة الزوجية أو الزواج الثاني كعقاب على الطموح، التهديد بالطلاق، وربما التآمر على الزوجة في بيئة عملها أو حتى تشويه سمعتها.
قد يبدو للوهلة الأولى أن شعور الرجل بالهلع من استقلال زوجته أمر بديهي أو مبرر، لكن عند البحث عن الأسباب سنجد أن الأمر أكثر عمقاً وتعقيداً مما نعتقد، دعونا نتعرف على أبرز أسباب متلازمة تيمور وشفيقة.
الأسباب الاجتماعية لمتلازمة تيمور
المنظومة الاجتماعية التي ينشأ بها الذكر ويتفاعل معها تعتبر العامل الأكثر تأثيراً على تطور متلازمة تيمور وشفيقة لديه، وعند التدقيق يمكن ملاحظة شعور الذكر بالهلع من تفوق الأنثى عليه في مراحل عمرية مبكرة، لكن وجود نوع خجول من تكافؤ الفرص بين الأطفال الذكور والإناث قد يطمس ملامح خشية الذكر من تفوق الأنثى عند الأطفال.
ولا حاجة هنا للقول أن المجتمع البشري على وجه العموم والعربي خصوصاً هو مجتمع ذكوري بامتياز، فعند تجاوز الطفولة ذات التكافؤ الخجول يبدأ تفوق الذكر الواضح بالحصول على الفرص في التعليم والتدريب والعمل وحتى بالدعم من الأهل والمجتمع مادياً ومعنوياً، فبينما تجد الأنثى الباب مغلقاً غالباً ما عدا الأبواب التي تؤدي إلى أسرِّة الذكور، يجد الذكر الأبواب نصف مفتوحة على الأقل.
من جهة أخرى فإن شعور الرجل الدائم بحاجة الأنثى إليه واعتمادها عليه يجعله متوتراً إذا شعر أنها لن تكون بحاجته بعد الآن، فتحاول الأنثى أن تعزز ارتباطها بالذكر من خلال الأمور العاطفية كالمحبة والدلال والإنجاب، فيما ينصب تركيز الذكر على تعزيز اتكالية الأنثى واعتمادها عليه ليشعر بقيمة ذاته بالدرجة الأولى وليضمن استقرار حاجتها إليه.
أسباب نفسية لمتلازمة تيمور وشفيقة
على رأس قائمة الأسباب النفسية لمتلازمة تيمور وشفيقة هو الشعور المتزايد بالغيرة، الغيرة الزوجية أو الغيرة الجنسية المتزامنة مع الغيرة من نجاح أو تفوق الزوجة، حيث يشعر الزوج بالخطر عندما يلاحظ اندماج زوجته في بيئة عمل مختلطة، كما تشتعل الغيرة في قلبه إذا شعر أن الزوجة هي محور الاهتمام في مكان ما أو أنها تخطف الأضواء منه فيصبح هو من يأتي بمعيتها وليس العكس.
هذا ما يدو واضحاً إذا تلقت الزوجة دعوة تتعلق بعملها وطلبت من زوجها الذهاب معها، فهو يتخيل مسبقاً أنه سكون مجرد ديكور فيما ستكون زوجته متألقة، وهذا بالطبع يعتبر إهانة لرجولة تيمور.
وبالتأكيد تعتبر سيطرة الذكر الجنسية على العلاقة الزوجية واحدة من أهم مسببات تطور متلازمة تيمور وشفيقة، فالرجل عادة ما يربط بشكل درامي بين سلطته العامة على أسرته وبين سيطرته الجنسية، ويعتبر أن أي خلل في الطوق الذي يفرضه على عائلته ينعكس مباشرة على سيطرته الجنسية والعكس صحيح.
المرأة كمغذية لمتلازمة تيمور
نعتقد أنَّ أكثر أعداء النساء ضراوة هنَّ النساء المغاليات بالمطالبة بحقوق المرأة!، وفي بعض الحالات نجد المرأة الناجحة تنساق خلف الدعوات النسوية المغالية وتحاول أن تستفز الرجل بنجاحها متعمدة، ليخرج تيمور من داخله حتى وإن كان الرجل متفهماً نسبياً لنجاح زوجته.
فالأسطوانات المشروخة عن كيان المرأة وحقوقها تصيب الذكور بالتوتر، والنساء المتأثرات بالدعوات النسوية غالباً ما يتصيدن أي ملاحظة يطلقها الزوج وأي كلمة يقولها ويربطنها بالعداوة الوهمية بين الرجال والنساء، ويعتبرن أي تصرف يقوم به الزوج يصب في خانة طمس دور المرأة وما إلى هنالك.
كي نكون واقعيين لا بد من الاعتراف أن بعض الرجال لا يمكن الوصول معهم إلى تسوية فيما يتعلق بمتلازمة تيمور وشفيقة، فهم يعتبرون أن تفوق المرأة عليهم في أي مجال من المجالات ولأي سبب من الأسباب أمر غير مقبول، ويبدو أن هؤلاء الرجال يبحثون منذ البداية عن زوجة عادية جداً ومحدودة الطموح وقليلة الحيلة، بل أن بعضهم يتعمدون اختيار زوجة متوسطة الجمال كي لا تكون ملفتة للذكور الآخرين!.
