مفهوم الغيرة الزوجية
الغيرة الزوجية، آفة حقيقية من شأنها تدمير كافة أنواع الروابط والعلاقات بما فيها العلاقات الزوجية. للأسف معظم الأشخاص لا يعرفون سبب الغيرة الزوجية ولا طريقة التعامل معها، مما يسبب المشاكل والخلافات التي قد تنتهي بالطلاق في كثير من الحالات. لذلك في هذا المقال سنتناول أسباب الغيرة الزوجية، وكيفية التغلب على هذه المشاعر من أجل إنقاذ زواجك. ويمكنك أيضاً بعد قراءة هذا المقال أن تأخذ اختبار الغيرة على موقع حلوها من هنا؛ لكي تطمأن على علاقتك.
الغيرة، هي رد فعل طبيعي عند معظم الناس، يحدث نتيجة إحساس الشخص بتهديد محتمل –حقيقي أو متخيل- على علاقاته التي يحبها ويهمه أمرها. تعتبر الغيرة مشكلة رئيسية في معظم الزيجات. الغيرة ليست أمراً غريباً أو مستنكراً؛ في الحقيقة الغيرة أمر طبيعي ولابد منه في الحياة الزوجية، إلا أنها عندما تتجاوز الحد الطبيعي تصبح عقبة حقيقية أمام العلاقات.
هل الغيرة أمر طبيعي حقاً؟
في العلاقات الطبيعية، تكون الغيرة المعتدلة قوة إيجابية في علاقة الطرفين، لأنها تذكر كل من الشريكين بأهمية كل منهما عند الآخر. كما أنها تجدد شعلة الحب والعلاقة الحميمية بين الزوجين. أي انها ليس طبيعية وحسب، بل وضرورية أيضاً لكل العلاقات العاطفية. إلا أنها عندما تصبح غير عقلانية وشديدة للغاية، من الممكن أن تسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه على العلاقة العاطفية.
مشاعر الغيرة ومشاعر الخجل؟
يشعر الأفراد بالعديد من المشاعر المختلطة بما فيها الخجل. عندما يشعر الأفراد بالغيرة، فإنهم يختبرون العديد من المشاعر مثل الخوف والغضب والإذلال والشعور بالفشل والشك والتهديد والحزن والقلق والحسد والألم والشفقة على الذات.
الغيرة تبقي الأشخاص تحت إحساس الإحباط وخيبة الأمل. إنها تجعل من يشعر بها متشائم للغاية، وللأسف الشعور بالغيرة لا يسهل الإفصاح عنه حتى لأقرب الأصدقاء، وهذا ما يزيد من ألم الأفراد الذين يتعرضون لهذه الحالة.
هل تعرف كيف تنتج مشاعر الغيرة؟
بالتأكيد كل منا مر في مرحلة ما من مراحل علاقته بلحظات شعر فيها بالغيرة على علاقته العاطفية، هذا غالباً ينتج عن خوفنا من استبدالنا بشخص آخر، أو شعورنا بالتهديد من قبل شخص خارجي دخل فجأة إلى حياة شريكنا. لكن ما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الشعور؟ تابع معنا هذه الفقرة لتعرف أكثر عن الموضوع.
1- عدم الشعور بالأمان الداخلي
انعدام الأمان الداخلي، ربما يكون هذا المصطلح غير شائع في الأوساط النفسية والطبية، لذلك سنشرح لكم معنى هذا المصطلح. عدم الشعور بالأمان الداخلي، أو ما يعرف بعقدة الدونية؛ هي شعور الشخص أنه ليس كافياً لشريكه في العلاقة الغرامية، أي أن الشخص الذي يعاني من هذا الشعور، يعيش في حالة من كره الذات لانعدام ثقته بنفسه، وعدم اقتناعه بأنه إنسان يستحق أن يكون في علاقة عاطفية جيدة مع شريك يحبه ويحترمه.
2- التفكير الاستحواذي الهوسي
الأشخاص الذين يستولي هذا التفكير على عقولهم للأسف يعانون من الكثير من المشاكل في حياتهم. لأن عقلهم يبدأ بتفسير وتحليل الأحداث التي تحصل في حياتهم بحيث يقنعون أنفسهم أن كل من حولهم يقوم بخيانتهم، وأنهم ضحية المجتمع، وأن كل من حولهم تخلّى عنهم. وعلى الرغم من عدم كثرة هؤلاء الأشخاص في الحقيقة إلا أنهم جزء لا يتجزأ من دائرة علاقاتنا؛ ولابد من أن كل شخص يعرف شخصاً أو أكثر من هؤلاء الأشخاص.
3- الشخصيات المضطربة (جنون العظمة)
الكثير من الأشخاص يشعرون بالغيرة، إلا أن الأشخاص الذين يملكون شخصيات مضطربة أو مصابة بجنون العظمة، هي أكثر الشخصيات التي تعاني من الغيرة. ليس الغيرة فقط، بل ويعتبرون أنفسهم ضحايا للمؤامرات التي تحاك ضدهم. ويعتبرون أي شخص ينجح في حياته، يسرق الفرص المهمة التي من حقهم الحصول عليها.
4- الواقع
أكثر نسبة للأشخاص الذين يشعرون بالغيرة هم الأشخاص الذين تعرضوا بالفعل لخيانة معينة، هؤلاء الأشخاص قد لا يستطيعون التخلص من عقدة الخيانة التي تعرضوا لها، وبالتالي أي تصرف من الشريك مهما كان غير مثير للريبة سيصبح مدعاة للشك والغيرة، وللأسف لا يمكننا لومهم، فمن منا لن يشعر بهذه المشاعر إن كان قد سبق له وتعرض للخيانة والغدر!
