موضوع عن التسامح وقواعد المسامحة
ما أهمية التسامح بين الأصدقاء والناس؟ كيف أسامح من أساء إلي؟ ما هي المفاهيم الخاطئة عن التسامح؟ وما هي دوائر التسامح؟ لنتعرف معاً إلى أجوبة هذه الأسئلة.
ما هو التسامح؟
هناك الكثير من التعريفات التقليدية للتسامح والتي تركز على حزئية التغاضي عن الخطأ، لكن من وجهة نظرنا أن التسامح المنطقي والذي يجب أن نتمسك به هو عملية داخلية بالمطلق، هو قدرة الفرد على التصالح مع آثار الإساءة التي يتعرض لها من الآخرين، وقدرته على التصالح مع الأخطاء التي يرتكبها بحق نفسه أو بحق من حوله، لنتعرف أكثر على التسامح والمسامحة في السطور القادمة.
- التسامح معناه الضعف: هناك من يعتقد خاطئًا أن التسامح هو الضعف، فإذا غضب صاحب هذا الرأي من شخص، فإنه يقول: "لن أكلمه حتى لا يظن أنني ضعيف.. عليه هو أن يكلمني أولًا ثم سأسامحه وقتها"
- التسامح معناه التحكم: وهو اعتقاد البعض أن التسامح يعطي الآخر الفرصة؛ ليتحكم في الشخص المتسامح.
- التسامح معناه تقبل الإهانة: التسامح لا يعني أنك تقبلت الإهانة علىى نفسك، بل يعني أنك ارتقيت عنها.
- التسامح معناه نسيان الأمر: النسيان ليس شرطًا من شروط التسامح، فنحن لا يمكننا التحكم بذاكرتنا، ولا يمكننا حذف ما حدث من شريط حياتنا، ولكن يمكننا أن نسامح من أساء لنا وأن نترفع عن مشاعر الحقد والضغينة.
لماذا نسامح؟ ما أهمية التسامح؟
إذا كان الإنسان لا يتمتع باتزان روحاني، فإنه وقتها يفكر بالذات المزيفة أو الذات السفلى، ويتصرف بها، ويبني تفكيره من خلالها، فإذا كان الإنسان متسامحًا، فإن تفكيره سيكون بشكل صحيح، وسيكون لديه اتزان في القوة الروحانية، التي سينتج عنها اتزان الذهن، وسيعقبه اتزان الشعور والأحاسيس، وينتهي الأمر بأن يكون الجسم كله في حالة اتزان، فيحدث اتزان جسمي، وهنا تكمن أهمية التسامح.
ما هي قواعد التسامح؟ هي خطوات التسامح التي تحتاج للمرور بها قبل أن تصل إلى مرحلة التسامح الحقيقية، وهي:
- إدراك التسامح: إن إدراك أهمية التسامح وقميته بمثابة نصف الطريق، فما أن تؤمن بأهمية التسامح ستجد نفسك أكثر قدرة على اتخاذ إجراءات حقيقية في سبيل التسامح.
- التجارب والمهارات: لكل تجربة نمر بها مهما كانت سلبية جوانب إيجابية، وبما أن التجربة قد وقعت ولا يمكن العودة بالزمن فالاستفادة من الإيجابيات أهم من الوقوف على الأطلال والنبش في سلبيات الماضي.
- التنازل عن رغبات الانتقام: المقولة الشهرية التي يجب أن تؤمن بها أن من يسعى للانتقام يجب أن يحفر قبرين أحدهما له!.
يمكن تحديد دائرتين للتسامح:
الأولى أن تسامح نفسك، وهي الأهم في رأينا، فإن تمكنت من مسامحة نفسك ستعرف قيمة التسامح وستتمكن من مسامحة الآخرين، كما أن الضغط الذي ينتج عن عقاب الذات المستمر والشعور العميق بالندم يعتبر من أبرز أسباب الاكتئاب الحاد ومن أهم دوافع الانتحار، اقرأ أكثر عن مشاعر الندم وآثارها.
والدائرة الثانية أن تسامح الآخرين، وأن تبدأ بالأقرب إليك في العائلة والأصدقاء، ونكرر أن التسامح لا يعني إعفاء المخطئين من أخطائهم، وإنما التخلص من آثار الإساءة التي تنعكس عليك.
كيف أسامح من ظلمني وأساء إلي؟ كيف أسامح من جرحني؟ كيف أسامح زوجي؟ كيف أسامح والدي؟ كيف أسامح نفسي؟
يمكنك مسامحة الناس من خلال اتباع استراتيجية التسامح التالية:
- التفكير في الشخص والتجربة
- الاسترخاء التام
- التخيل والرجوع للماضي
- الاستدعاء والتسامح المتكامل
واعلم أنها حياة واحدة ليس لها (بروفة) وإنما هي حياة حقيقية، ليس لها إعادة، فإذا ما انتهت لن تعود، فيجب أن تعيش كل لحظة في حياتك وكأنها آخر لحظة من حياتك، فأنت لن تخرج أبدًا من هذه الحياة وأنت حي، لذلك سامح!
تذكر دائماً أن مجتمع حلوها مستعد لتقديم المساعدة في كل وقت وفي أي وقت، فإذا كنت تجد صعوبة في التسامح مع نفسك أو مع الآخرين يمكنك استشارة أفراد وخبراء مجتمع حلوها من خلال هذا الرابط، كما يمكنك التواصل مع خبراء موقع حلوها بسرية تامة من خلال خدمة ألو حلوها.