أنواع المراهقة وخصائصها ومشاكل المراهقين
مرحلة المراهقة، مرحلة طبيعية من مراحل النمو الإنساني، وكل أم وأب ومربي بحاجة إلى التعرف على هذه المرحلة؛ حتى يستطيعوا تحويلها لمرحلة مفعمة بالسعادة؛ يفهموا أبناءهم المراهقين ويتفهموا احتياجاتهم، ويكونوا الداعم والسند لهم، بعيدًا عن الحفر التي قد تعترض طريق الابن المراهق.
ما هي المراهقة؟ ما هو مفهوم المراهقة؟
المراهقة بحسب المعجم تعني: المقاربة.
راهق الغلام: قارب الحلم.
والمراهق هو الطفل الذي قارب البلوغ.
متى يبدأ سن المراهقة؟ قسم علماء النفس والتربية مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل:
- مرحلة المراهقة المبكرة: يبدأ سن المراهقة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة.
- مرحلة المراهقة المتوسطة: تبدأ في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة.
- مرحلة المراهقة المتأخرة: وهذه تمتد إلى سن الحادية أو الثانية والعشرين
- وبعدها تكون مرحلة الشباب.
هل للمراهقة أنواع؟ ما هي أنواع المراهقة؟
- المراهق العنيف: الصورة النمطية للمراهق هي أن يكون عنيفاً وعدوانياً، لكن هذه الصورة ليست انعكاساً كاملاً للحقيقة، إلا أن المراهق العنيف الذي يميل إلى السيطرة والتمرد ينبه الآخرين إلى جوده أكثر من المراهق الخجول، لذلك تحول إلى صورة نمطية.
- المراهق الخجول: هناك عشرات الأسباب التي تجعل من المراهق خجولاً، منها انخراطه في عالم الكبار التغيرات والجسدية والنفسية التي قد لا تكون مرضية بالنسبة له، وشعوره أنه لا يستطيع التواصل مع الآخرين كما يجب.
- المراهقة المضطرب: المراهفة مرحلة خصبة للاضطرابات التي تبدأ بالميول المنحرفة ولا تنتهي بالعدوانية والاكتئاب وغيرها من مظاهر الاضطرابات النفسية.
- المراهقة السوي: عندما يقوم الأهل بتربية أطفالهم بشكل صحيح تربية سليمة قوامها المحبة والثقة فإن وصولهم إلى مرحلة المراهقة سيكون سلساً وخروجهم منها إلى الرشد أيضاً.
ما هي علامات المراهقة؟ ما هي خصائص مرحلة المراهقة؟ وبماذا تتسم هذه المرحلة؟.... تتسم مرحلة المراهقة بمجموعة كبيرة من التغيرات والتحولات الكبيرة على الصعيد الجسماني والنفسي، والتي عادة ما تعتبر خصائص مميزة لهذه المرحلة.
منها مثلاً ما يظهر على المراهق الذكر من ظهور شعر الجسد والذقن وتغير الصوت ونمو الأعضاء الجنسية والاحتلام وغيرها من التغيرات التي تعود معظمها إلى تغيرات هرمونية، ومنها التغيرات النفسية التي تصب معظمعها في بوتقة إثبات الذات، مثل ميل المراهقين إلى التمرد والخوض في مغامرات جديدة على المستوى الاجتماعي والعاطفي، ومحاولة المراهق الثورة على القواعد التي التزم بها عندما كان طفلاً، ويكفي أن يتذكر كل منا فترة مراهقته ليعرف ما هي سمات وخصائص مرحلة المراهقة!.
لنوعية العلاقة التي يقيمها الأبوان مع المراهق تأثيرٌ كبيرٌ في تصرفاته في مرحلة المراهقة، كما أن لها تأثيرًا جوهريًا في تشكيل اتجاهاته في الحياة، وفي نظرته لنفسه ولمن حوله، بل للعالم أجمع، فالعامل الأكثر أهمية وتأثيرًا في رفاهية المراهقين وفي إحساسهم بالسعادة، هو جودة علاقتهم بآبائهم بغض النظر عن نوعية الأسرة التي ينتمون إليها. كما أظهرت البحوث أن المراهقين الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع آبائهم يقل احتمال تورطهم في مشكلات خطيرة، فالعلاقة الحسنة والمتينة بالأبوين تشكل بالنسبة إلى المراهق الدرع الحصين الذي يقيه من الدخول في مغامرات وتجارب خطرة.
