الطفل الفوضوي المخرب وكيفية التعامل معه
مشكلة الطفل الفوضوي! باتت الفوضوية والتخريب جزءاً لا يتجزأ من حياة أطفالنا والمراهقين في عصرنا الحالي، فما هو تعريف السلوك الفوضوي عند الأطفال؟ وما هي أسباب الفوضوية؟ وكيف يمكن لنا التعامل مع الطفل الفوضوي والمخرب؟ وما هو علاج السلوك الفوضوي للطفل؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
يُعرف السلوك الفوضوي على أنه مجموعة من الاستجابات التي تشترك في كونها تسبب اضطراباً في مجريات الأمور، أو تحول دون تأدية شخص آخر لوظائفه.
والفوضوية هي سلوك لا يقتصر على عمر معين فيمكن ملاحظته عند الكبار والصغار، وغالباً ما يعاني الأهل من السلوك الفوضوي عند الأطفال.
ويُعرف السلوك الفوضوي الصفي في المدرسة على أنه الاستجابات التي تؤثر سلباً على العملية التعليمية.
من هو الطفل الفوضوي؟
الطفل الفوضوي أو الطفل المخرب هو الذي يوصف بأنه كثير العناد والفوضى محاولاً جذب من حوله بكثرة كلامه أو تصرفاته التخريبية أو الحركة الزائدة، وغالباً ما يتحدى من هم أكبر منه ويسبب لهم الشعور بالفشل وخيبة الأمل.
ولكن هنا نتساءل ما هي الصفات التي يتميز بها الطفل الفوضوي أو الطفل المخرب؟
- كثير الانفعال.
- الاعتداء على من حوله.
- الاستهزاء دائماً.
- إثارة الفوضى دائماً.
- التعامل مع الآخرين بعنف.
- الانحراف في السلوك.
- القيام بأعمال تخريبية.
- سب وشتم من حوله من الأقران أو الإخوة.
- اللامبالاة بالقوانين المفروضة عليه.
من أسباب الفوضوية عند الأطفال نذكر:
- عدم الشعور بالاستقلالية التي تقابلها محاولات الوالدين الحثيثة دوماً إلى فرض السيطرة على كافة جوانب حياة الطفل بطريقة مفرطة مما يدفع الطفل إلى السلوك الفوضوي والتخريب بهدف التمرد على ذلك.
- تعتبر الفوضوية من السلوكيات المكتسبة في حياة الطفل لذا نجد الذين ترعرعوا في بيوت تعرف الفوضوية يعانون من السلوك الفوضوي والتخريبي.
- من أسباب السلوك الفوضوي عند الأطفال عيشهم في أسر غير مستقرة تكثر فيها المشاكل أو انفصال الأبوين مما يجعل الطفل يلجأ إلى الفوضى والتخريب للتعبير عما بداخله من كبت وألم.
- قد يلجأ أحياناً الأطفال إلى الفوضى من باب الغيرة من الأخوة في حالة قدوم طفل جديد للعائلة، وذلك بهدف لفت الانتباه.
الطالب الفوضوي أو الطالب المخرب في المدرسة هو كثير العناد والفوضى محاولاً جذب انتباه التلاميذ إليه، وغالباً ما يتحدى الطفل الفوضوي سلطة المدرس ويسبب له توتراً في الأعصاب وخيبة أمل وشعورًا بالفشل.
ويمتاز الطالب الفوضوي بكثرة الانفعال، والاعتداء على المدرسين، وتخريب الممتلكات المدرسية، والتعامل بعنف مع زملائه، والانحراف في السلوك، والتغيب وعدم الانتظام، بالإضافة إلى إثارة الفوضى بشكل دائم.
آثار السلوك الفوضوي على المعلم والتلاميذ:
- توقف المدرس عن عملية التدريس وحرمان باقي التلاميذ من الاستفادة.
- يقلل الطالب الفوضوي من مساعي المدرس وقدرته على إنجاز مهام التدريس.
- عندما يحاول المدرس التصدي للطالب الفوضوي وتصرفاته يوماً بعد يوم سيتسبب ذلك في شعوره بالفشل وخيبة الأمل والإحباط والتوتر.
- التشويش على بقية الزملاء وعدم قدرتهم على التركيز للدرس.
العوامل التي تتسبب في الفوضى الصفية هي:
- عوامل تتعلق بالمدرسة:
- الإمكانيات المدرسية.
- إدارة المدرسة.
- حجم المدرسة وعدد الصفوف.
- سعة الحجرة الصفية.
- موقع المدرسة والجو السيكولوجي الذي يسود في المدرسة.
- عوامل تتعلق بالتلميذ:
- جنس التلميذ.
- مستوى تحصيل التلميذ.
- شخصية التلميذ.
- ظروف التلميذ.
- سلوك التلميذ.
أسباب السلوك الفوضوي للتلاميذ في المدرسة:
- الشعور بالملل والضجر: يصاب التلاميذ بالملل والضجر من كثرة الرتابة في الأمور المدرسية والابتعاد عن الأنشطة المسلية.
- الإحباط والتوتر: قد يصاب الطلاب بالإحباط من كثرة الأوامر الصادرة من قبل المعلمين للطلاب، أو في حالة صعوبة التعلم الفردي للتلميذ، وسرعة إعطاء المعلم للمواد التعليمية دون أخذ فترات من الراحة، بالإضافة إلى زيادة النشاطات التعليمية وقلة حيويتها وصعوبتها وعدم ارتباطها بحاجات وواقع التلاميذ.
- جذب الانتباه: ميل التلاميذ إلى جذب الانتباه من خلال القيام بالأعمال الفوضوية والتخريبية.
ما هو علاج مشكلة الطفل الفوضوي ومشكلة التخريب عند الأطفال؟
تعاني العديد من الأمهات من سلوك طفلها الفوضوي لنجدها تستنجد وتتساءل عن كيفية التعامل مع الطفل الفوضوي المخرب، وهنا سنذكر بعضًا من طرق التعامل السليمة مع الطفل الفوضوي أو المخرب:
- علينا أن نكافئ الطفل عندما يسلك على نحو مقبول ونعاقبه في حالة السلوك غير المقبول.
- إرغام الطفل على القيام بالسلوك الصحيح بعد أن يقوم بالسلوك الفوضوي أو التخريبي، أي بمعنى إذا قام الطفل بتخريب الأثاث في صالون المنزل عليك أن تطلب منه إعادة كل شيء في مكانه المناسب.
- على الأهل تعزيز السلوك الإيجابي المضاد للسلوك الفوضوي وتقديم المديح للطفل في حال قيامه بفعل جيد.
- عدم توبيخ الطفل أمام الناس بل بشكل منفرد.
- التقرب من الطفل أكثر وإحاطته بالحب والاهتمام، فافتقاره إلى هذه الأمور كفيل بنشوء السلوك الفوضوي التخريبي.
وختامًا، في عالم تتسارع فيه الفوضى والسلوكيات المزعجة، علينا احتواء أبنائنا بالحب والتشجيع والصبر، فالفوضى سلوك يكتسبه الأبناء من المصدر الرئيسي وهو الأسرة، فعلينا تذكير أنفسنا بأننا القدوة لهم والمرجع لما يقومون به.