كيف تفسد المقارنة الحياة الزوجية! د. خليفة المحرزي
المقارنة في الحياة الزوجية هي عندما تقوم الزوجة أو يقوم الزوج بمقارنة شخصية وسلوك الشريك أو ظروفه المادية أو مظهره الخارجي بالآخرين، وغالباً ما تكون هذه المقارنة ظالمةً ومجحفة، لأنها تفترض أن الشريك يجب أن يكون كاملاً من كل الجوانب وتعظّم النواقص الطبيعية في شخصيته أو سلوكه أو حالته المادية أو حتى الصحية، وتغفل الجوانب الإيجابية أو الجيدة، كما تغفل الظروف والعوامل التي تجعل من الشريك أقل قدرةً على الإنفاق مثلاً!
ومن جهة أخرى تقوم هذه المقارنة على معرفة عميقة بالشريك مقابل معرفة أقل عمقاً بطرف المقارنة الآخر، بل أن المقارنة قد تكون مع أشخاصٍ لا يعرفهم الزوجان، مثل المقارنة مع المشاهير والشخصيات العامة والجيران البعيدين.
في هذا الفيديو يتحدث إليكم مستشار العلاقات الأسرية الدكتور خليفة المحرزي عن سلبيات مقارنة الزوج بغيره ومقارنة الظروف المادية على وجه الخصوص بظروف الآخرين ومستوى حياتهم، وأهمية التكيّف مع ظروف الزوج ومستواه المادي والاجتماعي لتجنب المقارنة التي تفسد الحياة الزوجية.
سلبيات المقارنة في الحياة الزوجية
- أسوأ سلبيات المقارنة في الحياة الزوجية إشعار الزوج بالنقص والعجز من خلال مقارنته بغيره، وخصوصاً عند مقارنة السلطة أو النفوذ أو المستوى المالي أو حتى القوة الجسدية والجنسية! وكذلك الأمر عند مقارنة الزوج لزوجته بغيرها.
- تقود المقارنة في الزواج إلى زيادة الشعور بالتعاسة وعدم الراحة عند الزوجين، وخلق مشاكل لا متناهية قد لا تظهر على صلة وثيقة بالمقارنة، لكن المقارنة تكون سببها الرئيسي.
- العيش في عالم من التوقعات والأحلام غير الواقعية، فمقارنة الزوج بغيره تجعل الزوجة دائمة التفكير والشرود في أحلام اليقظة التي غالباً لا يمكن تحقيقها من خلال الضغط على الزوج أو إشعاره بالنقص، وكذلك مقارنة الزوج لزوجته بغيرها يجعله يعيش في وهمٍ يعمي عينيه عن الواقع.
- من سلبيات المقارنة في الحياة الزوجية أنها تجبر الزوجة أن تسلّط الضوء على سلبيات حياتها الزوجية وسلبيات زوجها أكثر بكثير من الإيجابيات أو النِعم التي تعيش فيها، وكذلك الأمر مع الزوج الذي تجعله المقارنة يهمل إيجابيات حياته الزوجية والصفات الجيدة في زوجته ويركّز على الصفات السلبية.
- من مخاطر المقارنة في الحياة الزوجية هي دفع الشريك الآخر للمقارنة أيضاً! عندما تقارن الزوجة زوجها بمن هو أغنى منه، فهي تدفعه لمقارنتها بمن هي أجمل منها، وكذلك عندما يقارن الزوج زوجته بمن هي أجمل منها، فهو يدفعها لمقارنته بمن هو أوسم وأغنى منه، ولا تنتهي دائرة المقارنة هذه إلّا بأحد أمرين، إمّا الرضا وإما التعاسة المطلقة!
- تقود المقارنة في الحياة الزوجية إلى فقدان أي شعور بالسعادة والراحة، فالرضا هو سرٌّ من أسرار السعادة في الحياة عموماً وفي الحياة الزوجية على وجه الخصوص، واستمرار مقارنة الزوج بغيره أو مقارنة الزوجة بغيرها يجعل من الرضا محالاً، وسيفقد الزوجان شعور السعادة بأي نِعمةٍ أو نجاحٍ يحققانه معاً أو يحققه أحدهما، حتى وإن كانت هذه النعمة تجعل حياتهما أقرب لمن يقارنون أنفسهم به!
