خطوات التسامح "أربع خطوات تقودك للتسامح"

ما هي خطوات التسامح مع الآخرين؟ هل التسامح والمغفرة ضعف أم قوة؟ ولماذا يجب أن نسامح ونتسامح؟ إليكم الخطوات الأربعة الأساسية للتسامح والمسامحة
خطوات التسامح "أربع خطوات تقودك للتسامح"
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إن اختيار المغفرة والتسامح ليس اختياراً سهلاً، لكنه هو الاختيار الأفضل للطرفين، ونحن لا ننكر أن هناك بعض الأمور التي يصبح فيها التسامح جنوناً، لكن هناك من سامح على جرائم كبرى ارتكبت بحقه لأنه يعرف أن الجنون هو العيش مع الضغينة والكره والحقد، والجنون هو الانتقام!.
لكن هل هناك آلية معينة للتسامح؟ هل هناك خطوات للتسامح؟ هذا ما نحاول أن نتحدث عنه في هذا المقال.
 

animate

هناك محاولات كثيرة لدراسة المشاعر الإنسانية الناتجة عن الحقد والرغبة بالانتقام وتأثيرها على مجرى الحياة وعلى الصحة الجسدية والنفسية، كذلك هناك محاولات عديدة لفهم التسامح وتحديد خطوات عملية يمكن أن تساعد على التسامح، سنحاول بدورنا أن نحدد بعض خطوات تساعدك على التخلص من الغل وتغليب التسامح على الانتقام.

أولاً: لماذا يجب أن نسامح؟
الجواب البسيط لأن الحياة يجب أن تستمر، ولأن طاقتنا يجب أن تكون مسخرة لنسعد أنفسنا لا لننتقم أو نفكر بالإساءات مدى الحياة، لأننا بحاجة إلى البداية من جديد دائماً، وبحاجة لإلقاء حمل الحقد عن كاهلنا.

ثانياً: هل التسامح سذاجة؟
يبدو أن معظمنا لا يرغب بالمسامحة لأنه يعتقد أن التسامح تنازل عن الحقوق، وأن التعامل بالمثل هو المبدأ الأصح في معظم الشرائع والقوانين الاجتماعية، لكن يجب أن نفهم التسامح جيداً، لنأخذ مثالاً؛ إذا تعرضت للسرقة وخلال السرقة تعرضت لإهانة لفظية أو جسدية من اللصوص، ثم تم إلقاء القبض عليهم، فهل التسامح أن تتنازل عن حقك؟.
لا؛ التسامح لا يعني أن ينجو المجرم من العقاب، لكن التسامح أن تنجو أنت من المشاعر السلبية التي تركها المجرم داخلك، يعني أن تراه بعد أن يقضي فترة سجنه صدفة فلا تشعر تجاهه بالحقد أو الغل، بل تنظر له أنه أخطأ ونال عقابه وانتهى، ولو أخطأ ثانية يجب أن ينال عقوبته، بل أن فك قيد المجرم جريمة لا علاقة لها بالتسامح.
إذاً... التسامح قضية بينك وبين نفسك، لا علاقة لها بمن أساء لك، بل هي طريقتك بالتعامل مع نتيجة الإساءة.

ثالثاً: التسامح مع الذات
إن التسامح مع الذات هو الخطوة الأولى والأهم للتسامح مع الآخرين، والتخلص من المشاعر السلبية تجاه الذات بمثابة الخروج من عنق الزجاجة، سامح نفسك وابدأ من جديد، لا تجلد ذاتك ولا تبالغ بلوم ذاتك ولا تخلق مبررات، ابدأ اليوم بداية جديدة.

رابعاً: قرر.. سجل.. سامح.. واستمتع
يمكن أن نرصد أربع خطوات رئيسية كفيلة بتحقيق التسامح على الشكل الآتي:

  1. قرار التسامح: لا بد أن تتخذ القرار بالمسامحة، فكر بالشخص الذي تريد مسامحته، وبالفعل الذي يؤرقك وترغب بالتخلص من آثاره، بالفوائد التي ستجنيها من المسامحة، بكل ما قد يتعلق بالحدث من مكان أو زمان أو تفاصيل.
  2. سجل مشاعرك: استخدم الورقة والقلم ودوِّن مشاعرك ورغباتك الحقيقة، إن كنت ترغب بالانتقام حاول أن تدون دوافعك وأفكارك، وابحث عن الأسباب التي ستمنعك من الانتقام، وقارن بينه وبين المسامحة.
  3. خذ إجراءً: بمجرد أن تحدد رغباتك ابدأ فوراً بالإجراءات، إذا كنت تريد مسامحة أحد أقاربك على الإساءة ربما تتصل به وتدعوه لكوب قهوة، وتخبره أنك تريد التخلص من الذكريات السيئة التي جمعتكما.
  4. استمتع بالمسامحة:  لا تدع مجالاً لعودة الذكرى السيئة مهما كانت، وتأكد انك تستمتع بحياة جديدة بلا ضغينة.

أخيراً... هل سمعت عن أم سامحت قاتل ابنها!، هل سمعت عن رجل سامح قاتل أمِّه! هل سمعت عن مختطفين سامحوا الخاطفين!، هذه قصص حقيقية، كثيرة هي قصص التسامح، وكثيرة هي القصص التي تؤرق حياتنا على الرغم أنها أبسط مما ذكرنا بكثير، فكر كيف تتابع حياتك دون ضغينة، وافسح مجالاً للتسامح في قلبك لترى كيف يغير حياتك.