السيطرة على الجوع والعصبية في رمضان "مصنع مزاجك" مع ناصر الريامي
مواجهة الجوع واحدة من التجارب العاطفية المذهلة؛ فعندما يدرك الإنسان الأبعاد النفسية والعاطفية لشعور الجوع، ويستطيع ضبط الرغبة النفسية بالأكل، سيكون قادراً بالتالي على تحقيق أهداف الحمية الغذائية، والأهم من ذلك سيكون أكثر قدرة على التحكم بالجوع والعصبية الناتجة عن الجوع خلال رمضان وأكثر تحمّلاً للصيام.
الأخصائي النفسي ناصر الريامي في هذه الحلقة من "مصنع مزاجك" يشرح كيفية السيطرة على الجوع وقلق الصيام من خلال تقنيات الحرية العاطفية والتدريب النفسي والإيحائي لمواجهة مشاعر الجوع أثناء الصيام أو حتى السيطرة على مشاعر الجوع السلبية خارج الصيام وعند اتباع الحميات الغذائية، جرب طرق السيطرة على مشاعر الغضب والقلق الناتجة عن الجوع في رمضان وشاهد جميع حلقات مصنع مزاجك من خلال الضغط على هذا الرابط
لماذا نغضب خلال الصيام "العصبية في رمضان"
على وجه العموم يعتبر الجوع سبباً للتوتر، سواء كان الجوع ناتجاً عن الصيام في رمضان أو حتى في الظروف العادية، وذلك نتيجة طبيعية للإنذارات التي يطلقها الجسم نتيجة حاجته للطاقة.
لكن مع ذلك هذه الإنذارات التي تخبرنا أننا بحاجة لمزيد من الطعام؛ هي إنذارات متغيّرة، أي أنها تخضع لمجموعة كبيرة من العوامل منها العادات الغذائية والروابط العاطفية مع الطعام وغيرها.
وإذا كانت العصبية والتوتر مشاعر طبيعية في الجوع؛ لماذا يبدو الأمر أسوأ خلال الصيام؟
- بطبيعة الحال سنكون قادرين على تقبّل الجوع أكثر عندما نملك خيار الأكل، لأن جزء كبير من الجوع يرجع إلى المشاعر والأفكار، فعندما تكون مجبراً على الجوع تكون أكثر حساسية تجاه مشاعر الجوع.
- يرتبط الجوع في فترة الصيام أيضاً مع العطش، حيث يعتبر نقص الماء سبباً رئيسياً من أسباب العصبية الزائدة خلال الصيام.
- أما من الناحية الجسمانية؛ يعتبر نقص الجلوكوز في الدم سبباً مباشراً للتوتر والجوع، حيث يعتمد الدماغ على الجلوكوز لأداء العمليات المختلفة، ويؤدي الصيام إلى حالة من القلق والتوتر نتيجة انقطاع المصدر الأساسي للطاقة.
- والجدير بالذكر أن الجسم قادر على تبديل مصادر الطاقة بسرعة، حيث يعتاد الدماغ على الصيام ويبدأ باستهلاك مصادر جديدة غير الجلوكوز، هذا ما يعتمد عليه الصيام المتقطع ونظام حمية الكيتو، وهذا ما يفسر أن الأيام الأولى من رمضان هي الأصعب.
- الجوع يسبب الجوع! حيث تقوم المعدة بإطلاق هرمون الجوع الجريلين في الأيام الطبيعية لإبلاغ الدماغ بضرورة الحصول على الطعام، لكن تجاهل هذه الأوامر يؤدي لإطلاق نسبة أعلى من هرمون الجوع، بالتالي يؤدي إلى تعزيز الرغبة بالأكل، وتعزيز مشاعر الجوع السلبية.
- التوتر والعصبية في فترة الصيام ليس نتيجة الجوع فقط، بل تعتبر حالة قلق الصيام نتيجة مباشرة للانقطاع عن المنبهات والتدخين أيضاً، إنها أشبه ما تكون بأعراض انسحاب النيكوتين والكافيين.
كيف أتخلص من عصبية الصيام؟
إذا كنت قد شاهدت فيديو ناصر الريامي أعلاه فننصحك بتجريب تقنيات الحرية العاطفية للسيطرة على العصبية الناتجة عن الجوع والسيطرة على مشاعر الجوع نفسها، سواء خلال الصيام أو في ظروف أخرى، ونقدم إليك أيضاً مجموعة من النصائح:
- حاول أن تتحكم بأوقات النوم في فترة الصيام، فهناك رابط وثيق بين عصبية الصيام وتغيرات نمط النوم في رمضان.
- حاول أن تتبع حمية اللبتين التي تقوم على تعزيز حساسية هرمون الشبع وتخفيض حساسية هرمون الجوع، اقرأ أكثر عن حمية الليبتين من خلال النقر هنا.
- احصل على كميات كافية من الماء في أوقات الفطور والسحور وما بينهما، وتجنب الأطعمة التي تسبب العطش.
- لا تبالغ بتناول وجبات كبيرة على السحور والفطور، فإن كان الجوع يسبب مزيداً من الجوع كما ذكرنا؛ كذلك الطعام يسبب مزيداً من الجوع! اقرأ مقالنا عن هرمونات الجوع والشبع لتعرف أكثر.
- الجأ إلى التشتيت من خلال ممارسة العبادة في الشهر الفضيل وقراءة القرآن أو ممارسة الهوايات المفضلة، وتذكر أن نصف الجوع عاطفي ونفسي.
الكاتب: عامر العبود