لكن على الضفة الأخرى هناك رجال يبحثون عن زوجة عاملة لكي تساعدهم في أعباء الحياة، وهناك رجال يبحثون عن زوجة متعلمة ومثقفة كجزء من صورتهم الاجتماعية، لكن متلازمة تيمور وشفيقة تهاجمهم إذا تخلفوا هم عن زوجاتهم وأصبحوا أدنى درجة.
وباعتبار أن الرجل صاحب السلطة غالباً حتى وإن كانت المرأة ناجحة فإنه يلجأ لاستعمال سلطته في إعادة الأمور إلى نصابها بدلاً من اللجوء إلى المنافسة الشريفة!.
والعلاج الأفضل لمتلازمة تيمور وشفيقة هو أن تتمكن الزوجة من الموازنة بين شؤون أسرتها وواجبها تجاه الزوج والأطفال من جهة، وبين طموحها العملي أو العلمي من جهة أخرى، وألَّا تحاول وضع نفسها في مقارنة علنية مع زوجها، وأن تجنب زوجها المواقف المحرجة التي قد تخطف منه الأضواء، على الأقل ريثما يتمكن الزوج من تفهم نجاح زوجته كجزء من نجاح أسرته بل ونجاحه الشخصي من خلال الحوار أو الاستشارات الزوجية.
يرد إلى موقع حلوها الكثير من القصص والاستفسارات حول موضوع خوف الزوج من تفوق زوجته أو محاولته عرقلة طموحها أو مساومتها لتترك عملها، ذلك التماساً لآراء القراء ومساعدة الخبراء، ونحن إذ نعرض عليكم بعض القصص الواقعية عن تأثير هذه الحالة على الحياة الزوجية والعلاقات العاطفية؛ إنَّما ليستأنس أصحابها برأيكم ولتتعرفوا أكثر على هذه القضية.
زوجي لا يعمل ولا يقبل أن أعمل
هي واحدة من أكثر القصص التي وردت إلى موقع حلوها تعبيراً عن متلازمة تيمور وشفيقة، حيث أن الزوج عاطل عن العمل، ويسكن في بيت أهله بينما تسكن الزوجة في بيت أهلها لعدم قدرة زوجها على القيام بأعباء الأسرة.
على الرغم من الظرف الاقتصادي الصعب وتخلي الزوج عن أبسط مسؤولياته لكنه عندما أتيحت الفرصة أما زوجته للحصول على تدريب مهني يأهلها لاحقاً للدخول إلى سوق العمل رفض رفضاً قاطعاً، ووضعها أمام الخيارات الصعبة، إمَّا أن تعيش معه في بيت أهله الذين يكرهونها ودون أن يكون عنده قدرة على تحمل نفقاتهم الشخصية، وإما أن يبقى الوضع على ما هو عليه إلى حين ميسرة، وإن اختارت الحصول على فرصة التدريب فسيكون الانفصال هو الخيار الوحيد.
لقراءة تفاصيل القصة وردود الخبراء والقراء يمكنكم زيارة هذا الرابط (زوجي لا يعمل ويرفض عملي)
زوجة ثانية وزوجي يرفض عملي
أيضاً من الحالات الصارخة لخشية الرجل من تفوق زوجته عليه قصة صديقة موقع حلوها التي يرفض زوجها عودتها إلى العمل، فهو تزوجها كزوجة ثانية وكانت على قيد عملها لكنها فقدت وظيفتها، وهو استغل الفرصة ورفض عودتها إلى العمل ثانيةً.
وفي حالة من المساومة قبل بصعوبة أن تتابع دراستها العليا، وقبل بصعوبة أن ينجب منها، علماً أنه لا ينام في بيتها إطلاقاً، وعندما أتيحت لها فرصة عمل جديدة في تخصصها الجامعي واجهت رفضاً قاطعاً.
لإبداء رأيكم بقصة صديقتنا يمكنكم الدخول إلى هذا الرابط (زوجي يرفض عملي ولا أعلم ما السبب، ساعدوني!).
زوجي يضيع عليَّ الفرص
بعد زواج عشر سنوات دون أطفال تفكر صديقتنا بالانفصال، ليس لعدم قدرتهم على الإنجاب بل لأن زوجها أصر على تركها العمل في مجال البحث العلمي، وفوَّت عليها الحصول على شهادة الدكتوراه، وذلك بحجة الغيرة والتذرع بالدين، على الرغم من اتفاقهما قبل الزواج أنها لن تترك عملها.
اقرأ القصة كاملة مع ردود الخبراء والقراء وشارك رأيك من خلال هذا الرابط (زوجي يهملني ويرفض عملي).
عملي هو ما يشعرني بالأمان
صديقتنا توصف لنا متلازمة تيمور شفيقة دون أن تشعر، فزوجها رجل رائع حسب وصفها، وهو يحبها مستقلة وطموحة، لكنه في نفس الوقت يشعر أنها قادرة على فعل أي شيء لوحدها، وقادرة على شراء ما تريده وليست بحاجة له، هذا ما جعله يرغب أن تترك عملها.
وهي لها أسباب مقنعة، فهي نتيجة تجربتها في بيت أهلها اعتادت أن تكون مسؤولة عن نفسها وتخشى أن تتخلى عن وظيفتها وتصبح عالة على أحد حتى وإن كان زوجها.
كيف يجب أن تتصرف صديقتنا برأيكم، شاركوها النقاش من خلال هذا الرابط (زوجي يطلب مني ترك وظيفتي ماذا أفعل؟)