كيف تتخلص الزوجة من مقارنة زوجها بغيره
- لتتخلصي من مقارنة زوجكِ بغيره ابحثي عن الإيجابيات في حياتك الزوجية، وحاولي التفكير بالنِعم والأمور الإيجابية التي تجعل من زوجكِ رجلاً مميزاً، وتجعل من حياتك معه وفي أسرتكِ أمراً يستحق الحمد والامتنان!
- حاوري زوجكِ حول بعض المشاعر والدوافع التي تجبركِ على المقارنة، وأخبريه عن مشاعركِ الحقيقية، ولماذا تشعرين بالنقص أو العجز عندما ترين حياة الآخرين، قد يخلق الحوار بينكما دافعاً لديه لتحسين حياتكما أو إصلاح الأمور التي تزعجكِ، كما سيساعدكِ ذلك على فهم زوجكِ أكثر والوصول إلى الرضا المشترك والتخلص من المقارنة القهرية.
- ابحثي لزوجك عن أعذارٍ حقيقية، فعندما تقارنين زوجكِ بغيره فكّري بالظروف والعوامل التي تجعل زوجكِ غير قادرٍ على الإنفاق بنفس الطريقة، أو غير قادرٍ على تحقيق رغباتكِ كما تمنين.
- آمني أن الكمال محالٌ في البشر، واعلمي أن الأشخاص الذين تقارنين زوجكِ بهم أيضاً ليسوا مثاليين، والثري منهم قد يكون بخيلاً، والكريم منهم بالمال قد يكون خائناً أو بخيلاً بمشاعره، والعاطفي والرومانسي قد يكون انتهازياً وكسولاً، لا تتوقعي أن هناك بشرٌ يمتازون بالكمال!
- حاولي دعم ومساعدة زوجكِ لتحسين أوضاعه المالية أو معالجة مشاكله السلوكية بدلاً من مقارنته بالآخرين، وقدمي له الحلول لتحسين أوضاعكما دون التطرق للمقارنة.
- اعملي على زيادة ثقتكِ بنفسك! فالمقارنة المستمرة بين حياتك وحياة الآخرين وبين ما لديكِ وما لدى الآخرين؛ قد يكون من علامات قلة الثقة بالنفس، ولذلك ستكون تقوية الثقة بالنفس من مفاتيح التخلص من المقارنة.
- تخلصي من العلاقات السامّة والمؤذية، فالصديقات أو الأقارب الذين يقللون من شأنكِ أو شأن زوجكِ أو يستعرضون حياتهم المثالية المزيّفة وأملاكهم أمامكِ ويدفعونكِ للمقارنة، ليسوا جديرين بالصداقة ولا حتى بالتواصل الرسمي، أحيطي نفسكِ بالأشخاص المحبين بصدق، والذين ينظرون إلى جوهر الناس لا إلى ظواهرهم، ويخشون إظهار النعمة أمام فاقدها.
- تذكري أن الرضا مفتاح السعادة، والرضا لا يعني أن تتوقف حياتكما الزوجية حيث هي دون تحسين أو تطوير، ولكن يعني أن تنطلقا كزوجين لتحقيق الرفاه والراحة من قاعدة الرضا والقناعة والامتنان، وأن يكون ما لديكما اليوم سبباً للسعادة، وما يأتيكما غداً سبباً لزيادة السعادة!
مقارنة الزوج زوجته بغيرها
مقارنة الزوج زوجته بغيرها تفسد الحياة الزوجية وتدمر الروابط العاطفية والأسرية بين الزوجين، فقد يقع الزوج بفخ المقارنة فيقارن زوجته بمن هي أجمل منها أو أصغر منها سناً أو أوفر منها مالاً، ويفقد الزوج أي رغبة في تحسين علاقته مع زوجته نتيجة المقارنة المستمرة بينها وبين غيرها، بل أن هذه المقارنة قد تكون من مفاتح أبواب الخيانة الزوجية!
قد تلعب الزوجة دوراً في دفع زوجها للمقارنة بالإهمال أو السلوك السيء أو البرود العاطفي، كما أن الزوج قد يكون سبباً في دفع زوجته لمقارنته بغيره لنفس الأسباب، مع ذلك فإن المقارنة في الحياة الزوجية تؤذي الشخص الذي يقوم بها بالدرجة الأولى وتدمره نفسياً سواء كان الزوج أم الزوجة، ثم تنعكس على العلاقة بين الزوجين وتقودهما للتعاسة.