لا تقم بهذه الأمور إن كنت تخاف على علاقتك
هناك العديد من السلوكيات السيئة، والتي تنذر بوجود مشكلة حقيقية تعاني منها، لذلك سنذكر أهم السلوكيات التي قد تؤذي علاقتك بشريكك، على أمل أن تقوم بتجنبها لكي تحافظ على علاقتك وشريكك وكل ما تحب.
- التجسس على هاتف شريكك، أو بريده الالكتروني بدون إذن.
- إهانة شريكك بالكلام أو الأفعال.
- توهّم أن شريكك لم يعد منجذباً إليك.
- استجواب شريكك في حال تأخره قليلاً عن موعده المعتاد.
- اتهام زوجك بالكذب بدون أي دليل على كلامك.
إذا شعرت أن بعض هذه التصرفات مألوفة عندك أو عند شريكك، ننصحك بأن تقوم بالتكلم مع شريكك حول كل ما يقلقك في هذه العلاقة، فالحديث الجيد والاستماع لمخاوف الشريك، سينقذ زواجك أو علاقتك العاطفية بكل تأكيد.
ماذا ينتج عن الغيرة الزوجية المبالغ فيها؟
بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة بشكل مبالغ فيه، فإن غيرتهم في الحقيقة ستكون مجرد نبوءة تنذر بخيانة من الشريك عندما تصل به الأمور إلى نقطة لا يستطيع بعدها أن يحتمل الغيرة الزائدة! كما أنه يوجد العديد من العواقب الأخرى للغيرة على الحياة الزوجية مثل:
- استياء الشريك.
- انعدام الثقة بين الشريكين أو الزوجين.
- الغضب الشديد والصراخ الدائم.
- الكآبة، وخاصةً عند الشخص الغيور.
- الرغبة في الانتقام، حتى ولو لم يكن هناك ما يحدث؛ فالغيرة تسيطر على العقول.
- الطلاق، وهذا يحدث في معظم الحالات التي يكون فيها أحد الشريكين غيور للغاية.
كيف يجب عليك التصرف في هذه المواقف التي قد تسبب الغيرة؟
للحفاظ على العلاقة وحمايتها من كل شيء، لابد لك من التصرف بشكل سليم في المواقف التي قد تسبب لك الغيرة، فتصرفك المناسب في هذه المواقف هو ما يضمن لك الحفاظ على علاقتك من أي عقبة تواجهها. إذاً كيف نتصرف في المواقف التالية؟
1- الرقص مع غير الشريك
يجب عليكما أن تسمحا لبعضكما البعض بالرقص مع الآخرين، بل يجب عليكما أن تسعدا لكمية الطاقة والحيوية التي تبثانها أثناء رقصكما مع الآخرين على ساحة الرقص، فهذا يعني أنكما سعيدان بوقتكما، وبالتالي سعيدان لأن كل منكما يقضي وقتاً ممتعاً.
2- شريكك يملك أصدقاء من الجنس الآخر
ربما يقوم شريكك بمساعدة صديقة ما في نقل بعض الأشياء إلى شقتها، وربما تقوم شريكتك بإيصال صديق لها إلى المطار؛ وتخيل ماذا؟ إنه أمر طبيعي جداً، ويجب عليكما ألا تعتبرانه أمراً مهماً أو تخلقا منه مشكلة ما؛ يجب على كل منكما أن يثق بالآخر، ويجب عليكما أيضاً النظر إلى هذه المبادرات على أنها مبادرات حب ورعاية، بدلاً من أن تشككا ببعضكما البعض.
3- شخص ما قام بالإطراء على شريكك/ شريكتك
بدلاً من الغضب وافتعال مشكلة لأن شخصاً ما قال عن شريكك أو شريكتك بأنه جذاب، كن سعيداً! فهذا يعني أن الشخص الذي تحبه جميل، وأن هذا الشخص الجذاب اختارك أنت فقط من بين كل الأشخاص مما يعني أنك مهم جداً لتكون في حياته.
4- قال شريكك عن شخص مشهور أنه جذاب
ماذا لو أبدى شريكك إعجابه بشكل شخصية مشهورة! هذا يعني أن شريكك يشعر بالثقة التامة بجماله وجمالك وبعلاقتكما أيضاً! وهذا يعني أنه يجب عليك أن تكون فخور بشريكك لأنه يعتقد أنك متفهم للغاية ولأنه يعتقد أنه يستطيع أن يتكلم معك حول أي شيء.
5- لكل منكما نشاطات خاصة لا تتضمن الشريك
إن كنت تعتقد أن هذا الأمر سيء، أنت مخطئ! من الصحي والضروري للغاية أن تقوم أنت وشريكك ببعض النشاطات المنفصلة لكي تعطيا نفسيكما القليل من المساحة. ولأخذ العلم، قضاء الوقت معاً بشكل طويل لدرجة بقائكما معاً 24 ساعة في اليوم طوال الأسبوع يعني القضاء على علاقتكما شيئاً فشيئاً، لأن هذا الوضع سيدفع أحد منكما إلى الشعور بالاختناق والضيق من الشريك.
في النهاية، لاحظنا جميعاً أن الشعور بالغيرة أمر طبيعي وغير مستغرب، إلا أنه يحتاج إلى القليل من الضبط والكثير من الثقة بنفسك وبالشريك لكي لا يؤدي إلى نتائج مؤذية قد تؤدي إلى تدمير علاقتك بشريك حياتك الذي تحبه.