من أهم أساسيات التعامل مع المراهقين، عقد الثقة المتبادلة!
من البديهي أن كسب ثقة المراهق سيوفر على المربين الكثير من العناء، وفي سبيل توليد الثقة عند المراهق بذويه ومربيه، ومن البديهي أيضاً أن بناء ثقة الطفل بأهله في مرحلة مبكرة سيساعدهم على التعامل مع ابنهم المراهق، يمكن اتباع الآتي لكسب ثقة المراهقين:
- أن نكون قدوة له على كافة الأصعدة، ولا يتوقع الآباء أن يكون ابنهم صادقاً وهم كاذبون، أو أن يبتعد عن التدخين وهو يرى والده يدخن أمامه.
- قد يلجأ ابننا المراهق إلى إخبارنا ببعض الأفكار أو المشاعر أو الأحداث التي يعتبرها سرية وخاصة، ومن الحكمة أن نحافظ على أسراره، ويجب أن يقلع الأهل عن عادة الحديث عن خصوصيات أبنائهم مع الأصحاب والجارات.
- التعامل مع المراهق أو المراهقة كعنصر فعال في الأسرة من خلال مشاركتهم بالمشاكل والبحث عن الحلول بما يتناسب مع عمرهم.
قد يتعرض المراهق للتنمر وهذا يدفع به إلى الانطواء واحتقار الذات، وقد يجعله يصاب بالاكتئاب. والمشكلة هنا هو أن كثيرًا من المراهقين لا يخبرون أهلهم عن معاناتهم. فهم يتجرعون مرارة النبذ بصمت!
كيف أحمي ابني من التنمر؟
- حاول أن تعرف بالضبط شكل العدوان أو التنمر الذي يتعرض له ابنك.
- اكتب لديك قائمة بأسماء الذين يتنمرون عليه.
- إذا كان المتنمر من أبناء الجيران، فكلم والده.
- إذا كان المتنمر أو العدواني من زملاء ابنك بالمدرسة، فاذهب إلى المرشد الاجتماعي أو الطلابي أو مدير المدرسة، واطلب منه التحقيق في الموضوع، والقيام بما ينبغي القيام به.
- قبل أن تغادر المدرسة خذ موعدًا ممن شكوت إليه كي تسأله عن الشيء الذي فعله لكف المتنمرين.
- تأكد في كل الأحوال من أن شكواك لا تعرض ابنك إلى مزيد من التنمر أو إلى الانتقام.
- اجعل ابنك يعود إلى المدرسة مع اثنين أو ثلاثة من الزملاء أو الأصدقاء المخلصين حتى يوفروا له نوعًا من الحماية.
- عزز ثقته بنفسه، وقل له: أنت تملك الكثير من الصفات الجيدة التي يفتقدها الذين يسيئون إليك.
- ساعد ابنك المراهق على أن يتجاهل التعليقات والتعبيرات السيئة، ويكتفي بنظرة استهجان.
- إذا تعرض المراهق لأذى مفاجئ، فينبغي أن يكون مستعدًا للصراخ وطلب المساعدة أو الهرب عند الحاجة.
- الهدوء والتأمل أمور مطلوبة في معالجة مشاكل المراهقين بشكل عام ومشكلة التنمر بشكل خاص.
كيف أحمي ابني من الإنترنت؟
إليك عزيزي القارئ مبادئ وقواعد أولية يمكن أن تساعد في حماية المراهقين من مخاطر الإنترنت:
- التواصل المستمر مع الأبوين أو أحدهما حول المواقع التي يمكن أن أدخلها، والالتزام بالوقت المحدد لي يوميًا للدخول على الإنترنت.
- عدم إعطاء معلومات شخصية مثل أرقام بطاقات ائتمان أو عنوان عمل الوالدين أو عنوان منزلنا لأي شخص كان من غير إذن والديّ.
- إعلام والديّ بأي شيء سيء أو فيه تهديد أشاهده، أو يأتيني عبر البريد الإلكتروني.
- الامتناع عن عمل أي شيء يكلف مالًا دون إذن مسبق.
