قصة "كما تدين تدان" قصة مؤثرة مع الحكواتية سارة قصير
"كَما تُدين تُدان" من أشهر الأمثلة في التراث العربي وترتبط بالكثير من القصص المؤثرة الخيالية والواقعية، وقد جاءت قاعدة كما تُدين تُدان في الحديث النبوي الشريف "البِرُّ لا يَبْلَى والإثمُ لا يُنْسَى، والدَّيَّانُ لا ينامُ، فكن كما شِئْتَ، كما تَدِينُ تُدَانُ" ضعّفه أهل العلم. فمن عمل اليوم خيراً عاد عليه بمثله، ومن عمل شرّاً أو ظلماً عاد عليه بمثله، وقد بنيت فلسفات كثيرة على هذا المبدأ.
في هذا الفيديو تشاهدون قصة مثل "كما تدين تدان" قصة مؤثرة ومعبّرة ترويها لكم الحكواتية والمخرجة سارة قصير، يمكنكم أيضاً مشاهدة سلسلة القصص القصير على موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.
ما هي قصة مثل كما تدين تدان للأطفال
من قصص مثل كما تدين تدان المشهور، أن رجلاً كان يعمل في صنع السلال من القش والقصب، وكان يعيش في بيت أبيه مع زوجته وابنه الصغير، وكان والده رجلاً متقدماً في السنِّ يحتاج إلى الرعاية والعناية، ومع تقدم الأب في السن صارت زوجة الابن كثيرة الشكوى من والد زوجها ولا تطيق رعايته مع أنها تسكن بيته، وظلت تتذمر وتصرّ على زوجها أن يجد حلّاً يخلّصها من والده.
وفي يومٍ جاءت إلى زوجها وقالت له: أنا حامل ولن يتسع البيت لنا بعد الآن... احمل أباك في سلّةٍ واتركه على رأس الجبل حتى يلقى مصيره.
حزن الرجل لكنه لم يستطع معارضةَ زوجته، فبدأ يصنع سلّةً كبيرةً ليحمل فيها والده، وهو يراقب ابنه الصغير يلعب مع جده، وكان يؤخّر انتهاء العمل بالسلّة ما استطاع، لكنه في النهاية انتهى منها، فوضع والده في السلّة وحملها على ظهره وخرج من البيت، ثم عاد وقد ترك والده في البريّة ومعه السلّة فارغة.
- استقبله ابنه على باب البيت ببراءة الأطفال وطلب منه: أبي لا تبع هذه السلّة الكبيرة، اتركها لي!
- لماذا يا بني؟!
- عندما أكبر يا أبي وتطلب مني زوجتي أن أخرجك من البيت سأحتاج لهذه السلّة لأحملك بها وأتركك في البرية كما فعلت مع جدي!
بكى الأب بحرقة وقد أدرك ذنبه، فعاد إلى حيث ترك أباه ليرجعه إلى البيت.
قصة كما تدين تدان ليس فقط في الظلم
قصة كما تدين تدان ليست عن الظلم فقط وعن ارتداد الشرّ على صاحبه، وإنّما أيضاً عن الخير ورجوع الفعل الحسن على أهله، ومن القصص الواقعية المؤثرة عن مثل كما تدين تدان ليس فقط في الظلم:
يحكى أن طفلاً يتيماً كان يبيع الأقلام في الشوارع ليستطيع شراء الطعام لنفسه، وفي ليلةٍ باردةٍ انهار على بوابة أحد المنازل من الجوع والمرض، فأدخلته صاحبة المنزل ووضعته أمام المدفأة وأعدّت له الحساء الساخن ليستعيد عافيته ونشاطه، وعندما استيقظ الطفل وقد استدفأ وشبع، لم يعرف كيف يعبّر للسيدة عن امتنانه، فأهداها سواراً قديماً كان يحتفظ به من أمِّه، ووعدها أن يرد لها الجميل.
بعد مرور سنوات كانت السيدة قد كبرت ومرضت، واحتاجت لعملية دقيقة في القلب، فدخلت المستشفى مع ابنتها وهي لا تعلم كيف ستدفع أجور العملية، لكنها دون أن تعرف كيف، سمحوا لها بالدخول دون أن تدفع شيئاً، وأجرت العملية على يد أمهر الأطباء في المدينة، وعندما خرجت إلى من غرفة الإنعاش وجدت باقة من الورود وفيها ورقة مكتوبٌ عليها:
"عندما رأيت السوار في معصمكِ تذكرت أمي! وتذكرت الحساء الساخن في ليلةٍ من ليالي الشتاء، الذي أبقاني على قيد الحياة وجعلني أشهر طبيب قلبٍ في المدينة، أتمنى لكِ الصحة دائماً".
أمثال وعبارات كما تدين تدان
- قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: من ضارَّ، ضارَّ اللهُ به، ومن شاقَّ، شاقَّ اللهُ عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: ارحموا تُرْحَمُوا، واغفِروا يُغْفَرْ لكُم.
- يقال: كما تدين تدان ليس فقط في الظلم والانتقام، بل حين تجبر خاطراً، أو تزيل هماً، أو تسعد شخصاً، سيأتي اليوم الذي يرجع لك فيه جميلك.
- كما تدين تدان، إن لم يكن بنفس الموقف سيكون بنفس الألم أو الضرر!
- إذا كنت تريد الارتقاء بنفسك؛ ارتقِ بشخصٍ آخر! قول للكاتب الأمريكي بوكر تي واشنطن.
- لا يمكنك الهروب من ارتداد أفعالك عليك، لذلك تأكّد أن تكون أفعالك جيدة.
- من يزرع الشوك لا يحصد العنب! ومعناه أن ما تقوم به من شرٍّ لا يمكن أن يعود عليك بالخير، والعكس بالعكس، فكما تدين تدان.
- دقَّةٌ بدقّة ولو تماديت تمادى السقّا. وهو مثل شامي عن كما تدين تدان، قصته أن رجلاً كان يعمل سقّاءً أي يوزع الماء على البيوت، ومدّ يده يناول قربة الماء لبنتٍ مستترةٍ خلف الباب، فلمس يدها عن غير قصدٍ، وفي المساء عندما عاد رجل البيت الذي كان يعمل في بيع القماش، روت له أمّه أنّ السقّاء لمس يد أخته بالخطأ وهي تأخذ منه قربة الماء، فابتسم الرجل وقال لها: "دقَّةٌ بدقّة ولو تماديت تمادى السقّا" وروى لها أنّه لمس يد امرأة في دكانه بالخطأ وسحب يده خوفاً من الله، ولو لم يفعل لتمادى السقّاء على عرضه، فكما تدين تدان!