تأثير الانفعال في التربية على الأطفال مع د. خليفة المحرزي
الانفعال والغضب من الحالات الطبيعية التي تصيب جميع الآباء والأمهات في رحلة تربية الأبناء، لكن المشكلة الحقيقية عندما يكون الانفعال منهجاً تربوياً مستمراً، وعندما يفقد الآباء السيطرة على أعصابهم بشكلٍ مستمر، ويستسهلون اللجوء إلى الصراخ والعنف في التعامل مع الأبناء.
في هذا الفيديو الدكتور خليفة المحرزي المتخصص في علم النفس والعلاقات الأسرية يناقش أثر التربية الانفعالية على الأبناء وخطورة انتقال الاضطرابات العاطفية والانفعالية بين الأجيال من خلال أسلوب التربية الغاضبة.
ما هي التربية الانفعالية؟
يمكن تعريف التربية الانفعالية أنها أسلوب التربية الذي تسيطر فيه الانفعالات لدى الأبوين على طريقة التعامل مع الأبناء أو ردود الفعل التربوية، وتتميز التربية الانفعالية بغياب السيطرة على ردود الفعل العاطفية أو الانفعالية، بما في ذلك العنف والصراخ والخوف المفرط والتعبير المبالغ به عن المشاعر المختلفة.
الحزم وحتى القسوة أحياناً من الأساليب التربوية الفعّالة والضرورية في كثير من المواقف، لكن المشكلة مع التربية الانفعالية هي الاستمرارية وعدم تناسب رد الفعل مع الذنب أو الخطأ الذي يرتكبه الطفل، ما يجعل الانفعال أسلوباً مستقراً يخلق بيئة تربوية متوترة ومرهقة للأهل وللأبناء في آنٍ معاً.
علامات التربية الانفعالية
- فقدان السيطرة والتحكُّم بردود الفعل، وهي أهم علامات التربية الانفعالية، فالانفعال بحدّ ذاته حالة طبيعية في التربية والتعامل مع الأبناء، لكن كيفية التعبير عن هذا الانفعال والقدرة على التحكّم به هي المشكلة.
- عدم تناسب رد الفعل مع الفعل، حيث يكون الغضب والصراخ والتعنيف منهجاً لا يرتبط بقواعد أو ضوابط تربوية، بل هو رد فعل دائم بغض النظر عن حجم الخطأ أو الذنب.
- عدم القدرة على الفصل بين الحالة المزاجية والتعامل مع الأطفال، حيث تتأثر طريقة التعامل مع الأطفال عند الأهل الانفعاليين بمشاكلهم اليومية وحالتهم المزاجية التي تكون غالباً غير مستقرة.
- التعبير العاطفي المبالغ به، ليس فقط عن الغضب ولكن أيضاً عن الحب والاهتمام، فالدلال الزائد والتسامح المبالغ به والحماية المفرطة من أنماط التربية الانفعالية التي تتحكم بها العواطف أيضاً.
- الشعور بالذنب من العلامات المرافقة في لمعظم حالات التربية الانفعالية، وذلك أن الانفعال في التربية ليس أسلوباً مخططاً بل سلوك خارج عن السيطرة.
نصائح للتخلص من الانفعال في التربية
- استخدام آليات ضبط النفس: بما أن المشكلة في التربية الانفعالية هي فقدان السيطرة على العواطف والمشاعر السلبية وسهولة الاستفزاز، سيكون من المفيد تعلّم آليات التحكم بالمشاعر وضبط الأعصاب، مثل تجنب رد الفعل المباشر وتأجيله، الخروج من المكان، تمارين التنفس العميق، وغيرها.
- الالتزام بقواعد التربية الصحيحة: التربية الصحيحة تعتمد على ضوابط واضحة لسلوك الطفل ترتبط بالثواب والعقاب، وشرط نجاح التربية أن يعلم الطفل بشكلٍ واضحٍ مسبق الأفعال المرفوضة وعواقبها، والأفعال المحمودة وجزاءها، وأن يكون ذلك مستقراً لا يخضع للحالة المزاجية التي يمر بها المربون.
- التعاون مع الشريك: التخلص من الانفعال في التربية يجب أن يكون بالتعاون بين الوالدين، سواء كان أحدهما هو المنفعل أو عانى كلاهما من الانفعال، وذلك من خلال ترك رد الفعل المباشر للطرف الأقل انفعالاً والأكثر سيطرة.
- التواصل بشكل أعمق مع الأبناء: التواصل العميق مع الأبناء ومحاولة فهم دوافعهم وأسبابهم للقيام بسلوكٍ ما، وفهم طريقة تفكيرهم وشخصياتهم وما يميزهم وطموحاتهم... كل ذلك يساهم في تحسين العلاقة بين الآباء والأبناء وتقليل فرص الانفعال في التربية.
- استشارة أخصائي نفسي: في الحقيقية التربية الانفعالية غالباً ما تكون مرتبطةً باضطرابات عاطفية ومشاكل نفسية لدى الأهل، تقلل قدرتهم على السيطرة والتحكم بالانفعال، والأمر ليس مرتبطاً فقط بالتربية بل بمعظم جوانب الحياة! لذلك سيكون من الحكمة طلب الاستشارة التخصصية سواء من المتخصص النفسي أو التربوي.