- عدم إرسال صور لي أو لأي فرد من أفراد العائلة إلى أشخاص آخرين دون معرفة أبويّ.
- التصرف بشكل جيد على الإنترنت وعدم القيام بأي عمل يسيء إلى الآخرين، أو يخالف القانون.
ما هي أسباب المشاكل الدراسية لدى المراهقين؟ لماذا يعاني المراهق في الدراسة؟
- انخفاض الثقة بالنفس، حيث يشعر المراهق أن الأعباء الدراسية الملقاة عليه أكبر بكثير من طاقته وقدراته، كما يشعر أنه لا يستحق الكثير من التفوق والنجاح بسبب ظروفه وأحواله.
- يحترم غيره احترامًا مبالغًا فيه، وهذا الاحترام ينقلب إلى تهيب من تحمل المسؤوليات، ويصحبه قلق زائد عن الحد.
- الخجل من الكلام والوقوف أمام الطلاب ومحاورة الأساتذة، مما يجعل مشاركته ضعيفة وينعكس بالسلب على الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها.
- عدم وجود رغبة كافية في المواد التي يدرسها الطالب، أو نفوره من الدراسة بسبب تصرفات بعض معلميه معه.
- يتأخر المراهق دراسيًا أحيانًا لافتقاده الدعم والمساندة من أسرته.
- حين يصحب المراهق مراهقين كسالى ومن غير ذوي الطموحات العالية، فإن من المتوقع أن يتأثر بهم تأثرًا كبيرًا، فالصاحب ساحب وموجه للرغبات.
- أيضاً التعرض للتنمر أو الأذى هو من أسباب التأخر الدراسي للمراهق.
التقلبات المزاحية في تربية الطفل والمراهق التي من شأنها أن تحدث خللاً في منظومة الاستجابة لديه، لذلك يجب اتباع أسلوب تربوي منظَّم وبعيد عن العشوائية، بمعنى أن المراهق يجب أن يدرك تماماً المسموح والممنوع وما سيتبع كل منهما من جزاء.
- تدليل الأطفال ليس مشكلة بل أن له فوائد عديدة، لكن يجب أن يكون هذا الدلال بحدود.
- انتقاد المراهقين بشكل مزعج دون شرح الأسباب أو حتى تقديم الحلول، فغالباً ما يكون المراهق حساساً بشكل كبير تجاه الانتقادات، ويحتاج للكثير من الحذر والتروي في توجيه الملاحظات إليه.
- لا تكن الأب المسيطر! فالأب المسيطر:
- يضع ابنه دائمًا تحت المراقبة، ويريد منه الاستئذان في كثير من التصرفات.
- يصدر أوامره إليه بحدة وعلى نحو مباشر.
- لا يثق بقدرة ابنه على التصرف على نحو مستقل، ويغلب جانب الحذر في النظر إلى تصرفاته.
- يحرص على أن يعرف على نحو مبالغ فيه كل علاقات ابنه خارج المنزل، ولا يفتح مجالًا للنقاش معه.
- حين يختلف معه في شيء فالراجح لديه صواب رأيه وخطأ رأي ابنه.
- ليس عنده مشكلة في أن يوبخه أمام إخوته أو أمام الآخرين.
- أما الأب الذكي الذي يستوعب وضع ابنه، فهو كالآتي:
- يتعامل مع ابنه على أنه موثوق، ولا يدقق في تصرفاته إلا عند وجود ريبة.
- لا يحمل كلام ابنه المراهق على محمل الجد في كل مرة لأنه يعرف أنه مرتبك وناقص التوازن.
- يترك له مساحة واسعة للاختيار.
- يراعي مشاعره، ويحرص على حفظ كرامته.
- يفوض إليه إدراة بعض شؤون الأسرة.
- يستمع إلى نقده لأسرته باهتمام.
عزيزي الأب، عزيزتي الأم، مرحلة المراهقة هي مرحلة حساسة ومهمة جدًا في تكوين شخصية ابنكما أو ابنتكما، لذا، كونا حذرين جدًا في التعامل مع المراهق، واحرصا على فهم أنواع المراهقة ومراحلها وعلاماتها، وكيفية حماية المراهق من التنمر والأذى ومخاطر الإنترنت.